غيظ الكاوبوي!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
أكاد أشعر بالكاوبوي الأمريكي يمز شفتيه حنقاً، ويعض إبهميه ندماً، عروق صدغيه تتورم غيظاً، وجبينه ينز عرقاً، يمتاز غضباً لعجرفته المبعثرة، وهالة كبريائه المبددة، حول العالم عامة، وفي غزة واليمن خاصة. ما يواجهه ليس هيناً بالمرة!
توهم “النمرود” الأمريكي أنه “طاغوت” العصر، ويجب أن يُعبد مِن دون الله! مارد خارق للعادة، مارق على الكرامة، خانق للحرية، سارق للإرادة، وفاتق بالمقاومة، بأسه لا يُكسر، وقوته لا تُقهر، وتبعاً جرمه لا يُنهر أو يُنكر!!...
أن يفعل ما يشاء، يُخضع الجميع بلا استثناء، ويخضع له الجميع بالولاء ويركع بكل أنحاء! ينكل بالضعفاء، ويناور الأقوياء بلا حياء، فيحتل مَن يشاء، ويحاصر مَن يشاء، ويبيد مَن يشاء، حاكم أوحد للعالم، لا يعصيه أحد!!
سعى (الشيطان) الأمريكي إلى هذا بالحيلة والفرية، بالفتنة والوقيعة، بالخديعة والغيلة، حتى صارت أوهامه “عقيدة”، وظن مع مرور الوقت أنها حقيقة، وأنه النظام العالمي، والقانون الدولي، والإرادة الدولية، ولا رأي إلا ما يراه!!
نسي راعي البقر الأمريكي (الكاوبوي) أن البشر ليسوا أبقارا ولا أثوارا، وإن تطبع رهط منهم بطباع الأبقار ومكنوه مِن حلب ضروعهم حتى تجف، وتطبع البعض الآخر بطباع الأثوار ومكنوه من امتطائهم وقودهم لردع من اختلف!!
غاب عن بال هذا الكاوبوي الأمريكي المتعجرف، في غمرة غروره المنحرف، وذروة تجبره المتطرف، أن البشر ليسوا سواء، ولا يمكن أن يُساقوا كما الأنعام أو ترويضهم دوابَّ للامتطاء، ومنهم أحرار أباة للضيم والظلم، أشداء أقوياء.
تبين للطاغوت الأمريكي العكس تماماً. أيقن هذا من تجربة مؤامرته على اليمن، ونتيجة مغامرته في العدوان عليه، لولا طبع المقامرة لكان أذعن للحق، وأدرك أنه باطل وبحكم القشة، وإن كانت حادة مسنونة، فسُنة الله أن تكسر.
تخيلوا، 9 سنوات من التآمر العلني والعدوان الكلي، عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً وثقافياً، بواجه التحالف السعودي الإماراتي، ثم بوجهه الحقيقي وحليفيه البريطاني و”الإسرائيلي”... دمر وقتل وشرد وأجرم، إنما لم ينتصر.
فشل تحالف الشر العالمي الثلاثي: أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني، في كسر اليمن وقهر اليمنيين، في إخضاعهم لمشيئته وتسخيرهم لإرادته. تبعثرت عجرفته مرارا، وانكسرت كبرياؤه تكرارا في اليمن، على نحو مخجل ومزرٍ جدا.
فخر صناعاته الحربية، من طائرات الإف 16، ومروحيات الأباتشي، مرورا بطائرات الدرون التجسسية والمقاتلة، ودبابات الإبرامز ومصفحات البرنللي، وسفنه وغواصاته البحرية، قهرها اليمنيون وأحالوها خردة، رغم فارق التسليح!
وقبل هذا وذاك، حربه الاستخباراتية وحربه النفسية والدعائية، وحربه الاقتصادية، وغيرها من حروبه وتقنياتها الحديثة وإمكاناتها العديدة، كلها فشلت أمام صمود اليمنيين، مَن يسميهم “حوثيين” ويصنفهم “إرهابيين” وينعتهم “متمردين”!
مرحى بالتمرد على الشر والإعطاب، والانقلاب على الظلم والاستلاب، والإرهاب للأعداء والنُّهاب! ونِعْم الموقف الصائب، إنكار المُنكر، ورفع الضيم، ودفع الظلم، ومنع الجرم، وردع العدوان، وإزهاق الباطل، “إن الباطل كان زهوقا”.

أترك تعليقاً

التعليقات