ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة

أليكس إيمونس*
في الشهر الفائت، قامت طائرات تتبع التحالف بقيادة السعودية، بغارات متكررة على حفل زفاف في الجزء الشمالي من اليمن، متسببة بمقتل ما يزيد عن 20 شخصاً، من ضمنهم العروس، وإصابة العشرات. وفي الأيام التالية نشرت وسيلة إعلام محلية صورة لقطعة من القنبلة بها رقم تسلسلي يربطها بشركة رايثيون المصنعة للسلاح والموجودة في الولايات المتحدة.
الآن تتخذ وزارة الخارجية خطوات أولية نحو صفقة هائلة بمليارات الدولارات بأسلحة مماثلة للسعودية والإمارات. وقد قام 3 مساعدين في الكونجرس ومسؤول في وزارة الخارجية وشخصان آخران على دراية بالمبيعات، بإطلاع  (إنترسبت).
ولم تعلن وزارة الخارجية حتى الآن عن تفاصيلها وعن سعرها بالدولار. لكن يقال إنها تضم عشرات الآلاف من الذخائر دقيقة التوجيه من شركة رايثيون (نفس الشركة التي استخدمت أسلحتها في غارات الشهر الفائت).
وأفادت (رويترز) في تقرير لها في نوفمبر الماضي، بأن السعودية قد وافقت على شراء أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 7 مليارات دولار من الشركتين الأمريكيتين رايثيون وبوينج. أفادت (النيويورك تايمز) أيضاً بأن شركة رايثيون كانت تتقرب من وزارة الخارجية للسماح لها ببيع 60,000 ذخيرة موجهة عالية لكل من المملكة السعودية والإمارات.
وبحسب 3 مساعدين غير مصرح لهم بالتحدث, فقد أطلعت وزارة الخارجية فريقاً من العاملين في لجنتي مجلس النواب والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، على عملية البيع, ولكنها لم تفصح بعد عن التفاصيل لأعضاء اللجان. وبمجرد أن يعطي رئيس وأعضاء اللجنة الإشارة يمكن لوزارة الخارجية إخطار الكونجرس رسمياً بالبيع.. وبموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة، تقوم وزارة الخارجية بمراجعة مبيعات الأسلحة المحتملة للتأكد من توافقها مع أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وتقرر ما إذا كانت ستعطي تراخيص التصدير. وتقوم بعدها بإعلام الكونغرس عن الصفقات ذات الحجم المناسب، مانحة الكونغرس فرصة مدتها 30 يومًا للمراجعة واحتمالية وقفها.
إن الصفقة المطروحة للتساؤل هي صفقة تجارية مباشرة بين رايثيون ودول الخليج، أي لا يتطلب من الحكومة أن تعلن عنها في وقت إخطار الكونغرس. وهذا يعني أن الأمر يعود إلى أعضاء مجلس الشيوخ لتحديد كمية التفاصيل التي سيتم الإعلان عنها.
ومن المرجح أن يواجه البيع معارضة شديدة من قبل مجلس الشيوخ، حيث ازداد ضيق الأعضاء من الدور الأمريكي في الصراع المدمر في اليمن. ففي يونيو الماضي، كاد المجلس أن يرفض عملية بيع مشابهة لأسلحة دقيقة التوجيه، ولكنه وافق عليها في نهاية المطاف بهامش ضيق.
تقود السعودية والإمارات، منذ مارس 2015، تدخلاً عسكريًا في اليمن يهدف إلى إعادة الرئيس السابق المدعوم سعوديًا عبد ربه منصور هادي، والذي تم خلعه بعد أن اجتاحت جماعة متمردة مرتبطة بإيران معروفة باسم الحوثيين، العاصمة، في 2014.
وقد وثقت جماعات حقوق الإنسان الانتهاكات من جانب جميع الأطراف، لكن النقاد يعتبرون الحصار السعودي السبب الأكبر وراء الأزمة الإنسانية. لقد جعل حصار التحالف 18 مليون شخص -ثلثي سكان البلد تقريباً- بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. وقد تفاقمت الأزمة بسبب الغارات الجوية للتحالف، والتي تستهدف مصادر الغذاء والبنية التحتية للمياه والأسواق وحتى المدارس والمستشفيات.
إن الذخائر في صفقة السلاح القادمة هي تحديداً النوع الذي وثقته جماعات حقوق الإنسان في هذه التفجيرات. ولطالما كانت الولايات المتحدة شريكاً صامتاً للتدخل منذ البداية بتزويدها الطائرات بالوقود وتوفير الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.
وأفادت كريستين بيكرلي، باحثة حقوقية في اليمن لـهيومن رايتس ووتش (منظمة مراقبة حقوق الإنسان)، بأن منظمتها وثقت عدداً من الغارات استخدمت فيها طائرات التحالف ذخائر موجهة عالية الدقة أمريكية الصنع في ضرب أهداف مدنية.
وقالت بيكرلي: لقد قامت إدارة ترامب مراراً بتقديم بيع الأسلحة للسعودية على دعوتها التحالف إلى الكف عن ارتكاب جرائم الحرب، على الرغم من استخدام الأسلحة الأمريكية مراراً وتكراراً في هجمات غير قانونية، بما في ذلك نوع السلاح المعني في هذه الصفقة. وأضافت: على الكونغرس أن ينظر إليها كفرصة لتوضيح أن بعض أعضاء الحكومة الأمريكية لم يعودوا مستعدين لمكافأة التجاوزات السعودية بمزيد من الأسلحة، ولا بمخاطرة أن تكون متواطئة في استمرار التحالف بقصف الأعراس والمنازل لقتل وتشويه المدنيين اليمنيين.
وقال متحدث باسم التحالف لـ(رويترز) بأن التحالف سيقوم بالتحقيق في تقارير عن مقتل مدنيين في قصف العرس، لكن المدافعين عن حقوق الإنسان ينتقدون بشكل روتيني المعايير المستخدمة في مثل هذه التحقيقات.
لقد استخدم التحالف هذه الأسلحة ضد المدنيين عدة مرات، ففي ديسمبر 2016، أي قبل شهر من تنصيب ترامب، أوقف باراك أوباما بيع أسلحة دقيقة التوجيه بسبب مشاكل (عامة وخاصة) في أهدافها. هذه الصفقة حدثت مرة أخرى بعد تنصيب ترامب.
* موقع إنترسبت   11 مايو 2018