صك ذل!!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تفاوض الرباعية «العربية» إمبراطورية الشر الأمريكية والكيان الصهيوني، على سلب غزة عزتها! لا شيء آخر، تسعى إليه ما تُسمى «المبادرة العربية»، عدا إبقاء الفلسطينيين أحياء على الكفاف، بلا أدنى حرية أو كرامة أو آمان. مسلوبي القرار، والسيادة على أرضهم!!
تقول الدول العربية «الوسيطة» الساعية لاعتماد «صك الذل» للفلسطينيين، إنها «أدخلت تعديلات على مبادرة (ويتكوف -كوشنر -بلير) لوقف الحرب على قطاع غزة».
التعديلات حسب التسريبات شبه الرسمية، تنص على «أن تضع حركة حماس سلاحها بدلا من نزع السلاح» في مقابل «المطالبة بانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة على مرحلتين»، ونشر «قوات دولية لمراقبة حدود قطاع غزة من دون احتكاك بالسكان»...
هكذا ترد التعديلات بعبارات منمقة تحاول تسويغ تطبيع الذل، وتجميل بنود صكه، التي تنص أيضاً على إخضاع قطاع غزة لـ»مجلس دولي يشرف على إدارة فلسطينية من التكنوقراط». وأن «تكون للسلطة الفلسطينية (الموالية للكيان الصهيوني) صلة بإدارة قطاع غزة بعد الحرب».
قطعا، هذه ليست كل بنود المبادرة المطروحة، وإلا ما كان الكيان الصهيوني يعلن أن «معظم بنود الخطة التي طرحها ترامب بشأن غزة مناسبة لـ»إسرائيل» ونتنياهو طلب تعديل بعضها». ومن بين تعديلاته التمسك بمصائد قتل سكان غزة «عدم إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية».
هذا الإصرار على استمرار «مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية»، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية؛ يعني استمرار حصار الكيان الصهيوني لقطاع غزة، وحظر أنشطة المنظمات الأممية والدولية في إدخال المساعدات الإغاثية، وحصر توزيعها عبر هذه المؤسسة لقنص وقتل الجوعى!
يعلم الجميع، وتقر الأمم المتحدة ومنظماتها، أن نقاط توزيع المساعدات التابعة لهذه «المؤسسة» تشكل مصائد موت يقتل الاحتلال ويصيب من خلالها الفلسطينيين يوميًا. وبلغ عدد من وصل منهم المستشفيات «2,560 شهيدًا و18,703 مصابين» حتى مساء السبت (27 سبتمبر)!
تخيلوا، هذه حصيلة من تسميهم وزارة الصحة بقطاع غزة وتحصيهم لجنة قضائية «شهداء لقمة العيش»!. يُضافون إلى «13,060 شهيدًا و55,742 مصابا» منذ استئناف العدوان على غزة في 18 مارس 2025م. و»65,926 شهيدًا و167,783 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023م».
مع ذلك، يفاوض العرب على تعميد استمرار هذا الذل والتجويع والإبادة للفلسطينيين باتفاق هدنة، بدلاً من الضغط بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان وأمريكا، وفرض إيقاف العدوان الصهيوني ورفع الحصار عن غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل الأسرى «الكل مقابل الكل»!!
تظل هذه الخيارات قوية ومؤثرة ومتاحة بيد أنظمة الدول العربية، حدا يجعل الشروط المقرونة بها نافذة. وقد عمدت إليها دول ليست عربية ولا إسلامية، فقط لأنها دول مستقلة ذات سيادة وتملك قرارها، وليست خاضعة لهيمنة إمبراطورية أمريكا أو حامية للكيان الصهيوني.. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات