ليتهم أحرار!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

تتظاهر الفصائل التابعة لتحالف الحرب السعودي الإماراتي، بأنها حرة وتقود تحريرا وبيدها القرار. لكن الواقع، ليس كذلك بالمَرة. ولا تنفك وقائعه المُرة، تحرج هذه القوى باستمرار، لولا تغليف مكاسبها ومواقفها المخزية وأوضاعها المهينة بالادعاء والإنكار، لحقيقة أنها قابعة في غِرار، ليس لها فيه سوى حرية الغَرار، لكنها في الحقيقة لا تملك أي قرار!
كان يمكن أن يعد إنجازا، تشكيل «حكومة المناصفة» كما سمّتها الرياض في تصريحها لأول مرة بما سمته «حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب» ضمن إعلانها «آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض». لكن «حكومة هادي» الجديدة، لا تختلف عن سابقاتها الثلاث، فهي فعليا لا تمثل الشعب وإرادته الانتخابية، ولا تمثل اليمن وسيادته، ولا تمثل حتى نفسها!
بعد عام من الصراعات و«المشاورات» جاء إعلان تشكيل «حكومة» جديدة لفصائل التحالف السعودي الإماراتي في جنوب البلاد، صدر قرار تشكيلها من فنادق الرياض، وصُدر باسم التحالف لا الشعب، ومبادرته الخليجية وآليتها، و«اتفاق الرياض» وآليته، وكان عرابها سفير الرياض، وجرى تنصيبها وتعميدها في الرياض، فهي إذن حكومة «ليوي» للرياض افتقاد الفصائل الموالية لتحالف الحرب السعودي الإماراتي، المدعوم مباشرة من أمريكا وبريطانيا و»إسرائيل»؛ استقلالية القرار، تجلى في مخاضات تشكيل «الحكومة»، بدءا من فرض سفير الرياض رئيسها وتسمية أعضائها، حسب تأكيد نائب «برلمان هادي» ومستشاره عبدالعزيز جباري، وآخرين من المغضوب عليهم سعوديا وإماراتيا، لخروجهم عن النص!
ليس هذا وحده، الشاهد على افتقاد هذه الفصائل التي ترفل في رفاهية فنادق السبعة نجوم، وبذخ الاستجمام والنفاق وسفه السحت والإنفاق، قرارها. هناك أيضا، شاهد احتكار سفير الرياض، تعيين موعد إعلان تشكيلها، ثم تعيين مكان أدائها ما تُسمى «اليمين الدستورية» رغم كفرها البواح بالدستور، ثم تعيين موعد عودتها إلى عدن، بل حتى تعيين أولويات مهامها!
ويظهر الانقياد المشين حد الارتهان المهين، من فصائل وأدوات الهوان لدول تحالف الطغيان، في انصياع الجميع لما يؤمرون به، حتى ولو كان يناقض كليا ما يرفعون من شعارات، كما هي حال وزراء ما يسمى «الانتقالي الجنوبي» وهم يؤدون المراسيم الشكلية لما سُميت «اليمين الدستورية» أمام «هادي» وعلم الجمهورية اليمنية وعلى دستورها، ويقسمون بصون الوحدة!
يأتي بعد ذلك، الاستقبال الدموي لحكومة الرياض في عدن. استقبال بدا استعراضا مبتذلا من مروض حيوانات، لمصير من يخرج عن طوعه ويتنمر على مشيئته، ويفكر في التمرد على العجلة المخصصة للدوران داخلها، ولا ينصاع لأوامره. مصير القصف دون أسف، والنسف دون حسف، والخسف بكل عسف، لا يجدي معه كل ما قد سلف من طاعة وعمالة!
كذلك انصياع الجميع لترديد ما يُملى عليهم، من «بريمر» التحالف، والتباري في حرف الاهتمام عن حقيقة مصدر الاستهداف الصاروخي والمدفعي لمطار عدن لحظة وصول طائرتهم، وتحريف حقيقة انطلاقها من داخل عدن، بإقرار شهود العيان وإدارة «أمن عدن»، وثبوت نوع الصواريخ (كاتيوشا) ومداها المعروف (2-3 كم)، ومشاهد فيديو انطلاقها وسقوطها!
مؤسف جدا، ألا يملك المنقاد والمنصاع حتى حرية الصمت بعد سلبه حرية الكلام، وأن يُجبر على الدفاع عن جلاده، كما هي حال قوى «حكومة الرياض» في تبرئة عرابها التحالف من جريمة مجزرة مطار عدن، وإرهابها بمصير الإعدام، والانكباب على توجيه الاتهامات لخصوم لا يتحرجون في العادة من التصريح بهجماتهم بل وتوثيق تنفيذها بالصوت والصورة!
وفي حين يعول البسطاء على «حكومة هادي» الجديدة، إنهاء ما يعانونه من انفلات أمني دامٍ، وانهيار خدمي عام، وغياب إداري تام؛ تشي مرتكزات تشكيل هذه الحكومة ومرجعياتها، باحتدام الصراع بين فصائلها، بفعل ارتهانها لخدمة أجندات خارجية، ليس بينها خدمة الشعب وتلبية احتياجاته وصون كرامته وحقوقه، ولا بالطبع صون سيادة وطن أو نهضته ورفعته.

أترك تعليقاً

التعليقات