حرب يانصيب
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يُقال في المثل الشعبي الأثير: «الهنجمة نصف القتال»، وهذا بالضبط ما يفعله المعتوه ترامب، رئيس إمبراطورية الشر الأمريكية. كثيرون من أبناء جلدته، وزراء وخبراء عسكريين واقتصاديين وسياسيين، ينصحونه فلا ينتصح، ويرونه أحمقاً ومعول هدم لا بناء!
تلمس هذا وتتأكد منه وأنت تتابع وسائل الإعلام الأمريكية، بما فيها الموالية لحزب ترامب (الجمهوري). حين تقرأ التقارير الإخبارية والتحليلات السياسية والمقالات، لا تخلو من إدراك عواقب سياساته وقراراته، ليس فقط الاقتصادية، بل والعسكرية أيضاً.
يتصدر هذه القرارات العسكرية الحرب الغاشمة المتواصلة على اليمن. يتفق معظم القادة والخبراء العسكريين الأمريكيين على أنها «حملة مكلفة» و«حرب بلا طائل»، يتحدثون عن أنها «استنزاف للأصول العسكرية والذخائر والأموال في ما لا طائل منه» بنهاية المطاف.
الأدهى أن هذه التقارير والتحليلات العسكرية والسياسية تستحضر تجارب واقعية حديثة العهد في اليمن. لا يخلو تقرير أو تحليل من الإشارة إلى فشل الحرب العدوانية على اليمن، بقيادة السعودية والإمارات، وأنها «انتهت بطلب الدولتين الهدنة مع الحوثيين».
أكثر من هذا، تعمد هذه التقارير والتحليلات إلى تذكير ترامب بأحدث حرب أمريكية مباشرة، وأن سلفه (بايدن) قاد حملة عسكرية مماثلة «شنت أكثر من 1000 ضربة على الحوثيين طوال عام ونيف، ولم تنجح في تدمير قدراتهم العسكرية أو إيقاف هجماتهم».
تستدعي حالة ترامب قولهم:
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها!
فترامب نموذج صارخ للأهوج والأحمق، فضلاً عن كونه مولعاً بالهنجمة، ولديه روح المغامرة والمقامرة، ويعد من أكبر المستثمرين في قطاع الفنادق وأندية القمار وحلبات الرهان.
هذا الجانب الأبرز في سيكولوجية شخصية ترامب، علاوة على عجرفة الكاوبوي (راعي البقر) الأمريكي السارية في دمه والطاغية على سلوكه، جعل ترامب ويجعله في إصراره على خوض الحرب مع اليمن الحر، كمن يغامر بتذكرة اليانصيب، ويا تصيب يا تخيب!
قطعاً، المقامرة رجس من عمل الشيطان، وتودي بالأشخاص إلى الهلاك، فكيف الحال بالدول؟! تكون العواقب أكثر فداحة وأكبر جسامة! هذا محل شبه إجماع العقلاء من خبراء الولايات المتحدة في القطاعات السياسية والاقتصادية والإدارية والعسكرية.
يذهب كثير من هؤلاء الخبراء إلى التحذير من عواقب استمرار حرب ترامب على اليمن، ليس المادية عسكرياً واقتصادياً، بل والمعنوية أيضاً، باتوا يتحدثون عن أن الفشل المحتوم لهذه الحرب «سيبدد هيبة أمريكا ويكسبها سمعة سيئة» تضعف مركزها أمام قوى العالم.
يبقى الثابت أن الأيام يداولها الله تعالى بين الناس، وأن البغاة حين يبلغون مرحلة الطغيان يؤذنون بأفعالهم لزوالهم، فيدنون بإمبراطورياتهم من النهاية تلقائياً. تلك إحدى سنن الله في الخلق، ولعل تجلياتها تظهر تباعاً مع إمبراطورية الشر الأمريكية. والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات