على المكشوف!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يتميز كيان العدو «الإسرائيلي» الصهيوني، بأنه يتحرك على المكشوف. يجاهر بأطماعه علانية، يفصح عن مخاوفه بشفافية. يحرج حلفاءه العلنيين وغير المعلنين، بوقاحة مطالبه. وهذا ما سيفعله بصفاقة لا سابق لها، هذا الأسبوع.
تشي بهذه الجرعة من صفاقة ووقاحة الكيان في المجاهرة بأطماعه وإعلان توجهاته؛ أجندة زيارة رئيس حكومة الكيان «نتنياهو» عاصمة أكبر حلفائه وحراسه، إمبراطورية أمريكا، للقاء رئيسها دونالد ترامب، عقب إعادة تنصيبه رئيسا.
أجندة الزيارة، وفقا لما نشرته مراكز أبحاث ووسائل إعلام الكيان، تضم في المقام الأول خمس أولويات، تصب جميعها في دعم تسليح الكيان وتثبيته وتوسيع نطاقه باغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية، في مقدمها «الضفة الغربية»...
تخيلوا أن ترامب خلال الأسبوع الأول فقط لبدء ولايته الرئاسية الثانية، وقع على أوامر تنفيذية بخفض التمويل لمنظمة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لإدانتها الكيان ونتنياهو!
ليس هذا فحسب، بل إن ترامب أيضا سرَّع بوصول الأسلحة إلى الكيان، بما في ذلك القنابل الضخمة (2000 رطل) «اللازمة لشن هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية». ويدعم إصدار تشريع أمريكي يلغي اسم الضفة الغربية ويسوغ احتلالها!
كشفت هذا صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية. أكدت «تقديم تشريع في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين لتغيير المصطلحات الرسمية للمنطقة المعروفة باسم الضفة الغربية، إلى يهودا والسامرة المتماشي مع المراجع التوراتية».
الأوقح من هذا، حديث مقدمة مشروع القانون، النائبة كلوديا تيني: «نحن بحاجة إلى التأكد من أننا لا نسمح بتسليح اللغة والتقاليد وتاريخ إسرائيل بمصطلحات مثل الضفة الغربية» وفق الصحيفة، شرطا لـ»إعادة تشكيل نقاش حل الدولتين»!
ورد حديث الصهيونية تيني، في حفل إعادة إطلاق «كتلة حلفاء إسرائيل» في الكونغرس الشهر الفائت، وأكدت «إن ترامب يدعم التشريع». بالتوازي عيّن ترامب القس الصهيوني مايك هاكابي المتعصب لضم الضفة، سفيرا لأمريكا لدى الكيان!
فعليا، توجه الكيان لاحتلال الضفة الغربية، ليس جديدا، وعندما أبرمت الامارات مع الكيان «الإسرائيلي» صفقة ما سمي «معاهدة إبراهيم للسلام» في سبتمبر 2020م، برعاية ترامب «وافقت على تعليق -وليس إلغاء- خطط إسرائيل لضم الضفة الغربية»!
كما سبق أن أكد السفير الأمريكي السابق لدى الكيان، ديفيد فريدمان، دعم أمريكا لاحتلال الضفة الغربية، وتحدث في كتاب نشره عن «خطة توسيع سيادة إسرائيل على المنطقة ومنح 2.7 فلسطيني إقامة دائمة، بدعم أمريكي وخليجي»!
عمليا، يظهر من تسريبات مراكز أبحاث ووسائل إعلام الكيان، أن احتلال الكيان الضفة الغربية بعد تدمير غزة وقدرات المقاومة، وليس «حل إنشاء الدولتين»؛ هو ما يؤخر إشهار العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية، ويرجئ إعلان تطبيعها رسميا.
لكن زيارة «نتنياهو» لأمريكا هذا الأسبوع، بجانب أولويات «تحييد الخطر الإيراني بتدمير برنامجها النووي، والالتزام الأمريكي بحماية إسرائيل من هجمات الحوثيين»؛ ستطرح أيضا، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، استثناء الضفة الغربية من حل الدولتين!
تسير هذه التوجهات للكيان «الإسرائيلي» بالتوازي مع احتلاله مؤخراً أراضي الجولان السورية بالكامل، وتوغل جيش الاحتلال إلى ريف دمشق. ومع ذلك كله، ماتزال الشعوب العربية والإسلامية في خدرها ووجومها الفادحين، حتى تقع الفأس بالرأس!

أترك تعليقاً

التعليقات