نســـــــــاء اليمـــــــــن رسالتنـــــــــا للعالــــــــــم:
بالكلاشنكوف سندافع عن أرضنا وعرضنا

لا تقل شأناً عن أخيها الصامد في جبهات العزة والكرامة، ولم تكتف بدفع أبنائها وزوجها إلى الجبهات والمساعدة بكل ما تملك من حليٍّ ومجوهرات، وصنع الكعك للمدافعين عن كرامة وطن يواجه أخبث عدوان سعودي أمريكي على مدى تاريخ الحروب العالمية... بل ارتأت أن تتدرّب على حمل السلاح لتواجه به الأعداء والمعتدين، خاصة بعد أن رأت بأم عينيها مجازر وحشية تعرضت لها شقيقاتها من النساء في قرية الصراري، ومآسي آل الرميمة وآل السروري، وذبحهن والتنكيل بهن، ولأن تسليحها في الوضع الراهن بات حتمياً وضرورياً، فيما ترتفع بعض أصوات المرجفين أن ذلك يعد ترفاً ليس إلا.. صحيفة (لا) التقت مجموعة من الأخوات اللواتي تحدثن عن أهمية تسليح المرأة في ظل ما يواجه الوطن من عدوان ظالم على مدى ما يقارب عامين متتاليين، ووجهن رسائلهن للعالم..
المرأة هي (الثورة)
عن أهمية تسليح المرأة تبدأ رند الأديمي (كاتبة صحفية) بقولها: أولاً المرأة هي ليست كائناً من الدرجة الثانية لكي يناقش المرجفون حول قضية تسليحها.. فهي قضية وطن.. وعلى مر التاريخ لم تتوان النساء ولا لثانية في الدفاع عن أعراضهن ووطنهن، فالمرأة هي المحرك الأساسي للثورة، وكما قال الشعراء المرأة (ثورة).
تضيف الأديمي: وسواء بالسلاح أو بغير السلاح، فالمرأة تجاهد منذ أول يوم للعدوان.. من خلال دفع أبنائها وزوجها وإخوانها للجبهات، وتدعم الجبهات بالقوافل والمال والدعم المعنوي. والآن لابد أن تحمل السلاح لتكمل مشروعها في تحرير الوطن.. وليعلم الجميع أن رشاشنا بكفنا، وسنصطف جميعاً صفاً واحداً خلف أحرارنا، ولن نتوانى عن تطهير الأرض من الغزاة وأدواتهم...

أكياس بلاستيكية
ختمت رند: وقبل حادثة الصراري سبقتها مشرعة وحدنان، ومأساة (آل الرميمة)، والصراري كانت اللاحقة، وهنالك نساء اجترهن المرتزقة بعد ذبح أزواجهن، وهنالك من فر، والكل يعرف مأساة هنود التي بعد أن عبثت مليشيات القاعدة برأس زوجها ورموه من الدور الرابع، كيف ظلت تبكي فوق رأسه المبعثر لتلملمه في أكياس بلاستيكية.

ثورة وعي
سمية الطائفي (ناشطة إعلامية) تقول: نساء اليمن أثبتن أنهن زينبيات العصر، ومنهن تعلم العالم لما جسدته من مواقف متعددة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، فقد كانت المرأة اليمنية مثالاً للمرأة المجاهدة في كافة المجالات، وأخيراً ظهرت المرأة اليمنية في وقفات متعددة حاملة للسلاح في عرض عسكري مهيب أعلنت فيه عن كامل جهوزيتها للدفاع عن الوطن في حال اقتضى الأمر ذلك.. 
تضيف الطائفي: تسليح اليمانيات ليس بالمعيب ولا بالترف أو المزايدة، ولكن النساء في ثورة وعي بأكملها تجسدت في كافة المواقف، وما تسلح المرأة اليمنية إلا لحاجتها، لأنها قد تكون في يوم ما الأكثر تعرضاً للعنف، خاصة مع استهداف العدوان للنساء والأطفال، وأيضاً ما نشاهده من تهديد ووعيد من مرتزقة ومنافقي العدوان، فالمرأة اليمنية أعدت نفسها لقوله تعالى: (وَأَعدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ منْ قُوَّة وَمنْ ربَاط الْخَيْل تُرْهبُونَ به عَدُوَّ اللَّه وَعَدُوَّكُمْ). ومن الآية الكريمة انطلقت المرأة اليمنية، خاصة بعد مشاهدتها للأحداث الأخيرة والتهجير والسحل والذبح الذي مارسه منافقو العدوان ضد الآمنين في بيوتهم، كما حصل في تعز في مناطق الصراري، ومشرعة وحدنان لآل الجنيد.

أرهبت العدوان
تختم الطائفي: المرأة اليمنية شرف وعزة أرهبت العدوان ومنافقيه، وبثت في قلوبهم الرعب، فالإسلام كرم المرأة، وكتب عليها الجهاد كما كتبه على الرجال، وكما هم الرجال أبناء اليمن، فالمرأة اليمنية بنت اليمن، ويحق لها الدفاع عن وطنها بالقدر الذي تتحمله طبيعتها الفسيولوجية.. باعتبارها مصنعاً للرجال، وكذلك مصنعاً للنساء.. ولا ننسى الأمنيات من النساء والشرطيات في مساندتهن للأجهزة الأمنية في القبض على العديد من الخلايا الإرهابية في الداخل.. وفي حال تطلب الأمر ستكون المرأة أيضاً حاضرة في ميادين الجهاد الخارجية أياً كانت، ومساندة لأخيها الرجل، وداعمة له في كافة الميادين.

 الحس الأمني
أماني عامر (إعلامية) تقول: يجب تدريب المرأة على السلاح وكيفية استخدامه، ورفع الحس الأمني لديها، لكي تستطيع مواجهة أي موقف تتعرض له.. مضيفةً: ويمكنها أيضاً مساعدة الرجل في كثير من القضايا الأمنية التي يستخدم فيها العدو النساء لتنفيذها، فهناك الكثير من الخلايا الإرهابية تستخدم النساء لتهريب الأسلحة، وتقوم بالكثير من العمليات التخريبية.. لذلك لابد من أن تكون المرأة على استعداد كامل في المجال الأمني.

الولاء للوطن
الأستاذة أمة الملك الخاشب (ناشطة سياسية ورئيسة تحرير مجلة [الهدهد]) تقول: نحن نتعرض لعدوان غاشم ظالم لا يفرق بين امرأة ورجل، ولا يميز بين طفل وشيخ، حيث بلغت الإحصاءات بعدد النساء اللواتي تم استهدافهن ما يقارب 3000 امرأة شهيدة، وأكثر من 2000 امرأة جريحة تعرضن لعاهات مستديمة أو لحروق ستظل تصاحبهن بقية حياتهن، ناهيك عن مئات النساء اللاتي تعرضن لحالات الإجهاض أو فقدان الجنين بسبب ما تعرضن له من عدوان بشع يستخدم فيه أنواع الغازات السامة والقنابل العنقودية والفسفورية، وأنواع لم يتم التعرف عليها ولا كشفها بسبب قلة الخبراء والمتخصصين.. كل ذلك أمام صمت منظمات العالم العربي والخارجي التي تدعي أنها تناصر قضايا النساء، فهل يستكثر البعض على نسائنا أن يحملن السلاح، وأن يتدربن على كيفية استخدامه؟ هل يريدون من نساء اليمن أن ينتظرن حتى يتم ذبحهن وسبيهن؟ وكما يقول المثل الأمريكي: إذا أردت السلام فعليك أن تحمل السلاح..

رسالة للمتقاعسين
تضيف الخاشب: وفي تدريب نسائنا لاستخدام السلاح رسالة كبيرة للداخل وللخارج، مفادها أولاً في الداخل للمتقاعسين عن واجب الدفاع عن أرضهم وعن أعراضهم لعلهم يخجلون قليلاً، وتتحرك في داخلهم الحمية والنخوة بعد أن يشاهدوا النساء اللاتي يَجُدن بفلذات أكبادهن وبمجوهراتهن، ويعلنَّ عن استعدادهن للمواجهة والدفاع عن النفس وعن الأرض في حال ما تطلب الأمر.. ورسالة للخارج مفادها أن هؤلاء هن نساء اليمن، يعلنَّ الولاء لله وللوطن، واستعدادهن لمواجهة أشباه الرجال من عبيد الأموال. فإذا كانت هذه هي نفسية النساء، فما بالكم برجال اليمن! واليمن ولادة برجال الرجال. وهذه الرسائل تؤثر على نفسيات مرتزقة العدوان الذين لا يقاتلون إلا لأجل المال، وتجعلهم يؤمنون بعبارة أن رجال اليمن ونساءها وأطفالها وأحجارها وسهولها ستقاتل الغزاة والمحتلين.. 
وتختم الخاشب: المرأة كمقاتلة تستطيع عمل الكثير، فلا يستهينوا بقدرات المرأة التي تحمل السلاح، فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

إسقاط الوصاية الدولية
الأستاذ حسن شرف الدين (صحفي وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين)، يقول عن تسليح المرأة: أثبتت المرأة اليمنية منذ ثورة سبتمبر 2014م قدرتها على مشاركة الرجل في صناعة زخم ثوري حقيقي في سبيل إسقاط الوصاية الدولية، بل تعدى ذلك إلى مشاركة أخيها الرجل في صناعة الانتصار ضد قوى تحالف العدوان السعودي، وذلك بمشاركتها الفاعلة في دعم جبهات القتال بالرجال والغذاء والمال، ليس هذا فقط، وإنما هي شريكة حقيقية في صناعة الحراك السياسي والمجتمعي، فهي اليوم المتحدثة المثقفة عبر مختلف وسائل الإعلام الحكومية والأهلية والاجتماعية، فكثير منهن ناشطات على شبكة التواصل الاجتماعي، ويعملن على إيصال مظلومية الشعب اليمني، وإبراز حقيقة ما يرتكبه تحالف العدوان السعودي الأمريكي من مجازر وجرائم في حق أطفال ونساء اليمن والآمنين، واستهداف البنية التحتية الخدمية والصحية والتعليمية وغيرها..

في سبيل الحرية والكرامة
يضيف شرف الدين: المرأة اليمنية اليوم تشعر بالتقصير تجاه وطنها، رغم ما بذلته وتبذله في سبيل الله وسبيل الحياة بحرية وكرامة، فهي اليوم تعد نفسها وصديقاتها وتؤهلهن ليصبحن مجاهدات في سبيل الله، ليس بدفع رجالهن وأولادهن إلى جبهات القتال، أو بدفع المال ورفد الجبهات بالمواد الغذائية فقط، وإنما بدفع أنفسهن إذا لزم الأمر للدفاع عن أنفسهن في سبيل الله ضد من ينتهكون الشرائع الإلهية والقوانين الإنسانية والأعراف الدولية باستهداف الأطفال والنساء والآمنين.. فهن لسن مستعدات أن يلقين نفس مصير شقيقاتهن في العراق أو سوريا أو أفغانستان، وتُهتك أعراضهن ويقتل أطفالهن أمام أعينهن.. هن اليوم مستعدات وجاهزات لأن يقاتلن أعداء الله وأعداء الوطن، مستعدات ليقاتلن العدو السعودي الأمريكي الإسرائيلي ومنافقيهم ومرتزقتهم الذين باعوا أنفسهم وأهليهم مقابل ريالات معدودة.. ولازالت مشاهد قتل وسحل أطفال ورجال عزل أمام أعيننا.. فما بالك بالنساء اللائي لا يقبلن الضيم على الآخرين.. نساء اليمن وهن يشاهدن ما تعرضت له شقيقاتهن من آل الرميمة وفي منطقة الصراري في تعز، عبرن في خروجهن بالأمس القريب عن رفضهن القاطع أي مصير قد يصلن إليه بحملهن السلاح ورفعه عالياً، ولسان حالهن يقول سيكون هذا السلاح موجهاً لصدر أي غازٍ أو عدو غاصب يحاول تدنيس أرضي واستهدافي.

مقاتلة في الصفوف الأولى
ختم شرف الدين عن أهمية تسليح المرأة بقوله: إذا ما لزم الأمر ستكون المدافعة عن الوطن بالسلاح قبل المال، وتكون المقاتلة في الصفوف الأولى إلى جانب أحرار اليمن الذين باعوا أنفسهم في سبيل الله، إعلاءً لكلمة الحق وأهله، وإبطالاً للباطل وأهله.. فمهما قال المرجفون بأن المرأة لا يجوز لها حمل السلاح ومكانها المنزل، لكن هؤلاء المرجفين نسوا أنفسهم، ونسوا أين وضعوا أنفسهم، لقد وضعوا أنفسهم في مربع المرجفين والمنافقين، مربع المرتزقة، ومن باع ماله وعرضه وأرضه، بينما المرأة اليمنية اختارت طريق الحق، ووضعت نفسها في مربع الصادقين، والمؤمنين، ومن باع نفسه لله سبحانه وتعالى.. آثرت الموت من أجل تراب الوطن على أن تحيا تحت وطأة العبودية والذل كما هو وضع المنافقين والمرتزقة اليوم المتواجدين في فنادق الرياض وغيرها من فنادق دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي. 
  
حس أمومي فطري
واختتمت هذه الرزنامة من الآراء د. ابتسام المتوكل (جامعة صنعاء) بقولها: في بلد يشن العالم عليه حرباً قذرة وينفذ إبادات جماعية شملت حتى التلميذة في المدرسة والمرأة في العرس، فكانت النساء هدفاً مباحاً لقوات التحالف العدواني، في بلد كهذا وفي حرب كهذه كيف يمكن أن نصف استعداد المرأة للدفاع عن حياتها وكرامتها وقدسية وطنها ترفاً؟! 
تضيف المتوكل: الترف هو أن تنصرف المرأة لغير معركة مواجهة العدوان، لكن الضرورة أن تقوم بكل ما تستطيعه لمواجهة العدوان، فإن أمكنها حمل السلاح فتلك ضرورة للدفاع عن الوجود. المرأة تهب الحياة وهي خير من يدافع عنها. وهي بحس أمومي فطري تتحول إلى مقاتلة شرسة للدفاع عن صغارها..
وتختم د. ابتسام: وها هو لحم الصغار يتطاير مزقاً بموت مسكوت عنه عالمياً وممول سعودياً.. السؤال عن إمكانيات المرأة للنهوض بالحياة وحمايتها والقتال من أجل صونها، سؤال ينبغي للإجابة عليه التوجه نحو استكشاف الطاقات الاستثنائية لدى المرأة. المرأة في كل الثقافات أسهمت فعلياً بحسب استطاعتها في قتال المحتل والغازي، وما إسهامات المرأة اليمنية في ثورة أكتوبر المجيدة لطرد المحتل البريطاني، عنا ببعيد!

آخر الأوراق..
أولئك هن نساء اليمن حفيدات بلقيس وأروى، اللواتي لا يقبلن أنصاف الحلول، ولا ينتظرن مكتوفات الأيدي لمن يتجرأ أن يعتدي عليهن، وقد أبدين رغبتهن في الانخراط بالدفاع عن الوطن وكرامتهن، وحمل السلاح في وجه كل معتد على الأرض والعرض، وأثبتن أنهن لا يقللن أهمية عن أشقائهن الذكور، ورفع جاهزيتهن لأي طارئ.