عَقْرُ الحرية
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تتابع وقائع مريبة، على نحو لافت يتجاوز العفوية والمصادفة، إلى ما يظهر أنه توجهات عمدية، تسعى إلى عَقْر غِلال الحرية في بلادنا وقتل حقولها، واستبدالها بأغلال التبعية والخضوع وسِلال الذل، الجاري تعميمها منذ بدء الحرب العدوانية على اليمن.
لعل آخر هذه الوقائع المتتابعة والباعثة على الريبة، كشف وزارة الزراعة والري مطلع سبتمبر الجاري، عن إتلاف شحنة كبيرة من البذور الزراعية الفاسدة تبين عقب فحصها مخبريا أنها «تحوي فطريات قاتلة للمحاصيل الزراعية وعادمة للتربة».
يصاب المرء بالذهول أمام إعلان لجنة إتلاف الشحنة، أن كمية الشحنة «بلغت 171 طناً من بذور الذرة الفاسدة والملغمة بالفطريات القاتلة»، مقدمة «مساعدة ومنحة» من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، والتي ترفع شعار «مكافحة الجوع»!
لا تبدو الواقعة ناتجة عن خطأ غير مقصود، ولا يمكن تبرير فساد الشحنة بانتهاء فترة صلاحية الاستخدام جراء «طول فترة الشحن إلى اليمن وسوء التخزين» كما يحدث مع «مساعدات» برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة أيضا.
تتأكد عمدية استهداف المحاصيل والتربة الزراعية في المناطق الحرة المقاومة والمتصدية لقوات الغزو والاحتلال التابعة لتحالف الجرم والعدوان، بمعرفة أنها ليست الشحنة الأولى الملغمة بفطريات قاتلة أبرزها «فطر كرفيولاريا»، حسب إدارة وقاية النبات.
سبق لوزارة الزراعة والري أن أتلفت في 12 أبريل الماضي بمحافظة الحديدة «أكثر من 240 طنا من البذور الفاسدة، مقدمة أيضا من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)». الوكالة الأممية التي تزعم أنها «تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع»!
يزداد المتابع ريبة، مع تتابع وقائع ضبط مبيدات محظورة الاستخدام، قادمة من مناطق تخضع لقوات تحالف العدوان والتشكيلات العسكرية للفصائل الموالية له، وآخرها ضبط «أكثر من ١١ طناً مبيدات ممنوعة ومهرّبة في منفذ نهم قادمة من مأرب».
تخيلوا «11 طنا من المبيدات المحظورة كانت معبأة في 5248 كرتوناً، محملة داخل بنادل أخشاب على قاطرة نقل قادمة من مأرب». وكان دخولها «كارثة بكل المقاييس لأضرارها الخطيرة على التربة والنباتات والكائنات الحية والمياه الجوفية».
وأخيرا -وليس آخر هذه الوقائع الخطيرة- إعلان الأجهزة الأمنية قبل خمسة أيام، عن تمكنها بالتنسيق مع وزارة الزراعة من ضبط «184 كرتون مبيدات ممنوعة ومهربة، على متن شاحنة (دينة) قادمة من ميناء المخا إلى الحديدة باتجاه صنعاء»!
هذه الوقائع وغيرها الكثير، يؤكد تتابعها وتصاعدها، استهداف توجه وجهود التوسع في الزراعة، أحد أهم عوامل انتزاع الحرية وإنفاذ الإرادة الوطنية واستقلال القرار الوطني وتبعا الإدارة الوطنية، من التبعية لقوى الهيمنة والوصاية وحلفها «الأنجلو صهيوني».
ومع ذلك مايزال هناك من يوالون تحالف الجرم والعدوان على اليمن، وهم يرونه يستخدم كل ما أمكنه من أسلحة قذرة ووسائل إجرامية لإخضاع اليمن وتركيع شعبه، وسلبه استقلاله الوطني وسيادته على أراضيه وأجوائه وبحاره.. إنما «هيهات منا الذلة».

أترك تعليقاً

التعليقات