ما دخله؟
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تحفل الأحداث المتلاحقة مثلما تحبل التطورات المتسارعة بما يثير الدهشة حد الصدمة، يبعث على الخيبة ويبث الحسرة! أحداث تزيل الشك والريبة، وتنير البصر والبصيرة، تستفز الغيرة والحمية، وتوجب لهبة ثورية وهبة فورية.
يأتي بين أبرز هذه التطورات المحلية مجاهرة سفير إمبراطورية الشر الأمريكية، ستيفن فاجن، بسلطاته، كما كان أسلافه قبل 2014 في اليمن، حاكماً فعلياً لسلطات فصائل ما يسمى «الشرعية» في محافظات جنوب اليمن المسماة «محررة»!
هذا صراحة أعلنه سفير أمريكا، فاجن، بإصداره أمراً مباشراً وقراراً باتاً حيال صراع النفوذ بين السعودية والإمارات وفصائلهما في حضرموت، بأن يتوقف فوراً، وأن «تحفظ استقرار حضرموت وحل خلافاتها سلمياً بالحوار وتتوحد ضد الحوثيين»!
الرد الطبيعي الفوري كان يفترض أن يكون بداهة هو: «ما دخلك؟!». هذا لو كانت هذه الفصائل حرة وتملك قرارها وإرادتها. لكن ارتهان الجميع لأمريكا جعل الجواب: «سمعاً وطاعة!»؛ ليس من فصائل الصراع المحلية، بل ومن السعودية والإمارات!
كذلك الحال عربياً؛ تطورات كثيرة تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك والريبة، أن المنطقة العربية صارت -علناً- مجرد حظيرة يملكها تحالف الشر «الانجلو-صهيوني» وربيبته «إسرائيل». أمريكا تفجر وتقتل وتدمر وتقرر، وجمع أذنابها يبرر ويبربر!
حدث هذا مع حاكم الأردن. انزعج الكيان الصهيوني من نشاط جماعة الإخوان في تحريك تظاهرات ضد العدوان «الإسرائيلي» وحصاره على غزة، ومن تأييد الجماعة كل أشكال مقاومة الكيان وجبهات مقاومته، بما فيها جبهة اليمن الحر.
حذّر الكيان الصهيوني علناً من نشاط جماعة الإخوان في الأردن، وزعم أنه «يهدد استمرار حكم ملك الأردن»، فتشاور الأخير مع حكام مصر والسعودية والإمارات، والتحق بهم في حظر جماعة الإخوان وحلها وتصنيفها «منظمة إرهابية»!
الصورة باتت أكثر وضوحاً. وبصرف النظر عن جماعة الإخوان ومواقفها منذ تأسيسها في غير قطر عربي، يظهر للعيان أن الكيان الصهيوني يحظى بحماية دول عربية تتصدر قمع كل أشكال ومستويات مقاومة الكيان وحرب إبادته للفلسطينيين!
يتضح بجلاء أيضاً أن الكيان الصهيوني ماضٍ بدعم تحالف الشر «الانجلو-صهيوني» وصهاينة العرب في قمع كل حركات المقاومة، وتنفيذ مخططه لاستكمال احتلال فلسطين والأراضي العربية «من الفرات إلى النيل ومن المحيط إلى الخليج»!
واضح لكل ذي بصر وبصيرة أن الاستكانة لتحالف الشر «الانجلو-صهيوني» صارت صريحة وكاملة، والخيانة باتت علانية. يتأكد أن الخطر يتجاوز فلسطين وشعبها والأقصى والقدس، إلى شعوب الأمة ومقدساتها كافة، بما فيها الإسلام الحنيف والبيت الحرام.

أترك تعليقاً

التعليقات