ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة

إن التدخل الأمريكي في حرب اليمن أشمل بكثير مما اعترفت به الإدارة الأمريكية سابقاً، وفق التقرير الآتي:
(مؤخراً في نهاية السنة الماضية, وصل فريق من القبعات الخضر إلى حدود السعودية مع اليمن، في تصعيد مستمر للحروب الأمريكية السرية. فمن دون أن يتم النقاش فيه بشكل عام أو إقامة المناظرات، تقوم القوات الخاصة بالمساعدة في تحديد وتدمير مخابئ الصواريخ ومواقع الإطلاق التي يستخدمها المتمردون الحوثيون في اليمن لمهاجمة الرياض ومدن أخرى).
هذا التقرير يبطل الحجج التي استخدمتها الإدارة الأمريكية ضد جهود الكونجرس في التدخل وإنهاء الدعم الأمريكي للحرب. فلطالما كانت الولايات المتحدة طرفاً في الصراع من خلال دعمها لحملة القصف. وهذا التقرير يظهر أن الولايات المتحدة متورطة الآن في مساعدة السعوديين ضد الحوثيين على الأرض أيضاً. لم يعد هناك مجال للشك الآن في أن الولايات المتحدة هي شريك في الصراع، وفي أن القوات الأمريكية تتقدم في الاشتباكات كشريك في حرب التحالف السعودي على اليمن.
إن التورط الأمريكي في الصراع أعظم مما قاله لنا المسؤولون في الإدارة. وحتى لو لم تكذب الإدارة تقنياً على الكونجرس (كون أن هذه المهمة تندرج تحت مسمى الاستشارة العسكرية المعطاة للرياض), إلا أنه لا يزال من الواضح أن الإدارة قامت بتضليل الكونجرس والشعب حول مدى وطبيعة الدعم العسكري الأمريكي للسعوديين. ومع قليل من الحظ, سيؤدي افتقار الإدارة للشفافية خلال الجدال الأخير بخصوص القانون الذي يسمح للكونجرس بوقف الحرب إلى دفع المزيد من أعضاء الكونجرس لمعارضة تدخلنا المخزي وغير المبرر في الحرب على اليمن. 
ومما يستحق الذكر أن وجود القوات الأمريكية لمساعدة السعوديين ضد الهجمات الصاروخية للحوثيين لم يكن ليصبح ضرورياً لو أن الولايات المتحدة لم تدعم التدخل من البداية. وادعاء السعوديين أن حربهم هي حرب دفاع عن النفس هو ادعاء زائف؛ كونهم هم من قاموا بالتدخل وهم من يقومون بقصف المدن اليمنية بشكل يومي. ولن يحتاج السعوديون إلى مساعدة الولايات المتحدة ضد الهجمات الصاروخية إذا أوقفوا حملة القصف ورفعوا الحصار الذي فرضوه على اليمن.. وتدعو صحيفة الـ(نيويورك تايمز) لوقف مساعدة الجيش الأمريكي للسعوديين وحلفائهم بالآتي: 
(وعلى الرغم من أن الأمير محمد والرئيس ترامب لم يظهرا أي اهتمام, تخطط الأمم المتحدة لتقديم اقتراح جديد لإعادة مفاوضات السلام. ويستطيع الكونجرس أن يعزز الفرصة من خلال قطع المساعدات العسكرية للسعودية ومنع استخدام الجنود الأمريكيين ضد الحوثيين في اليمن).
لم يكن من المفترض أن تكون للولايات المتحدة أي علاقة بهذه الحرب. إن وقف المساعدة العسكرية الأمريكية للتحالف الذي تقوده السعودية هو أمر طال انتظاره, وآمل أن يحفز هذا التقرير الأخير الكونجرس على القيام بما كان عليه فعله في وقت سابق هذا العام. 
 * صحيفة (ذا أميريكون كونسرفاتيف)  
5 مايو 2018