سعر اليمني!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

يغلي دم المتابع السوي، لمجازر إبادة اليمنيين، مدنيين ومقاتلين، ومدى الاستهانة باليمني، واسترخاص دماء وأرواح اليمنيين، حداً تجاوز التذرع بذريعة "القصف عن طريق الخطأ" إلى المجاهرة علناً بتعمد القصف واستحقاق القتل!
قصف طيران تحالف الحرب مقاتلين تابعين لما يسمونها "الحكومة الشرعية" ويزعمون تدخلهم لأجلها، في مدخل عدن، ليس الأول من نوعه، وسبقه عشرات المجازر المماثلة، لكن الفارق هذه المرة المجاهرة بتعمد القصف والقتل لهم!
كذلك قصف طيران التحالف أسرى من المقاتلين بصفوفه في مكان احتجازهم بمبنى كلية المجتمع في محافظة ذمار، ليس الأول من نوعه، وسبقه في ذمار وغيرها عشرات الغارات على سجون، يعلم التحالف والأمم المتحدة أنها سجون أسرى!
ومع فارق أن التحالف لم يجاهر بتعمد قصف الأسرى كما فعل مع قصفه 300 من مقاتليه اليمنيين في مدخل عدن بذريعة أنهم "إرهابيون"، فإنه حتى وهو ينكر معرفته بوجود أسرى في كلية المجتمع بذمار، لم يبادر لتعزية ذويهم حتى!
هذا الاسترخاص لدماء وأرواح اليمنيين، مدنيين أو عسكريين، يظل سمة أبرز للتحالف وغاراته طوال 4 أعوام ونصف العام من عمر حربه، رغم زعمه أنه يهدف إلى "تحرير اليمنيين وحماية سلامتهم"، بينما هو فعلياً يحررهم من الحياة!
حتى حين كان تحالف الحرب لا يجد بداً من الإقرار بقصف مدنيين يمنيين، ويتذرع بذريعة "قصف بالخطأ"، ويعلنون عن دفع تعويضات لضحايا القصف وذويهم، ظلوا يرخصون الدم اليمني ويعلنون عن تعويضات تمعن في البخس!
لا يدري كثير ممن يؤيدون تحالف الحرب والعدوان على اليمن، كياناً ومكاناً، شعباً ونسيجاً، مقدرات وبنياناً، أن قيمة اليمني لدى هذا التحالف، لا ترقى حتى إلى مبلغ دية القتل الخطأ المعتمدة في دول التحالف، ولا حتى إلى عُشره!
هذا ما جاهر به في يونيو الماضي، بيان صادر عن "قيادة التحالف"، بإعلانه "تسليم التحالف مليونين و593 ألف ريال سعودي تعويضات لـ113 متضرراً من الآثار الناتجة عن 6 ضربات عسكرية عرضية خاطئة للتحالف"!
لم يجد التحالف بداً من الاعتراف بقصف طيرانه حفل زفاف قرية الراقة ومستشفى عبس ومصنع مياه الشام في حجة وتجمعاً في بئر مياه بيت سعدان في أرحب، والمدينة السكنية لعمال محطة كهرباء المخا، ومنزلاً في قرية دار صبر بتعز!
ومع تحايله على العدد الفعلي لضحايا هذه المجازر واختزالهم في "113 متضرراً"، وتجاهله الجرحى والخسائر المادية؛ لم يجد بيان "قيادة التحالف" حرجاً من تسمية هذه "التعويضات" بـأنها "من المساعدات المالية الطوعية" كما لو أنها مكرمة!
تخيلوا، أن مبلغ التعويضات المعلن عن "تسليمه عبر لجنة مشتركة مع حكومة هادي" التي لم تدن حتى هذه الضربات العسكرية "الخاطئة"، بالكاد يوازي مبلغ دية القتل الخطأ لـ4 سعوديين، ومبلغ دية القتل العمد لـ3 سعوديين فقط! 
يا لهذا الهوان.. حياة السعودي الواحد توازي حياة 18 يمنياً، فدية قتل السعودي بالخطأ المحددة قانوناً في السعودية 300 ألف ريال سعودي، ودية قتل السعودي بالعمد 400 ألف ريال، بينما التحالف دفع عن كل قتيل يمني 23 ألف ريال فقط!
السؤال: متى يفيق اليمنيون، وبخاصة المؤيدين للتحالف السعودي الإماراتي، من خدرهم، وينزعون غشاوة أحقادهم السياسية أو المذهبية أو المناطقية، ويقرون بأنهم قبل غيرهم أكثر هواناً ورخصاً عند التحالف، من غيرهم، ويباركون ذلك علناً؟!

أترك تعليقاً

التعليقات