في جيبوتي النساء قوامات على الرجال
- تم النشر بواسطة شايف العين / لا ميديا

شايف العين / لا ميديا -
كونك يمنياً لن تزور جيبوتي إلا لسببين؛ إما للاستثمار، أو لإتمام معاملاتك للسفر إلى دولة أخرى بغية العلاج أو الدراسة أو السياحة، فهو بلد يعاني من شح الموارد والثروات، وما يعيله فقط ميناؤه الذي تسيطر عليه البضائع الداخلة إلى إثيوبيا والخارجة منها، وما يجنيه منها يحاول البقاء عبره على قيد الحياة.
النساء قوامات على الرجال
لا تختلف عادات وتقاليد جيبوتي عن العادات والتقاليد التي اشتهرت بها قبائل أفريقيا وحضاراتها، غير أن الغريب في المدينة هو ميلان الدفة للنساء بخلاف الرجال.
وعند استفسارنا عن ذلك قيل لنا إن النساء هنا هن من يقمن بالعمل لإعالة عوائلهن، لذلك فالقانون في الدولة يقف إلى جانب المرأة، كونها من تعيل الأسرة، وليس الرجل.
فالرجال يعزفون عن العمل، وإذا عملوا فما يجنونه من عملهم يصرفونه لشراء القات الذي تنتشر محلات بيعه في كافة شوارع العاصمة جيبوتي، غير أنه ليس مرتبطاً بطقوس خاصة لتناوله كما هو الحال في بلدنا اليمن.
وهناك أمر آخر يعد غريباً نوعاً ما، وهو تحريم بعض الألعاب على النساء في جيبوتي، وفقاً للعادات والتقاليد، كلعبة (الجيدي تشيك) التي لا يجوز للمرأة لعبها أو ليس لها الحق في ذلك، كونها ترتبط بالقوة والصلابة التي لا وجود لها أصلاً في اللعبة الشبيهة بالشطرنج، ولا تتطلب قوة وصلابة، بل قليلاً من الذكاء والتركيز.
المعالم الجيبوتية
لمدينة جيبوتي معلم واحد شهير، ويعتبره أبناؤها إرثاً تاريخياً، وهو مسجد حمودي بقلب العاصمة جيبوتي، أمام دوار (رامبو بالاس)، الذي يقسم العاصمة إلى قسمين: جيبوتي الجديدة التي قام ببنائها الفرنسيون، وجيبوتي القديمة التي يعيش فيها الفقراء والكادحون، وتكتظ بالأحياء الشعبية.
وإضافة إلى مسجد حمودي، هناك معالم جديدة تم بناؤها، وأخرى لا زالت قيد البناء، كمجلس الأمة ومسجد نورية ودار الحكم، وهو مبنى شاهق يتبع زوجة الرئيس، وبني خصيصاً لوزارات الدولة.
وتحاول جيبوتي جاهدة مواكبة ما يسمى التحضر، كونها أتاحت المجال للفرنسيين للتدخل في شؤونها، وهذا بعيد تماماً عما يريده الشعب، فمهما بدت المدينة متحضرة بشوارعها ومحالها وبناياتها، إلا أنه يظل ينقصها الأداء.
اليمن في جيبوتي
تعج جيبوتي بالمحال والبقالات والبوافي والمطاعم التي يعود ما نسبته 80 % منها إلى يمنيين، فبمجرد وصولك المدينة وتجولك في شوارعها تلاحظ اليمنيين من هيئاتهم، وما إن تقترب منهم حتى يحدثونك باللهجة اليمنية، ليتأكد لك أنهم من أبناء بلدك.
وطبقاً للمعلومات التي حصلنا عليها، فإن التجار اليمنيين هم من بنوا نهضة جيبوتي، كما أن بعضهم تقلدوا مناصب كبيرة في الدولة ومجلس الشعب (البرلمان).
وأسوأ ما في المدينة هي السفارة اليمنية التي ما إن وصلنا إليها حتى صدمنا منظرها المزري الدال على إهمال من تسمي نفسها حكومة شرعية، وعدم مبالاتها بشيء.
قابلنا في السفارة بعض اليمنيين الذين قدموا إلى جيبوتي لإتمام معاملاتهم للسفر خارج البلد، وحدثونا عن معاناتهم من فساد العاملين في السفارة، لا سيما السفير والقنصل، وما يؤكد ذلك هو مظهر السفارة.
في الأخير، تظل جيبوتي بلداً يتميز أبناؤه الأصليون بالكرم وحسن معاملة الضيف، فيما يبتعد الجميع عن أصحاب الأصول السودانية، كونهم عدائيين وغير محبوبين من الجميع، بسبب تصرفاتهم ومعاملتهم السيئة للوافدين من بلدان أخرى، خصوصاً اليمن. ولكنه بلد لا يصلح للسياحة أو للعلاج، بل فقط للتجارة أو لإتمام المعاملات لنا نحن اليمنيين بسبب الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على الوطن لقرابة 4 سنوات، ما يجعلنا مضطرين للسفر إليها، كون معظم السفارات التي كانت في العاصمة صنعاء، انتقلت إليها.
الموقع الجغرافـي والسكان
دولة جيبوتي المعروفة قديماً بـ(الصومال الفرنسي)، بلد يعاني من شح الموارد والثروات، ويعيش فقط على ما يدره ميناؤه من دخل بتمرير البضائع الإثيوبية خصوصاً.
يبلغ عدد سكان جيبوتي حوالي مليون نسمة، موزعين بين صوماليين ويمنيين وأبناء البلد الأصليين.
وتقع جيبوتي بتقسيماتها الإدارية الـ6 ضمن دول القرن الأفريقي، على الساحل الشرقي للقارة السمراء، وبين 3 دول هي الصومال وإثيوبيا وإريتريا، وتبلغ مساحتها 23 ألف كيلومتر مربع.
ولجيبوتي مناخ حار وجاف صيفاً ومعتدل شتاء، كما أنها تتعرض لدرجات حرارة عالية بين مايو وسبتمبر تصل إلى 45 درجة مئوية، ويستقر معدل حرارتها السنوي عند 28 و29 درجة مئوية.
ويغلب على العاصمة جيبوتي طابع العمارة الفرنسية، وكذلك اللغة، حيث يتحدث الجميع الفرنسية بطلاقة، وهي اللغة الرسمية في مدارسهم، ولا يجيدون العربية إجادة تامة، وذلك بسبب الاحتلال الفرنسي للبلاد، والذي لازالت مظاهره قائمة إلى اليوم. كما توجد قاعدة عسكرية فرنسية عملاقة في الطرف الغربي للعاصمة.
رزحت جيبوتي تحت وطأة الاحتلال الفرنسي لقرابة 89 عاماً، وذلك من 1888 وحتى 1977، وعمل الاحتلال على تطوير ميناء المدينة، وفتح خط سكة حديدية تربطها مع أديس أبابا لتحقيق بعض المصالح الخاصة به.
كما أن العاصمة لم تسلم من الحرب الأهلية التي اندلعت فيها عام 1991 بين قومية العفر وقبيلة عيسى، واستمرت إلى عام 2001 بتوقيع اتفاق سلام بين طرفي الحرب.
يبلغ عدد سكان جيبوتي حالياً مليوناً و100 ألف نسمة، طبقاً لمعلومات حصلت عليها صحيفة (لا) من وزارة الإسكان الجيبوتية، ثلثا العدد ينقسم بين العرق العفري (جيبوتي أصل) والعرق الصومالي، والبقية يتوزعون بين أجانب وعرب معظمهم يمنيون.
أما الديانات فالغالبية مسلمون متعايشون مع المسيحيين من طوائف الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت، حيث تتواجد الكنائس إلى جانب المساجد، وتلاحظ بشكل لافت في العاصمة.
عملة جيبوتي هي الفرنك، أما المعيشة فهي مكلفة جداً ولا تطاق.
المصدر شايف العين / لا ميديا