حلف «شرشبيل»!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تنظر دول تحالف العدوان لليمنيين من أعلى أبراجها الزجاجية وبمدى بحيراتها النفطية. غرور حكام هذه الدول الباغية يجعلهم يرون اليمنيين فقراء أقزاماً. تماماً كما كان بطل القصة المعروفة «شرشبيل» يرى من سماهم «سنافر»، مع فارق أن اليمنيين ليسوا أقزاماً ولا شخصيات كارتونية، بل عماليق كجبالهم، وبأسهم وقوتهم وصِلدهم من أبرز الحقائق عبر تاريخ الأمم.
الغرور يجعل حكام دول تحالف الإثم والعدوان يرون اليمن بتعال. مع أنهم في قرارة أنفسهم يحسدون هذا البلد الطيب ويحقدون عليه وعلى شعبه. يرون فيه عمقاً حضارياً تاريخياً وثقلاً بشرياً ومخزوناً هائلاً للثروات. بلد يمتلك كل أسباب القوة والكفاية والرفاه والسيادة، ويمكنه استعادة أرضه الطبيعية عبر التاريخ السابق لوجود هذه الدول.
ظن حكام دول تحالف العدوان، أن نخرهم اليمن من الداخل طوال عقود، وفعل «أرضتهم» بدولته قد جعل من هذا البلد فريسة سائغة. أنهكه الفساد، وقيد شعبه الفقر وكبله التخلف. توهموا أن إفسادهم اليمن، نهباً للمال وتبديداً للثروات وإهداراً للمقدرات، قد شمل أيضاً القيم وفي مقدمها العزة والكرامة والشرف والإباء.
هذا ما جعلهم يتوهمون، أن افتراس اليمن وكسر إرادة شعبه، أمر يسير وممكن بظرف أسابيع. بإهراق الدم وانتهاك الحُرم وإرهاب اليمنيين بأشنع صنوف الجرم، وبالطبع شراء الذمم. كل هذا فعلوه ومازالوا في وهمهم يتعلقون وفي غيهم يعمهون وإجرامهم يستمرئون. وما جنوا غير الإثم والحقد ومراكمة الثأر والخسران.
حتى اليوم، مازالت دول تحالف العدوان تندفع وراء رهاناتها المتجددة مع كل فشل تمنى به.. تراهن على انهيار صمود اليمنيين أمام حصارها.. تراهن أيضاً على نجاح إرهابها وجرائمها في إخضاع اليمنيين لهيمنتها ووصايتها وتبعاً استعبادها لهم بالحديد والنار، وترويضهم لخدمتها وأطماعها في اليمن موقعاً وأرضاً وثروات ومقدرات.
فعلياً، دول تحالف العدوان أو واجهته السعودية والإماراتية، تقامر بثرواتها المستنزفة من بحيرات نفطها المسخرة لأربابها دول الحلف الأنجلو-صهيوني (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل). تقامر وتخسر، ودون وعي تكابر ولا تقر بخسارتها، ويمضي حكامها دون بصر في غيهم، مخاطرين ببحيرات نفظهم، بل وبوجود كياناتهم الطارئة على تاريخ المنطقة.
مشكلة هذه الدول أنها مختزلة في أُسر حاكمة. ثلة أفراد مسلوبو القرار من جهة تنصيبهم حكاماً. تابعون بالمطلق لدول الهيمنة الغربية التي أسست دويلاتهم قبل عقود قليلة من الزمن، وعلى القاعدة نفسها «النفط مقابل المُلك». لهذا تجند هذه الدول نفسها لتمويل حروب بسط نفوذ أربابها وتنمية مصالحهم وتحقيق أطماعهم.
يتملك الغي دول تحالف العدوان، ويستفحل فسادها ويعيث في ما عداها فساداً وبغياً ويتعاظم الخطر. خطر الزوال الحتمي للباطل مهما صال وجال. يبرز خطر هذا الزوال شاخصاً بأسبابه وعوامله المتعددة مع هذه الدول الطارئة والهشة رغم ثروات نفطها، الكفيلة بجعلها دولاً عظمى، لو لم تكن تابعة خانعة.
ويبقى الثابت، أن ثبات اليمن في وجه تحالف العدوان، الأمريكي البريطاني «الإسرائيلي»، بواجهته السعودية الإماراتية؛ عائق كبير أمام أهوال عدة تتربص بالمنطقة العربية كاملة، ليس أولها تجزئة المجزأ بمسمى أقليات وعرقيات مصطنعة، ولا آخرها تصفية القضية الفلسطينية وتنصيب الكيان «الإسرائيلي» مالكاً للمنطقة برمتها.
شواهد هذا التحدي أكثر من حصرها. باتت مكشوفة للعيان إلا من كان عميلاً لهذا المخطط، وأداة من أدوات تسويغه وتمريره وتنفيذه. وهذا التحدي يدركه اليمنيون اليوم، مثلما يدركون عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه أمتهم، أمام الله ورسوله وشعوب المنطقة. وهم أهل لهذه المسؤولية ومنتصرون بعون الله.

أترك تعليقاً

التعليقات