بجاحة الوكلاء
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ساوِمْ على القضية وساهِمْ في الخيانة. أضحى شعار الحاكم العربي، مثلما صار تجميل هذا الشعار وتسويغه المهمة الأولى لترسانة الإعلام العربي، في مقابل تبشيع المقاومة وتشنيع كل فعل مقاوم للإجرام الغربي والصهيوني!!
جاءت «قمة البحرين» خيبة جديدة من خيبات الأمة العربية. لم يكن الجديد تخاذل حكام العرب وإذعانهم لثلاثي الشر العالمي: أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، بل بجاحتهم في المجاهرة بأنهم وكلاء هذا الثلاثي الاجرامي بالمنطقة!
كرر مؤتمر «الضعة العربية» الجديدة، موقفه المعوور، بخطاب مكرور، لا يصدر إلا عن عبد مأمور؛ إذ هو فعلياً يوفر الغطاء للكيان الصهيوني لمواصلة عدوانه المسعور وحصاره لغزة وشعب فلسطين المغدور!!
حدث هذا بعبارات مواربة، من نوع «تأكيد ضرورة وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وخروج القوات الإسرائيلية من غزة ورفع الحصار»، و«إدانة سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح»!
جدد «مؤتمر البحرين» تأكيد المؤكد، وأثبت تواطؤ جل الحكام العرب في حرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين، بمواقفهم الخيانية المخزية من نوع «وطالب البيان إسرائيل بالانسحاب من رفح لإنفاذ المساعدات الإنسانية لغزة»!!
وكما هي بيانات الإدارات الأمريكية المتعاقبة وخارجيتها، في إظهار نقيض ما تبطن، وقول عكس ما تفعل، تضمن بيان «خمة البحرين»، إعلان «رفضها كل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني وتؤكد على التصدي لها»!
تجلى تورط جل الحكام العرب في تصفية فلسطين وإبادة شعبها، بتجاهلهم حقه في المقاومة، وبإنكارهم شرعية المقاومة الفلسطينية، عبر دعوتهم «الفصائل الفلسطينية للانضواء تحت مظلة منظمة التحرير» الموالية للكيان!!
وثبت هذا التورط الخياني بدعوة هؤلاء الحكام، في بيان «قمتهم» الختامي، إلى «نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية في فلسطين حتى تنفيذ حل الدولتين» وفق المبادرة العربية (السعودية) للسلام المعمدة صك الاستسلام العربي!
جاهرت «خمة البحرين» بتبعية ما يسمى «جامعة الدول العربية» للإدارة الأمريكية البريطانية «الإسرائيلية» نفسها، بتهاونها مع الكيان «الإسرائيلي» وعدوانها، وتأكيدها على السلام معه، في مقابل مهاجمة كل فعل مقاوم له وأطماعه.
أصر الحكام العرب في البيان الختامي لمؤتمرهم على إدانة «عمليات التعرض للسفن التجارية» بوصفها «تهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية ومصالح دول وشعوب العالم»، وتصوير إيران الخطر والشر الأكبر الذي يهدد الأمة!!
مع ذلك، يبقى الثابت أن ثلاثي الشر العالمي: أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، مثلما انكشفت حقيقة شروره ووجهه الإجرامي للعالم، فإنه استهلك أدوات نفوذه في المنطقة، وأحرق أقنعتها الخادعة، وأذن لسقوطها الوشيك.

أترك تعليقاً

التعليقات