وثيقة أممية مسربة: السعودية تطلب تلميع صورتها في اليمن
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة

ترجمة: محمد ابراهيم زبيبة
تم دفع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (الأوتشا) للقبول بشروط واسعة مرفقة بـ930 مليون دولار من السعودية والإمارات.
السعودية طالبت وكالات الإغاثة العاملة في اليمن بتوفير دعاية ملائمة لدور الرياض في تقديم مساعدات إنسانية قيمتها 930 مليون دولار (725 مليون جنيه إسترليني).
ويعتبر التدخل العسكري السعودي واسع النطاق في الحرب الأهلية التي دامت 3 سنوات السبب الأول للكارثة الإنسانية التي تسببت بمقتل 10 آلاف مدني، وتركت الملايين لمجاعة وشيكة. تدخلت المملكة في اليمن لاستعادة الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وردع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
على الرغم من أن العديد من الجهات المانحة تسعى للحصول على الدعاية مقابل المنح، إلا أن الطلبات السعودية غير معتادة.
وتغطي الوثيقة، التي تحمل عنوان "خطة الرؤية"، شروط ميزانية العمل الإنساني لعام 2018 لليمن، وتُظهر مدى ما تعرضت له وكالة المساعدات بالأمم المتحدة (الأوتشا) من ضغوط لقبول سلاسل العلاقات العامة المرتبطة بالمال، سواء من السعودية أو الإمارات. البلدان قدما ما يقارب ثلث ميزانية الأمم المتحدة الإنسانية لليمن هذا العام.
وتشير الوثيقة إلى وجوب ارتباط المنح المستقبلية التي توزعها الأوتشا للوكالات بقيمة الدعاية المفيدة الممنوحة للمملكة، وتطلب أيضا من الأوتشا أن تبحث عن دعاية مواتية للجهود الإنسانية السعودية في اليمن في صحف مثل "نيويورك تايمز" و"الجارديان".
وتحدد الوثيقة أيضاً كيف أن على جميع الوكالات التي تتلقى مساعدات سعودية أن تشارك ملخصاً لدعايتها حول التمويل. وتضيف: "نحن نعتبر أن من المهم للغاية التأكد من أن جميع زملائنا اليمنيين الأعزاء على علم بتبرعاتنا. وينبغي التركيز بشكل أكبر على تعزيز خطة الرؤية المحلية، من خلال إشراك وسائل الإعلام المحلية... حتى يحصل المانحون على اعتراف جدير بالاعتبار وألا يتم حجبه من قبل رؤية وكالات المستلمين".
وبحسب الخطة الموضوعة, ستقوم الأمم المتحدة بتنظيم فعاليات في مقراتها تركز فيها على الاستجابة الإنسانية في اليمن وأثر جميع تمويلات الجهات المانحة. هذه الفعاليات سوف تعترف بجميع أدوار الجهات المانحة، بما فيها السعودية والإمارات.
كما تطلب الاتفاقية من الوكالات التي تتلقى المساعدات توثيق الأنشطة المدعومة من السعودية والإمارات بالصور الفوتوغرافية ومواد الفيديو في اليمن.
تحدد الوثيقة بعد ذلك 48 خطوة محددة وافقت وكالات الأمم المتحدة على اتخاذها هذا العام للتعريف بالنشاط السعودي الذي يغطي 5 وكالات مختلفة مرتبطة بالأمم المتحدة، بما فيها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والأوتشا ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف.
وتظهر الوثائق المسربة أيضا الضغط الذي قامت به الدولتان على الأمم المتحدة لرفع مكانتها كجهات مانحة خيرية.
وينص أحد المطالب على ما يلي: "نتوقع من الأوتشا أو أي وكالة مستلمة نشر مقالات في صحف يومية معترف بها مثل صحيفة نيويورك تايمز أو صحيفة الجارديان تسلط فيها الضوء على مساهمتنا".
وعلى الرغم من أن الوثائق تظهر أن الأوتشا حاولت أن ترفض بعض المطالب السعودية، إلا أن الوكالة امتثلت لطلبٍ سعوديٍ وهو أن "يتم تعيين شخص متخصص من قبل الأوتشا ليكون نقطة الاتصال لضمان تنفيذ كل الوكالات المستلمة وتوحيد التقارير".
وأفادت الأوتشا في بيان لها بأن "معظم المانحين في اليمن وأماكن أخرى لديهم متطلبات رؤية يتم الاتفاق عليها بشكل ثنائي مع كل مانح. ولأنها اتفاقيات ثنائية، فإننا لا نناقش تفاصيل الاتفاقيات الفردية علناً... طوال النزاع في اليمن، كانت الأمم المتحدة متناغمة ومتسقة وعلنية في دعوتها جميع أطراف النزاع للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي, بما في ذلك الالتزام بحماية المدنيين والبنية التحتية. وسنستمر في ذلك".
30 أكتوبر 2018
باتريك وينتاور
صحيفة "الجارديان"
ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة
المصدر ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة