قعرة العراة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يستعد حكام العطب لعقد اجتماع وجب، لا لفداحة الخطب وهول ما نشب في “غَزة” قبلة عِزة العرب، بل لأن هذا قد طُلب، وصدر به أمر من الغرب، هذا الذي جعلوا له قدسية الرب، ووالوه من دون الله!
أن اجتمعوا حالا وضعوا نهاية للشجب، وسوغوا فورا الغصب، وشرعنوا جريمة النهب، لفلسطين وسوء المنقلب! هذا أمر جبابرة الغرب، لسماسرة هوان العرب، كونوا كما كنتم زعماء نخاسة الجرب!
الاجتماع لعورات العرب، من أثبتوا أنهم مجرد لعب، وسيوف مِن خشب، بيد مَن تجبر وغلب؛ سيكون هذه المرة...
بحارة تدعى “مملكة” وتسمى “البحرين”، رغم أنها مجرد جزيرة، ليست ملتقى بحرين!
سيعقد عُراة العرب، ما يسمونه “قمة” بينما هي “خمة” أورثت الأمة نكبة لعقود عدة، سببت وماتزال نكسة تلو نكسة. بددت مع سبق الإصرار أسباب العِزة، وعممت باستمرار الغمة، ومازالت تعمم الذِّلة.
قماقم لا قمم، رسمت مسار المهانة ووأد الكرامة، أدنت الرفعة وأعلت الضِعة! جعلت الدنوءة بديلا عن المروءة، والخسة بديلا عن الحمية، والخزوة بدلا عن النخوة، ونهج “الخذلة” بديلا عن فج النجدة!
سيدت في الأمة السفلة بدلا عن الصفوة، والخَمّة بدلا عن النُخبة، والأذلة بدلا عن الأعزة، والديثة بدلا عن الغَيرة، فعاثت هذه الثلة فسادا وإفسادا للأمة، زرعت بأراضيها جذور النكسة بدلا عن عروق الوثبة!
أشاعت الرخوة بدلا عن الهبة، والغواية بدلا عن الهداية، والضلالة بدلا عن الاستقامة، والبلادة بدلا عن النجابة، والغباوة بديلا للفطانة، والدناسة بديلا للنزاهة، والرذيلة بديلا للفضيلة، والخيانة بديلا للأمانة!
واستخدمت هذه الزمرة، في تحقيق هذه المهمة، الإيهام بدلا عن الإعلام، والتلهية بديلا عن التوعية، والرفلة بديلا للانتباهة، والغفلة بديلا لليقظة، والغفوة بديلا للصحوة، والكربة بديلا للنهضة، والفرقة بديلا للوحدة!
كانت النتيجة المُرة، لجناية هذه الثلة، هي فرض القوادة بديلا عن القيادة، والتبعية بدلا عن الريادة، والوصاية بديلا عن السيادة، والانقسام بدلا عن الالتحام، والانهزام بديلا عن الإقدام، والاستسلام بديلا عن السلام!
استبدل عراة الأمة وعوراتها الخزوة، المنحة بالمحنة، والنعمة بالنقمة، والاستتباب بالاضطراب، والعنفوان بالإيهان، والإتيان بالارتهان، والعِبرة بالعَبرة، والعِزة بالذِّلة.. و”الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

أترك تعليقاً

التعليقات