أليكس مكدونالد
قام نشطاء بإعداد احتجاجات معارضة لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة، الأربعاء الماضي، في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع جديد للرأي العام عشية رحلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, التي استغرقت 3 أيام, أن فقط 6% من الشعب البريطاني يؤيدون بيع الأسلحة البريطانية إلى المملكة العربية السعودية. 
ووفقاً للاستطلاع, الذي قامت به منظمة (حملة ضد تجارة الأسلحة) (caat)، فإن هناك تأييداً بريطانياً ضعيفاً جداً لصفقات الأسلحة للمملكة العربية المقدرة بمليارات الجنيهات الإسترلينية, وهذا على الرغم من آلاف الوظائف في المملكة المتحدة التي يقال إنها تعتمد على هذه التجارة. 
وأشار استطلاع آخر قامت به شركة بوبيولوس للدراسات, إلى أن 37% من السكان في بريطانيا يعارضون زيارة ولي العهد إلى المملكة المتحدة, و21% فقط يؤيدون، و27% اختاروا عدم إبداء رأي. 
ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة
وكان الناشطون انتقدوا بشدة زيارة محمد بن سلمان, التي جاءت في الوقت الذي يستمر فيه قصف التحالف بقيادة السعودية لليمن بلا هوادة, حيث يعتقد بأن أكثر من 10 آلاف شخص قد قتلوا في الحرب.
وقال المتحدث باسم منظمة (حملة ضد تجارة الأسلحة) آندرو سميث: إن النظام السعودي يقوم منذ عقود بأعمال وحشية ضد الشعب السعودي, وقد ارتكب كارثة إنسانية مروعة بحق الشعب اليمني. لقد حان الوقت الذي تنهي فيه تيريزا ماي وزملاؤها دعمهم المخزي لهذا الاستبداد المروع. 
وأضاف أن الإصلاحات الأخيرة التي قام بها بن سلمان - والتي يُتوقع منها السماح للنساء بالقيادة لأول مرة, وفتح دور السينما في المملكة المحافظة - ليست سوى غطاء تمويهي لإجراءات صارمة ضد المعارضة. وأضاف أيضاً أن الغالبية العظمى من الناس في بريطانيا لا يشاركون تيريزا ماي دعمها السياسي والعسكري للنظام السعودي.
وقد قامت بريطانيا, منذ أن بدأت السعودية ضرباتها الجوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن, ببيع أسلحة للسعودية تقدر بحوالي 4.6 مليار جنيه إسترليني. 
وقد كانت هناك ولا تزال دعوات متكررة لناشطين لوقف بريطانيا مبيعاتها للأسلحة بسبب تقارير عن خسائر بشرية ضخمة بين المدنيين وأزمة إنسانية متصاعدة في اليمن. 
وتم في وقت سابق الطعن في حكم المحكمة العليا في المملكة المتحدة لدعوى قدمتها منظمة (حملة ضد تجارة الأسلحة) في يوليو الماضي، والتي حكمت بأن التحالف الذي تقوده السعودية لا يستهدف المدنيين في اليمن بشكل مباشر، وبأن هناك إجراءات مناسبة للتحقيق في الادعاءات بشأن القتلى المدنيين.
وأخبرت منظمة (حملة ضد تجارة الأسلحة) موقع (ميدل إيست آي)، الثلاثاء الماضي، بأنه قد تم تحديد موعد في محكمة الاستئناف للطعن في الحكم الصادر. وأضافت المنظمة أنه قد تم جمع مبلغ 40 ألف جنيه إسترليني في العام الماضي، من خلال التبرعات، مقابل الاستئناف.
ورحب حزب المحافظين الحاكم بزيارة محمد بن سلمان، واعتبرها فرصة لتعزيز العلاقات القائمة منذ فترة طويلة بين البلدين. 
وصرح متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أن الزيارة قد تبشر بعصر جديد في العلاقات الثنائية، مركزاً على شراكة تقدم منافع واسعة لكل من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. 
وفي مقال نشرته (ميدل إيست آي)، الثلاثاء الماضي, قال وزير الشرق الأوسط أليستر بيرت، إن التدخل السعودي كان بطلب من الحكومة اليمنية, ودافع عن علاقات الدفاع مع السعودية بقوله: إن الشراكة بين المملكة المتحدة والسعودية قد أحبطت هجمات إرهابية، منقذة وبشكل مباشر حياة بريطانيين وحياة الآخرين في جميع أنحاء العالم. 
ودعت جمعية مسلمي بريطانيا رئيسة الوزراء ماي، في بيان صحفي لها نشر الثلاثاء الماضي, إلى أن تتأكد من ألا يكون أي اتفاق تجاري يتم التوصل إليه مع السعودية خلال هذه الزيارة، على حساب قيم حقوق الإنسان: يجب أن تظل قضية حقوق الإنسان في صميم أي نقاش أو تجارة أو غيرها مع السعودية. وأضاف البيان: وفيما أنت (ماي) تستقبلين ولي العهد, سينهي المئات, وربما الآلاف, من أكثر الشخصيات المرموقة في المجتمع السعودي، شهرهم السادس في المعتقل من دون أية تهم رسمية, ولا تمثيل قانوني, أو زيارة عائلية, أو أي أمل في رؤيتهم داخل قاعة محكمة في المستقبل المنظور. 
زعيم المعارضة جيريمي كوربن, الذي لطالما انتقد المملكة العربية السعودية,وفي بيان سابق له أفاد فيه بأن ماي ينبغي عليها أن تستخدم هذه الزيارة لرفع انتهاكات حقوق الإنسان، وأن تدعو إلى وقف إمدادات الأسلحة إلى المملكة، بقوله: ينبغي على تيريزا ماي أن تستخدم هذه الزيارة للإعلان أن المملكة المتحدة لن تقدم الأسلحة للسعودية في الوقت الذي تستمر في القصف المدمر لليمن, وتوضح معارضة بريطانيا القوية لانتهاكات حقوق الإنسان والحقوق المدنية في السعودية.
صحيفة (ميدل إيست آي)
الثلاثاء 6 مارس

ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة