آيزنفاير!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يتصاعد الردع اليمني للطغيان الأمريكي تصاعدا طبيعيا، إنفاذا للالتزام المبدئي الأخلاقي والديني والإنساني “بذل كل الممكن”. موقف اليمن الحر المحاصر والمعتدى عليه، هو الموقف الطبيعي السوي لأي شعب حر أبي، يأبى بفطرته الضيم والظلم والطغيان والعدوان، ويؤمن بالله ويتوكل عليه ويثق بنصره الحق.
لا مراء ولا رياء في موقف اليمن الحر منذ البداية مهما حاول الانهزاميون والارتهانيون الطعن أو التشكيك في دوافع هذا الموقف وأهدافه. يظل الموقف هو الفيصل في الأمر. وشتان بين من يبادر لتسجيل موقف ويثبت عليه وبين من يتخاذل ويكتفي بالمشاهدة واستنكار أي فعل مناصر لشعب يباد جماعيا وعلنيا!...
بادر اليمن الحر الى منع عبور سفن الكيان والدول الداعمة له. لم يكن إغراق السفن هدفا لليمن الحر خلال الفترة الماضية. هذا واضح للجميع، ظلت العمليات إنذارا ناريا هدفه منع عبور سفن الكيان الإسرائيلي والدول الداعمة له، ولغاية الضغط باتجاه وقف العدوان على غزة ورفع الحصار. لكن الأمور تتطور.
“آيزنهاور” حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة، صارت -بفضل الله- في مرمى نيران قوات اليمن البحرية والجوية والصاروخية، وسيغدو اسمها عمَّا قريب “آيزنفاير”. استهداف هذه القاعدة الجوية المتنقلة، عصي على الإخفاء والإنكار، وقد أقرت به القوات الأمريكية ضمنيا، بحديثها عن تعرض سفنها لهجمات كثيفة.
صحيح أن بيانات القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سنتكوم)، تضمنت مزاعم التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية وتدميرها. لكنها في الوقت نفسه لم تجرؤ على زعم تدمير كل الصواريخ المجنحة والباليستية والمضادة للسفن. تحدثت عن إطلاق صواريخ من اليمن دون أن تشير إلى مصيرها، أصابت أم دُمرت!
الرسالة العسكرية اليمنية، وصلت، وهذا هو الأهم. إن تصعيد العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، على غزة ورفح وعلى اليمن، سيقابل بتصعيد مماثل، يتجاوز هدف منع عبور سفن الإمداد للكيان الإسرائيلي في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، إلى إغراق السفن الحربية.
قد يتجاوز هذا إدراك البعض الانهزامي، وقد يثير إنكار البعض الارتهاني واستنكار البعض الانقيادي لثلاثي الشر العالمي وأدواته الإقليمية، لكن كل هذا لا ينفي حقيقة أن اليمن الحر بموقفه الحر المساند لفلسطين وشعبها ومقاومتها، يؤازر مقاومة الطغيان الإجرامي لحلف الشر العالمي، ويؤثر على هذا الحلف ومراميه.
موقف اليمن الحر، يؤثر على حلف الشر العالمي، اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وفي طريقه إلى أن يعزز انتصار الحق الفلسطيني المسلوب في الحرية والعيش بكرامة وعزة، واستعادة القدس المنهوب والأرض المغتصبة، وباقي حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على أرضه كاملة السيادة.
الإشكالية في قضية فلسطين منذ بدايتها، لم تكن في قوة الغازي المحتل وجبروت الباطل، بل في ضعف الردع لهذا الباطل، في التخاذل العربي والإسلامي، حد التواطؤ في تمكين هذا الغازي الباغي، وفي حماية هذا المعتدي الطاغي، وفي إضعاف أصحاب الحق وخذلهم، وصولا الى المشاركة في حصارهم وقتلهم!
اليمن الحر، أثبت هذا للعالم. بموقفه سياسيا واقتصاديا وعسكريا. أثبت أن بالإمكان ردع الكيان الصهيوني، التصدي لطغيانه وكسر عدوانه. تدرك هذا جيدا، شعوب الأمة العربية والإسلامية، باتت تعرف هذا، وتعلم أن تخاذل الإخوة الجيران لفلسطين وتواطؤ حكامهم مكن الكيان الصهيوني من اغتصاب فلسطين، ومايزال.

أترك تعليقاً

التعليقات