ليته تحررا!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يعلم الله، أني لا أكره -كما جل اليمنيين- السيادة والحرية والكرامة والعدالة، لإخوتنا في جنوب اليمن. هذا مطلب جماعي، وهدف مشترك، وبات قاسما جامعا -أو هكذا يفترض- لكل اليمنيين.
لكن ما يبعث على القلق، ليس انفصال جنوب اليمن بدولة، فقد تكرر هذا مرارا عبر تاريخ اليمن، ولم ينجح، إذ بقي انفصالا سياسيا وعسكريا، وربما اقتصاديا، إنما ليس شعبيا لاستحالة فصم عروة اليمنيين.
باعث القلق على جنوب اليمن، هو الواقع الماثل، والحال المائل. هذا التدخل الخارجي الجاثم والتنافس القائم والصراع العادم، يفرض السؤال: هل يسير جنوب اليمن نحو السيادة والحرية والكرامة والعدالة؟!
أدري، يبرز السؤال ملغما، كما هو الواقع في جنوب اليمن!. برزت قوى مسلحة عدة...
تتعدد مسمياتها، وتختلف شعاراتها، وتتضاد أهدافها! إنما تلتقي في الولاء لقطبي تحالف العدوان على اليمن: السعودية والإمارات.
جل هذه القوى -مع الأسف- ليست بعيدة عن أموال قطبي التحالف، ولا عن إملاءات أجندات هذا التمويل. هذا هو المؤشر لتقدير الموقف وإزالة سحب الضباب التي تلبد سماء وأجواء جنوب اليمن.
علام يستند نفوذ السعودية والإمارات في جنوب اليمن؟ وماذا يريدان منه؟ للإجابة، لا ينبغي إغفال أن النفوذين السعودي والإماراتي في جنوب اليمن، ليسا وليدي الحرب المتواصلة للسنة الحادية عشرة تواليا.
فعليا: النفوذ السعودي في جنوب اليمن وبخاصة محافظة حضرموت، يسبق الاستقلال (1967م)، كذلك النفوذ الإماراتي وبخاصة في مناطق يافع الممتدة بأنحاء جنوب اليمن، ترافق مع قيام «الإمارات».
نتحدث هنا عن نفوذ فكري (ثقافي، مذهبي)، واقتصادي (مغتربين وامتيازات)، واجتماعي (مؤسسات وتدخلات)، وقد راكم هذا النفوذ ذخيرة ولاءات سرعان ما جرت قولبتها في كيانات سياسية، وتبعا اصطفافات شعبية!
هناك، بالطبع خلفيات تاريخية لهذه الاصطفافات، دورات صراع سياسي وقبلي في جنوب اليمن، جذورها أعمق من زرع الاحتلال البريطاني وما تلاه، وجاء التحالف (السعودي -الإماراتي)، ليكمل الاشتغال عليها بمكر جلي.
نأتي للشق الثاني من السؤال: ماذا يريد النفوذان السعودي والإماراتي في جنوب اليمن ومنه؟ للإجابة على هذا السؤال، تلزمنا قراءة جيوسياسية لمصالح كل من السعودية والإمارات: أمنيا، اقتصاديا، وأطماعهما الأكبر.
يبقى الثابت هنا، أن «ما من مصلٍ إلا وطالب مغفرة»، وقد تظهر السعودية والإمارات حليفتين، لكن هذا التنافس حد الصراع بين أتباعهما في جنوب اليمن؛ وراءه أهداف آنية وقصيرة المدى وبعيدة المدى، نفرد لها حيزا مستقلا، تباعا.

أترك تعليقاً

التعليقات