تصاعدت وتيرة العنف على نحو مخيف في طريق اللاعودة بين فصائل العملاء والمرتزقة بمدينة تعز، ولم تفلح صيحات الاستغاثة النسائية بفتح ممر إنساني أو بصيص أمل، فيما تحاول المليشيا الإخوانية البحث عن مبررات جديدة لاستمرار احترابها مع المليشيا السلفية التابعة للعميل أبي العباس، وتعرض مدير أمن تعز، العميل العميد منصور الأكحلي، لمحاولة اغتيال في الباب الكبير.
وتتصارع مليشيا الإخوان بقيادة المرشد العسكري للمليشيا المرتزق عبده فرحان، المعروف بـ"سالم"، وفصائل العميل أبي العباس منذ الأربعاء في مدينة تعز القديمة بعد أن أشعل المحافظ العميل نبيل شمسان النيران بكلتا يديه منتشياً بخدرة الوصول إلى المدينة بعد شهرين ونيف من قرار التعيين.
وعلى مدى 4 أيام سقط نحو 10 قتلى وأكثر من 50 جريحاً بحسب إحصائية غير مكتملة قالت مصادر "لا" إن بينهم نساء وأطفالاً، إضافة إلى نحو 6 أطفال خدج كانوا في الحاضنات الصناعية بمستشفى المظفر الذي تعرض للحرق صباح السبت بقذائف مليشيا الإصلاح التي انهالت على رؤوس سكان المدينة من جبل العروس ومنتزه زايد وقلعة القاهرة.
مصادر محلية أكدت أن 20 منزلاً تم حرقها و20 منزلاً تعرضت للنهب، مشيرة إلى أن الوضع تفاقم بشكل أكبر فجر السبت حيث قصفت مليشيا الإخوان المدينة القديمة مستخدمة كافة أنواع الأسلحة، فيما تؤكد مصادر الصحيفة سقوط عشرات الجرحى في بيوتهم، ولم يستطع أحد إسعافهم خوفا من ملاحقتهم من قبل المليشيا الإخوانية التي قامت بملاحقة أحد الجرحى يدعى سامي محمد حنش (30 عاماً) من كتائب العميل أبي العباس، بعد إسعافه إلى طوارئ مستشفى الثورة، حيث اقتحمت مليشيا الإصلاح المستشفى وأخذته وقامت بإعدامه ورميه في السائلة.
وعلى الرغم من صرخات النساء في المدينة القديمة ووادي المدام وحارات الجمهوري طلبا للنجدة وفك الحصار المطبق المفروض عليهم جراء الاشتباكات، إلا أن قذائف فصائل العملاء المتقاتلة في المدينة كانت أعلى من صرخاتهن، حيث قتلت أم وابنتها جراء قذيفة اخترقت منزلهما في منطقة صينة، وفي الوقت ذاته فإن قيادة المحافظة الموالية للعدوان منقسمة بين المليشيا المسلحة للطرفين، الإخوان والسلفيين.
وحمل عارف جامل، الوكيل الموالي لفصائل أبي العباس، قائد المحور ومدير الأمن في حكومة العملاء مسؤولية ما يجري في المدينة القديمة، وقال إنهما متمردان على توجيهات المحافظ، فيما خرج المحافظ السابق العميل أمين محمود بالقول إن ما يجري في تعز هو انقلاب من مليشيا الإصلاح ضد كل القرارات.
نقابة المحامين لم تكن بمأمن من مليشيا حزب الإصلاح "الحشد الإخواني" الذي ينفذ الحملة الشمسانية، حيث كان مقر النقابة في "شارع جمال" ظهر أمس السبت على موعد مع الاقتحام والعبث بمحتوياته.
وأكدت مصادر الصحيفة أن المرتزق غزوان المخلافي المطلوب للقضاء والذي يقود إحدى كتائب الحملة الإخوانية على فصائل أبي العباس، حشد مقاتلين يتبعونه بصفة شخصية ولا علاقة لهم باللجنة الأمنية ولا يتلقون أي أوامر أو توجيهات من غيره، في مسعى منه لتصفية حساباته القديمة مع أبي العباس.
الرعب وحده يكسو ملامح تعز، حيث أغلقت البقالات ومعظم المدارس والجامعة أبوابها وخلت الشوارع من المارة جراء احتراب فصائل المرتزقة الذي طال الأخضر واليابس.
وفي حين دان المؤتمر الشعبي العام إحراق مليشيا الإصلاح لمقره في منطقة النقطة الرابعة ونهب محتوياته واعتداءاتها على كوادره لأسباب حزبية، أكد المؤتمر أن ما يجري من جرائم يمثل انتهاكاً للدستور والقوانين ولحقوق الإنسان، محملا مليشيات حزب الإصلاح والسلطة الموجودة في مدينة تعز المسؤولية عما تعرض له مقر المؤتمر وكوادره.
بدورها وصفت القيادية في حزب الإصلاح ألفت الدبعي ما يجري في تعز بأنه تصرف من قبل اللجنة الأمنية على طريقة علي محسن واليدومي.