سعـار الانكسـار!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يغرق تحالف العدوان على اليمن في المزيد من دماء اليمنيين. يفعل بعدما بلغ به الفشل مبلغ اليأس، واستفحل فيه الوجع حد الدخول في نوبة سعار. يخال أن إيغاله في الدماء والأشلاء، سيرهب اليمنيين أو يحرضهم على الانقلاب لصالحه والخضوع له طلبا للسلامة. لا يدري أنه بهذا الإجرام يؤكد لكل من بقي في قلبه ذرة شك أنه عدوان حاقد مجرم، ودون مواجهته شنار وعار لا يمحوه إلا الانتقام.
قطعاً، ما كان الكيانان السعودي والإماراتي يتجرآن على هذا الإجرام، لولا أمرتهما الولايات المتحدة وبريطانيا. يظهر هذا في تغاضيهما وإعادتهما الغطاء السياسي نفسه الذي منحتاه لتحالف عدوانها في عاميه الأول والثاني. غطاء يبيح دماء اليمنيين وأرواحهم. ويحشد لذلك بيانات التضامن والتأييد، ومواقف التجاهل والتسويغ لجرائم ضد الإنسانية، من أنظمة وهيئات «الدفع المسبق» والخنوع المطبق!
أن يهرق هذا العدوان دماء 350 يمنياً مدنياً، ويزهق أرواح 91 منهم بينهم نساء وأطفال، خلال أسبوع واحد، بقصفهم عمداً مع الإقرار علناً، في منازلهم ومرافق عملهم بمن فيهم من ينفذون محكومياتهم داخل السجون؛ فذلك شاهد على أن من يقدمون أنفسهم «شرطي العالم ومناصري السلام وحماة الإنسانية وداعمي الحرية»، مجرمون، ومجرد عصابة مارقة على القيم الإنسانية والقوانين الدولية، تريد استعباد البشرية.
فعلياً، كان قصف اليمن الإمارات واستهداف منشآت اقتصادية في عقر دارها، صرعة كبرى لتكبر دول العدوان، جعلها توقن أن الردع سيطالها ولو كانت في بروج منيعة مشيدة، فكيف وقوتها هالة إعلامية وحضارتها هلامية من أبراج زجاجية، ووجودها يرتكز على النخاسة وسمسرة البغاء ومقاولة البغي والعدوان لصالح أربابها من دول الاستكبار والهيمنة والوصاية الدولية، عصابة نهب الشعوب وإذلالها واستعبادها.
أكدت عملية «إعصار اليمن» فشل تحالف العدوان وزيف انتصاراته. أظهرته ضعيفاً عاجزاً، فكان هذا الإجرام السافر والسعار الصائر. جسدت جرائم استهدافه الأحياء السكنية والمرافق والتجمعات المدنية، قرار الإبادة المتخذ مسبقاً، بإحكام خناق الحصار بحراً وبراً وجواً، ومساومة اليمنيين في حريتهم وعرض مقايضتها بخضوع مقابل وعود كاذبة برخاء مزعوم، تدحضها عقود من الوصاية وتنفيها سنوات الإفقار والتجويع الممنهج.
حال المحافظات اليمنية الخاضعة لاحتلال قوات تحالف العدوان وفصائل مليشياته المحلية، عنوان بارز لما يريده لليمن بأكمله، شاهد عملي على حقيقة النوايا الخبيثة لهذا التحالف، ودافع حافز لكل إنسان سوي حر شريف، إلى التصدي له بكل ما أمكن من وسائل الردع وفي كل ساحات وميادين حروبه المتعددة، والبذل والثبات في مواجهته مهما كان الثمن، وكانت التضحيات. لا خيار، إما الحياة بكرامة أو الموت بشرف.
تلك حقيقة لا مبالغة. اليمنيون يمكنهم التعايش مع الكرب ويستطيعون الصمود في الحرب، وسيواصلون التصدي للعدوان حتى ينصرهم الله، لكنهم لا يمكن أن يتعايشوا مع الذل ولا يمكنهم القبول بالهوان، ولا يستطيعون بفطرتهم وإيمانهم تقبل الحياة بلا كرامة. أنفسهم العزيزة وأنفتهم الأصيلة، تأبى ذلك، وترفض مجرد أن يجهل عليهم أحد، ويظن فيهم الذلة والخنوع. فكيف به إن حاول ذلك وسعى إليه علناً، وساومهم عليه؟!
يدرك السواد الأعظم من اليمنيين، أن تحالف العدوان مجرم وحاقد ويضمر لهم الشر. يعلمون يقيناً أنه اليوم كثور ذبيح يوشك أن يطيح، يعيش سكرات الموت، يرفس بأقدامه ويكابر بكل ما أوتي من قوة. ذلك ما تفعله الآن دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي، ومن ورائها الحلف الأنجلو-صهيوني (أمريكا، بريطانيا، إسرائيل). تسكب بجرائمها الزيت على النار، تزيد اليمنيين غضباً وإباءً وتشحذ عزمهم أضعافاً لكسرها.
يوقنون أن تحالف العدوان أضحى مسعوراً، تنتابه نوبات صرع، لشدة ما تلقى من صرعات في جبهات مواجهته بالداخل وفي عمق دوله الباغية. هذه المجازر الموغلة في الإجرام، انعكاس لنوبات صرع العدوان، وهي تقوده إلى الهلاك المحتوم، كما جميع الحيوانات الضارية ذوات الأنياب والمخالب، حين تغدو مسعورة، تعيش آخر أيامها معذبة، يتخبطها الجنون كما لو أصابها مس، ومن حيث تتوهم النجاة، تسير إلى مصرعها.

أترك تعليقاً

التعليقات