أي تغيير؟!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يجري الآن الاختيار، بعد طول انتظار، لحكومة جديدة في اليمن الحر مستقل القرار. كل الأمل أن تكون اسما على مسمى: حكومة حاكمة، قادرة لا عاثرة أو عاجزة، ضابطة للشؤون العامة، وناظمة لتغيير مشهود إلى أفضل منشود، لا مجرد واجهة لتدوير ماثل معهود، يعوم العلة ويعمم الخلة.
قد يكون الاختيار في هذه الظروف مهمة صعيبة لكنها ليست مستحيلة. تتطلب كما توجب توخي الدقة، وتحري الخِبرة، بجانب الكفاءة، وبالطبع الذمة، بما تعنيه من صدق وأمانة، ونزاهة واستقامة.
إنجاز الأمر بنجاح، يستدعي أيضا وجود معايير محددة واضحة، ثابتة وسارية، لاختبار توافر الشروط الرئيسة لشغل الوظائف العامة: الأهلية، الكفاءة، النزاهة، الخبرة، والثقة، والهمة.
هذه الشروط الرئيسة، بعد التحقق من توافرها في الخيارات المرشحة، ينبغي للاختيار منها إعمال معايير دقيقة واضحة وعملية شفافة، للمفاضلة بين الخيارات المتاحة، والكفاءات المرشحة.
أرى أن أول هذه المعايير هي البصيرة والرؤية. أن تتنافس الكفاءات المرشحة في تقديم رؤاها للمهمة الموكلة إليها من المواقع المرشحة لشغلها، برامج عمل تنفيذية واضحة ومزمنة.
لا ينبغي الاعتداد بمعايير أخرى بالية، أثبتت التجربة أنها غير مجدية في اختيار مسؤولي الإدارة والسلطة. من هذه المعايير الخادعة: المعرفة لدى دائرة القرار، والشهرة بين وسائط الإشهار.
كل الأمل أن تنحسر هذه المرة، معايير كل مرة في اختيار شاغلي مواقع الإدارة والسلطة، وفي مقدمها: الانتماء الى “الشلة”، وأن يكون من الخُبرة ولو على حساب افتقاد الخِبرة والمقدرة.
حاذروا خداع الدعاية وصداع الأدعياء، في زمن بات يتصدر محاور الصناعة، إنتاج التفاهة ورواج التافهين، بمعايير كمية لا كيفية، مقياسها المخادع: اللايكات (الإعجاب) والانتشار (المشاهدات)!
المرحلة الراهنة حرجة جدا، وتفترض بداهة -كما تفرض لزاما- أن يكون مسؤولو الإدارة عونا للسلطة الحاكمة، لا عبئا عليها، ووبالا على المواطنين في محصلة أداء المهمة وجودة الخدمة.
لا ينتظر المواطنون ما يبعث على الملل والخيبة ويعمم الغمة والتعاسة، ويسبب انتكاسة، فيعقد المشكلة ويعمق الأزمة. بقدر ما يحتاجون ويتوقون إلى ما يقدح الأمل ويشحذ الهمة وأسباب البهجة، ويعمم السعادة ويُحدث انفراجة.

أترك تعليقاً

التعليقات