ماذا ينتظرون؟!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

يعيش الموالون لتحالف الحرب بقيادة السعودية والإمارات، حالة ذهول وصدمة، بغدر التحالف، الذي ظلوا يشكرون حربه على اليمن وتدميره مقدراته وقتله وجرحه شعبه، وحصاره وتجويعه وتشريده. لكن الأهم من الصدمة، هو ما يفترض أن تحدثه من صحوة ويقظة وهبة.
صدمة الموالين للتحالف ومرددي «شكرا سلمان الحزم» و»شكرا إمارات الخير»، تنذر بصدام مؤجل، بقي في حكم المرحل، ويتوقع أن يكون سريعا، قبل أن يكونوا جميعا لقمة سائغة، يفترسها قطبا التحالف واحدة تلو أخرى، على طريق حسم الحل لهذا الحال المنكل باليمن وأهله.
أدركوا متأخرا، أن «إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة اليمنية، و«إعادة الشرعية» مجرد شعارات زائفة ويافطات مضللة لأهداف مبطنة تكشفت شواهدها وظلوا يعمون أبصارهم عنها، حتى جاء دورهم ضمن أجندة الأهداف، وصاروا هدفا مباشرا للتحالف، بالتنكيل والتصفية عرفوا، وكان أكثرهم يعرف ولكن يكابر، أن «الشرعية» مجرد محلل لكل ما طال اليمن من تدمير وخراب، وقتل وتشريد، وحصار وتجويع، وانتكاب وإرهاب وإعطاب، واحتلال واستلاب، وأن هذه الحرب كانت ستشن على اليمن بوجود «الحوثيين» أو بغير وجودهم وتصديهم للتحالف.
صحيح أن الإغراءات كبيرة، والرواتب والمخصصات باذخة، والبعض يستلم من السعودية وقطر وتركيا في آن معا، لكن محصلة 6 سنوات تكفي ليعيشوا بمستوى عال من الرفاهية وإن بحد أدنى من الكرامة، تؤمنه عائدات استثمارها في عقارات أو مطاعم أو ما شابه، بدأوا تشييدها.
لا ينبغي أن يركنوا إلى الحياة المخملية لفنادق السبع نجوم الملكية، فهي زائلة في أية لحظة، وليكن قدوتهم في هذا الفارس اليمني عنترة بن شداد العبسي في قوله: «لا تسقني حلو الحياة بمذلة.. بل فاسقني بالعز كأس الحنظل. ماء الحياة بذلة كجنهم.. وجهنم بالعز أطيب منزل».
ماذا ينتظر الموالون للتحالف، جماعة «شكرا ملك الحزم والعزم سلمان» وجماعة «شكرا إمارات الخير»؟ وقد تكشفت لهم المكائد كلها والخديعة، وتبينت لهم المقاصد كلها والغنيمة، وعرفوا من وراء هذا التحالف، وما يضمره لليمن وأهله، وانكشف الستار عن أيدي الكيان الإسرائيلي الطولى!
إذا كان التحالف مازال يبتسم في وجه جماعة «شكرا إمارات الخير» لغرض في نفسه، فما عذر جماعة «شكرا سلمان»، بعدما كشر الأخير أنيابه في وجههم، وغدوا هدفا للقمع والتنكيل والتصفية لعشرات وربما مئات القيادات العسكرية والسياسية وكذا الدعاة ومشائخ المنابر السياسية إياها؟!
يعلم هؤلاء أنهم لن ينالوا رضا السعودية عنهم، وأنها دعمتهم بالمال والسلاح على مضض ولغرض القتال بالنيابة عنهم من ناحية، وإنهاكهم واستنزافهم من ناحية ثانية، وإلا فهي تكن لهم من العداء ما تكنه لخصمهم المشترك (أنصار الله) وصنفتهم الرياض في قائمة جماعات الإرهاب!
لكنهم توهموا أنها يمكن أن تثق بهم بفعل الحاجة ومن باب «تقدير الخدمات الكبيرة» التي سيسدونها لها سياسيا بتسويغ التدخل السعودي وعسكريا في جبهات القتال، متجاهلين أن ارتباطهم الوثيق بقطر وتركيا وحده، كفيل بأن يكونوا الهدف التالي للسعودية مباشرة بعد «أنصار الله» إذا استطاعت النيل منهم.
ما الذي يجعلهم ينتظرون إذن؟ توجيه كتابهم وناشطيهم بمهاجمة السعودية، لن يجدي إن كان الهدف الضغط وابتزازها، للتراجع عن دعم أتباع حليفتها الإمارات، ومن ينازعونهم السلطة في ما تسمى «المناطق المحررة»، فيما الواقع أن لا أمر لهم في معظمها، وبعضها منتزعة منهم، والبعض محرمة عليهم!

أترك تعليقاً

التعليقات