خصماء الله!!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تصفع الخيبة أكثرنا إذ يتأكد له أن تجاهل الأنظمة العربية والإسلامية أهوال العدوان الواقع على الشعب الفلسطيني في غزة، والتخاذل حيال واجب نجدتهم ونصرتهم؛ مردة خصومة ليس فقط مع الفلسطينيين بل ومع الله سبحانه وتعالى أيضا.
تجاوز الأمر إعلان ناطق كتائب القسام أبو عبيدة «قادة الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وأحزابها وعلمائها خصومنا أمام الله، خصوم كل طفل يتيم وكل ثكلى، وكلِّ نازح ومشرّد ومكلوم وجريح ومجوَّع»، إلى كونهم في خصومة مع الله جل جلاله.
يغفل كثير من المسلمين المصلين أن نصرة المستضعفين عموما والمسلمين المؤمنين بالله تعالى خصوصا...
 ليست اختيارية، بل إلزامية بصريح نص أمر الله تعالى في كتابه العزيز، ويجهلون أن التقاعس عن هذا الإلزام مقرون بعذاب شديد.
يتغافل كثير من المتفقهين والمتفيقهين في الدين، من ذوي العمائم واللحى، عن هذه الحقيقة، بل ويصدون عن وجوب نصرة المستضعفين الذين يُقَاتلون ويُقتلون، ويخرجون من ديارهم قهرا، ويشردون قسرا، ويحاصرون من الماء والغذاء والدواء!!
الحاصل إذن، أن هذا التخاذل، هو رفض لأمر الله تعالى، وأن هذا الرفض يُغلف بخصومة مع إيران، وباتخاذ دعمها مقاومة الاحتلال الصهيوني، حجة عليها لا لصالحها، وذريعة لكف اليد عن دعم المقاومة للاحتلال بزعم أنها باتت من «أذرع نفوذ إيران»!!
يحدث هذا علنا، ومن دون أدنى خجل من الله، فتعمد معظم الأنظمة والحكومات العربية إلى تجييش وسائل إعلامها وسياسييها وناشطيها ضد المقاومة لحرب الإبادة؛ نكاية بإيران ومحور المقاومة، مع أن مشكلة هذه الأنظمة مع الله سبحانه وتعالى!!
يقول الله تعالى في محكم كتابه مخاطبا المتخاذلين: «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا» (النساء: 75).
أمر إلهي صريح لا يحتمل لبسا أو تأويلا: ما الذي يمنعكم أيها المؤمنون من القتال في سبيل الله ونصرة المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال الذين استضعفهم الكفار وأذلوهم، ويستغيثون بالله ويطلبون الخلاص من الظلم، وأن يجعل لهم نصيرا.
فعليا، لا تعوز الأنظمة العربية المقدرة على إيقاف العدوان الصهيوني على غزة، بل وعلى رده على الكيان الصهيوني أضعافا. لديها وسائل ضغط اقتصادية قوية وفاعلية، ولديها الجيوش والعدة الكافية عسكريا، ولديها مئات الملايين من المسلمين.
مع ذلك، لم تتخذ الدول العربية والإسلامية، موقفا يوازي حتى مواقف دول غربية سحبت سفراءها لدى الكيان، وأعلنت مقاطعته اقتصاديا، وإيقاف بيع الأسلحة له، وغيرها من الخطوات التي كان الأحرى بجميع الدول العربية أن تتخذها قبل غيرها!!
يبقى الواضح أن الإحجام عن النفور لنصرة إخوتنا في الدم والدين، المحاصرين والمستهدفين بالإبادة الجماعية يوميا وعلنيا في فلسطين؛ هو عصيان علني ورسمي لأمر إلهي، وهو خذلان عمدي لشعب عربي مسلم، يستغيث، وتواطؤ فعلي مع العدو الصهيوني الحاقد والمجرم!!

أترك تعليقاً

التعليقات