التغيير بدأ
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يريد تحالف الشر «الانجلو-صهيوني» فرض «تغيير الشرق الأوسط» وموازين القوة فيه. هذا التغيير بدأ بالفعل؛ لكن العبرة في وجهة المسير: باتجاه «إسرائيل الكبرى» أم باتجاه تحجيم الكيان الصهيوني وتأكيد أنه كيان طارئ ومؤقت، وفي طريقه إلى الزوال؟!
يرفع تحالف الشر العالمي شعار «التغيير بالتدمير»، ويغلفه بشعار «السلام بالقوة». لكنه فعلياً يعتمد التغرير بإعلانه انتصارات يعجز عن إثباتها عملياً، تقابلها انتكاسات يعجز عن إنكارها. معطيات الانكسار كثيرة وشواهد الانحسار عديدة.
يتصدر معطيات الانكسار فشل تحالف الشر العالمي وحربه على إيران طوال سنوات بأسلحة الحصار والفوضى و»التدمير الذاتي». فشل في إسقاط إيران ونظامها، وفي تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفي إنهاء دعم إيران لمقاومة للكيان...
أعلن رئيس حكومة الكيان الصهيوني أن عدوانه «دمر 80% من ترسانة إيران النووية والصاروخية وطائراتها المُسيَّرة ومنصات إطلاقها»، بينما تواصل إيران ردعه وقصف مقراته وقواعده العسكرية ومقدراته، لدرجة طلبه نجدة أمريكا وأوروبا!
كذلك أعلن رئيس امبراطورية الشر الأمريكية ترامب أن عدوانه على إيران «دمر المنشآت النووية الإيرانية كليا». بينما أقوى القنابل الأمريكية مصممة لاختراق تحصينات خرسانية تحت الأرض بعمق 60 متراً وليس 200 متر بعمق الجبال!
الحقيقة أن «أضرار البرنامج النووي الإيراني ومنشآته ما تزال محدودة ودون مستوى الخطر» حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أما لماذا؟ فلمنعة تحصيناتها وسبق «إخلاؤها من معداتها وموادها النووية وبالطبع كوادرها، قبل ثلاثة أشهر».
بالمقابل، تتوالى هزائم تحالف الشر العالمي «الانجلو-صهيوني». بدءاً من كسر غروره وتبديد مهابته وتبعاً هيمنته، مروراً بنزع أمان الكيان الصهيوني وإسقاط دعاية «قبته الحديدية» و»جيشه الذي لا يُقهر»، بما في ذلك «استخباراته الخارقة».
أمنياً، ضبطت وتضبط سلطات الأمن والمخابرات الإيرانية خلايا تجسس وعشرات العملاء المجندين لجهاز «الموساد» الصهيوني، وشحنات طائرات مُسيَّرة ظل شهوراً يهرّبها لعملائه، ومعامل متفجرات، بل واخترقت الكيان الصهيوني تقنياً وسيبرانياً! 
عسكرياً، تواصل إيران بوتيرة تصاعدية إمطار الكيان الصهيوني بموجات صواريخ ومُسيَّرات يعجز وأربابه عن اعتراض معظمها، ودك مقار سلطاته واستخباراته وقواعده ومقدراته، وجعل قادته ومستوطنيه بين جحور الجرذان، أو مغادرة الكيان.
يبقى الثابت -إذن- أن عجلة التغيير تواصل المسير، باتجاه إفشال مخططات تدمير المنطقة وقواها المقاومة، وكسر هيمنة تحالف الشر العالمي «الانجلو-صهيوني»، على طريق تحرير المنطقة وفلسطين، وتحقيق «الفتح الموعود». والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات