حجر يمنـي
 

ابراهيم الحكيم

إبـراهيـــم الحـكيــم / لا ميديا -
ألقم اليمنيون من جديد فرق الزعيق، وأبواق التهويل والتصفيق، لعدوان تحالف الشر وكيان الاحتلال الغريق، حجراً يمانياً زادهم سقوطاً بوادٍ سحيق، وجعلهم مجرد جمعٍ مذلول، لا يحسن سوى النهيق، وهوان إراقة ماء وجوههم في سوق نخاسة الأبيق!
فعل اليمنيون هذا بحضور أنيق لروح الفريق، وموقف يليق بشعب عريق، ينافس الذهب في الأصالة والبريق، أكد أنه أقوى من رياح التفريق، عصي على التمزيق، وماضٍ بثبات على الطريق، طريق الحق والكرامة، والحرية والسيادة.
جميع من تابعوا مراسم تشييع جثامين رئيس حكومة التغيير والبناء وتسعة من وزرائه، بميدان الصمود والتحدي (السبعين) بالعاصمة صنعاء، أدرك معنى الإباء، وعلو هامات اليمنيين الشمّاء، وكم أنها تطاول السماء، عزةً وشموخاً وفداء.
تلقت فرق النخاسة، وأبواق أنظمة الخيانة وتطبيع المهانة، مشهداً مهيباً، يجسد عِظم الملحمة وقدسية المعركة، بوجه طواغيت العصر وأنظمتها المجرمة في تحالف الشر العالمي "الانجلو-صهيوني"، ومخالبه وأذنابه المنحطة من سفلة الأمة.
كان تقدم مسؤولي الدولة للتشييع، يتصدرهم القائم بأعمال رئيس الحكومة، صفعة جديدة وقوية بوجه كل عابث مع اليمن الحر العتيد، وشعبه الأبي العنيد، وموقفه الحميد، في نصرة الدين والمستضعفين وإسناد شعب فلسطين ومقاومته البطلة.
أسقط مشهد التشييع المهيب، خطط العدو وغاية الترهيب، وبدد نشوة المتكالبين على شعب فلسطين الحبيب، وأوهام تحييد اليمن وإثنائه عن سبيل الله، ونصرة قطاع غزة ونجدة شعب العِزّة، وصدح بهتافات عدة، أبرزها: هيهات منا الذِلّة.
تزامن هذا، مع انكشاف الخُلة، وتورط دول الرِمة، بمواساة العدو الصهيوني في الخيبة بمواجهة اليمن، وإمداده بمعلومات سهلت المهمة، في سعيه لتسجيل أي نقطة، تحفظ له ماء وجهه أمام مستوطنيه الأذلة، بفلسطين السليبة المحتلة.
يصاحب هذا اكتشاف أجهزة الأمن خيوطاً مهمة للجريمة، وضبط خلية جديدة، من جواسيس تحالف الشر العالمي، المسخرين لخدمة العدو الصهيوني، العاجز عن ردع اليمن الحر، وإيقاف حظر ملاحة العدو البحرية وتهديد ملاحته الجوية.
ليس سراً أن اليمن الحر يواجه أعتى قوى العالم بغياً وعدواناً، وأقوى الدول عسكرياً واستخباراتياً وأغناها اقتصادياً. لكن محصلة الحرب على اليمن، عسكرياً واقتصادياً واستخباراتياً، تؤكد فشل تحالف الشر العالمي في كسر إرادة اليمن الحرة.
ويبقى الثابت أن اليمن يقف موقف الحق، ينشد العدل والكرامة، في سعيه لاستعادة الاستقلال والسيادة، من قوى الهيمنة والاستكبار، ويتصدى لكل مؤامرات هذه القوى مجتمعة، ويُفشل -بعون الله وتوفيقه- مخططاتهم، وسينتصر بإذن الله.

أترك تعليقاً

التعليقات