معركة الحفرة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
صعقت الصدمة الموالين لتحالف العدوان على اليمن، بواجهتيه السعودية الإماراتية، والأمريكية «الإسرائيلية»! لم تستوعب عقولهم الصغيرة المبرمجة، وصدورهم الضيقة المنهزمة، ونفوسهم الذليلة المنبطحة، وألسنتهم المُلقنة، أن تطلب إمبراطورية الشر الأمريكية من اليمن الحر إيقاف المواجهة!
زعموا أن «الحوثيين استسلموا»! رغم أن سيدهم (ترامب) تدارك كذبته هذه في المؤتمر نفسه لإعلانه «الإيقاف الفوري» لعدوانه على اليمن، حين سُئل عمن قال له إنهم استستلموا؛ بقوله: «لا أعلم، سمعت هذا من مصدر ما. لا يهم مَن»، مردفاً: «المهم أنهم سيوقفون هجماتهم على سفننا»!
أنست الصدمة هؤلاء أن الاستسلام، بعُرف الحروب، يفرض إملاء المنتصر شروطه، وإذعان المنهزم لها صاغراً. تجاهلوا عمداً أن هذا لم يحدث، وعلى العكس اليمن الحر هو من فرض شروطه المعلنة سابقاً: «كفوا نكف، حربنا مع الكيان الإسرائيلي ستستمر حتى إيقاف عدوانه على غزة ورفع حصاره عنها».
كذلك، هذه الحرب اليمنية مع العدو الصهيوني لم ترُقْ لهؤلاء المنبطحين والانهزاميين. مازالوا في غيهم يعمهون، ويقللون من أهمية وتأثير عمليات اليمن الحر، في مقابل تهويل غارات العدو «الإسرائيلي» على اليمن، وأنها «مسحت الحديدة وميناءها وسوت صنعاء ومطارها بالأرض»!!
يتحدث هؤلاء عمَّا سموه «معركة الحفرة»، في إشارة إلى الأثر الأبرز لسقوط الصاروخ اليمني على «مطار بن غوريون» (مطار اللد) في «تل أبيب» (يافا). يتجاهلون أو يجهلون من هو «بن غوريون»، «الأب المؤسس للكيان الصهيوني»، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واستيطانياً، وأن استهدافه يدمر رمزيته!
يصرون على تقييم المعركة بمعيار القتل! يقولون: «كم قتلت عمليات الحوثي من إسرائيليين حتى الآن؟! وكم قتلت إسرائيل وجرحت من اليمنيين؟!»، متجاهلين أن من يملك مقدرة قصف الكيان الصهيوني لا يعجزه استهداف تجمعات للعُزّل، وإيقاع آلاف القتلى والجرحى، لو كان هدفه القتل!
الواقع يرد على هؤلاء بملء صوته: اليمن الحر ليس معتدياً، وجيشه ليس مجرماً. اليمن الحر بقي ثماني سنوات يدافع عن سيادته واستقلاله وكرامة شعبه، والآن يساند غزة ومقاومتها، يسعى إلى منع حرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين، المستمرة قصفاً وحصاراً، ردع العدوان والطغيان.
يعلم هذا كل ذي دراية بشؤون الحرب. يدركون أن قوات جيش اليمن الحر، منذ بدء عمليات إسنادها غزة، لم يكن هدفها قتل العُزَّل، ولهذا ظلت تستهدف مواقع وقواعد عسكرية للعدو، ومنشآت حيوية، مثل «ميناء إيلات» (أم الرشراش) و»مطار بن غوريون» (مطار اللد)، وتتحاشى قتل العُزّل.
أما نتائج هذه العمليات اليمنية فيقر بها العدو الصهيوني نفسه، قبل غيره: حصار بحري محكم لملاحته في البحر الأحمر، وحصار جوي بدأ للتو بإلغاء وكالات سياحية عقود تفويج سياح وإلغاء شركات طيران خطوط رحلات، وتكبيد اقتصاد الكيان خسائر، واستمرار تهديد قواعده العسكرية.
يظل الفرق الأبرز بين اليمن الحر والعدو الصهيوني هو: قوة الحق وحق القوة. اليمن يقف بصف الحق البيّن، ويمتلك حق استخدام القوة للدفاع عنه، ويقاتل بشرف. أما العدو الصهيوني فيصدح بتمثل الباطل، ويمتلك قوة غاشمة توسع الباطل، وتجسد حقده وعداءه، بمزيد من الإجرام والطغيان.
يبقى الثابت أن القاتل المجرم في تكوينه وعقيدته لا يقارن مع المقاتل المسلم، لا يستوي والمؤمن المجاهد لإرضاء الله والامتثال لأوامره في نصرة الحق ونجدة المظلومين والمستضعفين والتصدي للبغي والعدوان والطغيان، مثلما لا يستوي المؤمن والمنافق، ونفاقكم غدا صارخاً ومقززاً!

أترك تعليقاً

التعليقات