جاثوم اليمن!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
مضى 11 يوما على خروج مجرم الحرب الأبشع، رئيس حكومة الكيان الأشنع، بنيامين نتنياهو من مخبئه الخرساني، مهددا ومتوعدا اليمن الحر برد أوسع مِن رد ربته أمريكا وسيده ترامب «الأجشع»!
بدا التهديد هنجمة فارغة، تحاول طمأنة العامة، مِن مستوطنيه الصهاينة، والتخفيف من وقع الطامة، جراء توالي صواريخ اليمن الحر الفارطة، من دون حول لمنظوماته المنهكة والمستنزفة والمتهاوية أيضا.
أرعد النتن وأزبد، وزعم أنه يستطيع حماية كيانه الأوضع. لكن وعيده بعد قرابة العام ونصف العام من استنفاد الكيان الصهيوني كل أوراقه، يجسد شاهدا على مناحة يعيشها الكيان، جراء كابوس اليمن...
أضحى اليمن الحر رازما أو جاثوما للكيان الصهيوني، يجعله يعيش اضطرابا دائما، ويحرمه حتى النوم! فتنتابه في صحوه وكلما غفا حالة فزع وخوف تجثم على صدره، وتخنق أنفاسه، وتشل قدراته.
هذا ما تفعله صواريخ ومُسيّرات اليمن الحر، استطاعت بعون الله، إحكام قبضة خانقة وتغيير المعادلة، رغم فارق العدة والعتاد، واتساع حلف التمويل والإسناد لكيان العدو. سلبت صواريخ اليمن والمقاومة، كيان العدو، الأمان ومجرد النوم!
صار الكيان الصهيوني محاصرا بحريا وجويا، بصواريخ اليمن، ولا فرق في المحصلة، إن نفذت لأهدافها أم جرى اعتراضها. اقتصاد الكيان في مهب رياح اليمن العاتية. لا شركات سفن شحن أو طيران مدني، تجرؤ على المخاطرة!
لم يتعمد اليمن الحر بعمليات إسناده شعبنا الفلسطيني المظلوم ومقاومته المجاهدة، قتل مدنيين عزل، حتى الآن. لكن تصاعد عملياته وانبعاث صواريخ المقاومة، يجعلان المستوطنين والسفن والطائرات في مواجهة خطر الهلاك المحتوم.
تشبه حال كيان العدو الصهيوني، اليوم، حال ثور جريح هائج، قد يدمر نعم، لكن هذا لا ينفي أنه يصارع الموت، ويسير إلى مصرعه! كذلك كيان العدو، قد يكابر، وربما غامر حتى الرمق الأخير، لكنه يقامر بما تبقى من فرص استمرار وجوده.
يدرك العدو الصهيوني أنه وقع في شراك محكمة، بين مطرقة اليمن وسندان المقاومة الفلسطينية. يعلم أيضا أنه لن يكون أقوى من إمبراطورية الشر الأمريكية، وأن كسر إرادة اليمن واليمنيين، وثنيهم عن إسناد غزة، مجرد أضغاث أحلام!
لا متسع من الوقت أمام الكيان الصهيوني، فهو يواجه غليانا بين أوساط مستوطنيه الصهاينة، بعدما تأكد لهم أن حكومتهم بقيادة المجرم نتنياهو، تقودهم إلى الهاوية، وفشلت في إنهاء المقاومة الفلسطينية وجبهات إسنادها، وفي إطلاق سراح رهائنه وأسراه.
حالة الاختناق لا تقتصر على حكومة كيان العدو الصهيوني، بل تمتد إلى جيش الاحتلال. ومع تصاعد صواريخ وكمائن المقاومة الفلسطينية، وتصاعد عمليات الإسناد اليمني. تكاد صافرات الإنذار وموجات الفرار الجماعي للملاجئ، لا تتوقف طوال اليوم!
يزيد من هذا الغليان الداخلي، الخسائر الاقتصادية، جراء الحصار البحري المحكم على ملاحة كيان العدو الصهيوني عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وتصاعد وتيرة الحظر اليمني على الملاحة الجوية من وإلى الكيان، وانهيار سياحته، فضلاً عن عزله.
يبقى المؤكد، أن كيان العدو الصهيوني أمسى أمام خيارين: إما الاستمرار في عدوانه وحصاره على غزة، وتبعا الاستمرار في الانتحار. وإما المسارعة إلى وقف عدوانه ورفع حصاره، من دون قيد أو شرط، حفاظا على بقية باقية من الاستقرار، ولو حتى حين.

أترك تعليقاً

التعليقات