قمار أمريكا!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
عاد المقامر، دونالد ترامب، لرئاسة إمبراطورية الشر والإرهاب العالمي، بعد أربع سنوات من المساءلة القانونية والملاحقة القضائية، ليجدها كما تركها في أسوأ حالاتها. واجهتها «الحضارية» مهشمة، وقيمها «الليبرالية» محطمة، وشعاراتها «الإنسانية» ممزقة، واقتصاداتها «الرأسمالية» بالديون مثقلة، وهيبتها العسكرية مبعثرة!
عاد رافعا شعار «جعل أمريكا عظيمة مجددا» متمسكا بشعار القومية العنصرية «أمريكا أولا»، ومدشنا حقبة جديدة من التسلط الأمريكي، متعهدا بأن تظل إمبراطورية أمريكا العظمى، وأن تكون الأقوى تسليحا وتبريحا للعالم وهيمنة،والأمضى تشليحا وتسريحا لقوى العالم ونفوذا، ومتوعدا أبقار المنطقة السمينة بحلب مضاعف!
تماما كما فعل سلفه بايدين، برفعه شعار عودة أمريكا أو «أمريكا عادت» وزعم استعادة القيم الأمريكية، وترميم واجهة أمريكا «الحضارية الديمقراطية» المتشظية بعد أربع سنوات ترامبية، كاشفة لوجه أمريكا القبيح، وفاضحة لعجرفتها وشره أطماعها المستبيح لثروات شعوب العالم الفسيح، وبتصريح علاني يتجاوز التمليح!
مع فارق رئيس، بين رباعية سلفه مرشح حزب الحمار «الديمقراطي»، أعلن ترامب مرشح حزب الفيل «الجمهوري»؛ أنه سيسعى بالاعتساف والنار لا الإنصاف والحوار (السلام من خلال القوة) إلى نزع فتيل الحروب والقدرات النووية في العالم، وترتيب أوضاع الاقتصاد، الذي يرى أن إمبراطوريته يجب أن تتحكم به عالميا!
بدأ ترامب بطرح «الأوراق الرابحة» على طاولة المقامرة، التي يبرع في إدارة كبرى أنديتها في ولايات الإمبراطورية الأمريكية. برز منقذا للكيان «الإسرائيلي» وموفرا مخرجا يحفظ ما تبقى من ماء وجهه، بزعم الضغط عليه لإنهاء «حرب غزة» والانخراط في اتفاق مع المقاومة الفلسطينية، لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
لكنه كشف دوافع الدعم الأمريكي لإيقاف حرب الإبادة الأمريكية الصهيونية للفلسطينيين في غزة، بديباجة قراره الإرهابي الأول بشأن اليمن، وأنه تصاعد العمليات العسكرية اليمنية ضد السفن «الإسرائيلية» والأمريكية والبريطانية، وعلى الكيان «الإسرائيلي» نفسه، وتجاوزها «300 صاروخ على إسرائيل».
سعى ترامب إلى تحقيق انتصار بأثر رجعي، للهيبة الأمريكية المبعثرة في مياه اليمن الإقليمية بالبحرين العربي والأحمر وخليج عدن، فأعاد إصدار آخر قرارات ولايته الرئاسية الأولى، مطلع 2021م، بإدراج «أنصار الله» في قائمة أعداء أمريكا (المنظمات الإرهابية)، وتصنيفها هذه المرة «جماعة إرهابية عالمية»!
اللافت، احتفاء فصائل التحالف السعودي الإماراتي بالقرار الأمريكي، كما لو أنه «إنجاز وطني» وانتصار يمني. فقد ظلت تلح بطلبه، رغم علمها أنه يسوغ حصارا ماليا وتجاريا لليمن، ويلحق أضرارا اقتصادية بنحو عشرين مليون يمني، يقطنون العاصمة صنعاء ومحافظات اليمن الحر، من الوصاية والهيمنة الخارجية.
لا غرابة، فقد سبق لهذه الفصائل أن سجلت سابقة على مستوى العالم، بطلبها إدراج اليمن تحت الوصاية الدولية بموجب الفصل السابع لمجلس الأمن الدولي.. وسبق لها أن طلبت تدخلا عسكريا إقليميا ودوليا في اليمن، دمر البلاد ومقدراتها، وانتهك سيادتها واحتل مساحة كبيرة من أراضيها، ومايزال!
يبقى الثابت، أن الارتهان للخارج على حساب الامتهان للداخل، ليس من الوطنية في شيء، ولا يمت للجمهورية، ولا يحقق بأي حال شعار «استعادة الدولة» التي تبارت فصائل التحالف على تفكيكها وتدمير مؤسساتها، وتوافقت على تقسيمها إلى ست دويلات، بعدد رؤوس نجمة الكيان «الإسرائيلي»، وماتزال أدوات لإنفاذه!

أترك تعليقاً

التعليقات