حاوره: غازي المفلحي / لا ميديا -

أجرت «لا» حديثاً صحفياً مع القائم بأعمال محافظ الحديدة، الأستاذ محمد عياش قحيم، للوقوف عند وضع المدينة التي واجهت وكسرت تصعيد العدو، وأثر اتفاق ستوكهولم الذي يظهر من سلوك العدو أنه أشبه بهدنة، وهدنة هشة، فالعدو مستمر في إطلاق النار وخروقاته بالجملة، وهنا نطرح أسئلة على القائم بأعمال المحافظ لنوثق ونلتقط صورة للحديدة وهي تعيش بتوقيت ستوكهولم، ولنرى ما الذي استجد وتغير بعد الاتفاق على جميع الأصعدة هناك.

مماطلة من العدوان ومرتزقته
 ما الذي تغير في الحديدة بعد توقيع اتفاقية ستوكهولم؟
لم يتغير شيء، فالعدوان ومرتزقته مستمرون بالتحشيد في أطراف الحديدة، وتصعيدهم العسكري وخروقاتهم مستمرة، وراح ضحية تلك الخروقات العديد من أبناء الحديدة ما بين جريح وشهيد، ما يوضح عدم رغبتهم في السلام. أما من جهتنا فملتزمون بكل ما ورد في اتفاقية ستوكهولم ونؤكد دعمنا لتنفيذها وتسهيل كل مهام مراقبي الأمم المتحدة، وقمنا بتنفيذ عدة خطوات فعلية على الأرض نصت عليها اتفاقية ستوكهولم، بينما الآخر يماطل ولا يبدي أي احترام للاتفاق أو بوادر حسن نية نحو السلام.
 أين وصل تنفيذ اتفاق ستوكهولم على أرض الواقع في الحديدة حتى اللحظة؟
لم يستطع الطرف الآخر (حكومة الفنادق) أن يُظهر أي تقدم حتى الآن للاتفاقية، ويستمرون في مماطلتهم وخروقاتهم اليومية، ومستمرون في مساعيهم لإفشالها عوضا عن الالتزام بها وتنفيذها ونقلها لواقع فعلي.

رجال الرجال صمام أمان الحديدة
 ما هي الإيجابيات التي لمستها مدينة الحديدة من اتفاق ستوكهولم؟ وما هي السلبيات؟
مدينة الحديدة بطبيعتها مدينة يعمها السلام والأمن والاستقرار في ظل وجود صمام أمانها من رجال الأمن والجيش الوطني واللجان الشعبية، وهذه إيجابيات جهود رجال الأمن والجيش واللجان، سواء بوجود اتفاقية ستوكهولم أو بدونها، وبعد اتفاقية ستوكهولم كان أبناء تهامة متفائلين بتجنب ويلات حرب العدوان، ولكن الخروقات التي تستهدف مدينتهم ونوايا العدوان الواضحة بإفشال الاتفاق أحبطتهم.

توقف حالات النزوح
 هل توقفت حالات النزوح؟ وهل هناك عودة للنازحين؟
في بادئ الأمر كان هناك خوف من تصعيد العدو وهجومه على المدينة، بسبب الماكينة الإعلامية للعدوان التي بثت القلق والخوف لدفع الناس للهرب من منازلهم ومدينتهم، ولكن أبناء تهامة أدركوا حقيقة الحرب النفسية والإعلامية، ولم ينزح سوى من كانت منازلهم في خطوط التماس ممن طالتهم نيران العدوان غير مكترثة بأرواحهم، ومن مورست كل أنواع الإذلال والقهر ضدهم في تلك المديريات التي احتلها العدوان ومرتزقته، وتم فعل اللازم لهم واحتواؤهم في المديريات التي يتواجد فيها رجال الأمن والجيش واللجان الشعبية.  

بدائل للطرق التي أغلقها العدوان
 في طريقنا للحديدة مررنا بخط "الكدن ـ الضحي" الذي يبدأ من باجل، بعد أن تعذر العبور من طريق (كيلو 16) المغلق، فما هي الطرق التي مازالت مفتوحة إلى الحديدة؟ وهل هي بكفاءة طريق (كيلو 16)؟ 
العدوان يحاول ممارسة كل أنواع التركيع والإخضاع لأبناء الحديدة، وأغلق أهم الطرق التي كانت بمثابة ممرات يومية تربط مديريات الحديدة ببعضها، ولم تكن ممرات عسكرية بل شريان حياة واسترزاق معيشي للمواطن، كوسيلة لتركيع وخنق اقتصادي لأبناء الحديدة، بالإضافة إلى أنها تشكل ممرات أساسية لدخول المعونات الإنسانية من المنظمات الدولية. وبجهود منا كسلطة محلية وبالرغم من قلة الإمكانيات إلا أننا استطعنا فتح ممرات إنسانية تسهل حركة المواطن للمديريات وخارج المحافظة، لتخفيف معاناة السفر وتكاليفه، لإعانة المواطن في استمراره لطلب لقمة عيشه ونقل البضائع من الحديدة وإليها، وهذه الطرق ليست بكفاءة خط (كيلو 16) ولكن نأمل من الأمم المتحدة الضغط على الطرف الآخر وإلزامه بتنفيذ اتفاقية السلام وفتح الممرات الإنسانية المتفق عليها. 
 هل ستغلق ما تبقى من طرق إلى الحديدة في حالة تصعيد العدو؟
سنكون نحن ومن حولنا من أحرار ولجان شعبية ورجال أمن وجيش وطني صمام أمان لتهامة والوطن أجمع، وإن أغلق العدوان كل الطرق على أبناء تهامة فجثثنا ستكون لهم طريقا وأرواحنا لهم فداء.

حصارهم لن يجدي نفعاً
 يقول البعض إن الحديدة أصبحت محاصرة بشكل أكبر وأخطر، فهل هذا صحيح؟
حصار الحديدة الممنهج يعتبر ضمن سلسلة خطط العدوان التي يمارسها ضد اليمن برمته، ولكن وبالرغم من حصارهم البري والبحري والجوي إلا أنه لا يخفى على أحد حجم الانهزام والانتكاس الذي طال تلك الماكنة العسكرية المهولة للعدوان، واستطعنا بفضل الله وبفضل رجال الأمن والجيش واللجان الشعبية إلصاق العار بتلك الجحافل العدوانية ومرتزقتهم والتنكيل بهم، وبفضل الصمود الأسطوري الذي يرونه من أبناء الوطن جعلنا حصارهم لعنة عليهم لا علينا، وأوصلنا رسائلنا المؤلمة رغم الحصار إلى عقر ديارهم مرة تلو أخرى، فلن يجدي نفعا حصارهم لأهل مدينة الصمود.

كامييرت انتهت فترته ولم يغيره أحد
 من الذي طلب تغيير باتريك كامييرت؟
في الحقيقة أن باتريك انتهت مهمته وانتهى وقتها وفق قرار أمين عام الأمم المتحدة، الذي نص على أن تكون مدة مهمته شهراً واحداً.
 ما الذي تغير بتغيير باتريك؟
لم يتغير شيء، لكن ازدادت وتيرة الاجتماعات في اللجنة المشتركة، وهناك جهود إيجابية من الجنرال مايكل لوسيغارد وهو يتسم بالجدية والتفاعل أكثر من سابقه.

فشل تصعيد العدوان الأخير
 كم قضم العدو من الحديدة في التصعيد الأخير؟
العدو حاول في تصعيده الأخير احتلال مدينة الحديدة بكاملها، ولكنه فشل في ذلك، وما حققه هو قطع المزيد من الطرقات من جهة الجنوب، الخط الجنوبي وخط (كيلو 16) وهذا كل إنجازه، مزيد من المعاناة للمواطنين.

حركة الميناء لم تتغير
 هل زادت الحركة التجارية ووصول المساعدات الإنسانية إلى ميناء الحديدة؟
لم يتغير شيء، بالنسبة لميناء الحديدة الوضع كما هو، ولا يصل سوى القليل من السفن المحملة بالمواد الأساسية والمشتقات النفطية، ومازالت سفن الحاويات ممنوعة من دخول ميناء الحديدة حتى الآن، ولم تزد الحركة التجارية ووصول المساعدات عما كانت عليه قبل اتفاق ستوكهولم.
 لماذا يقيم المراقبون الأمميون على سفينة ولم يقيموا في مدينة الحديدة؟ هل لهذا دلالة؟
هذا شأنهم، ونحن نعتقد أنهم يريدون أن يكونوا قريبين من البحر من أجل الإخلاء في أي وقت أو أنهم يتوقعون التصعيد.

يجب أن تظل الأصابع على الزناد
 نحن نعلم أننا نواجه عدواً متربصاً ومحتلاً لا يفكر في السلام، فما هو برأيكم هدفه من اتفاق ستوكهولم؟
اتفاق ستوكهولم جاء بدافع إنساني من قبل المجتمع الدولي حسب ما يقولون، والوفد الوطني رآها فرصة لتحقيق السلام لأبناء مدينة الحديدة وبادر بطرح نقاط هذا الاتفاق. وبالنسبة للعدو فهو لم يكن يريد هذا الاتفاق أساساً، وهو الآن لا يريد تنفيذه، وهذا ما يتضح من خلال المماطلات التي يقوم بها وطرحه شروطاً جديدة خارج نص الاتفاق، وهدفه أن يجعل الشعب اليمني والجيش واللجان يتراخون أو يأمنون عن التصدي لهذا العدوان، لذلك نحن ننبه أن على الشعب والجيش واللجان وأبناء تهامة الأحرار أن لا يركنوا نهائياً ولا بد أن تبقى الأصابع على الزناد.

تواجهنا مشاكل عديدة
 ما هي المشاكل التي تواجهونها في الحديدة كسلطة محلية؟
هناك مشاكل عديدة تعاني منها السلطة المحلية في الحديدة وتواجهها بسبب ما فرضه العدوان من تصعيد أخير وحصار. لا نستطيع دفع مرتبات الموظفين بشكل كامل، لا نستطيع توفير الخدمات بشكل كامل للمواطنين، بسبب الحصار وتوقف الموازنة، ونواجه ازمة نازحين ومشاكل كثيرة لا يسع المجال لذكرها.
 مازالت ضربات العدو وخروقاته مستمرة، فماذا تعتبرون ذلك بالنسبة للاتفاق؟
نفهم من هذه الخروقات والاعتداءات المستمرة أنها محاولة من قبل تحالف العدوان لإفشال هذا الاتفاق والسعي نحو الحرب والتصعيد على مدينة الحديدة.

كذبة تسليم مرتبات موظفي الحديدة
 هل بدأ موظفو الحديدة باستلام رواتبهم كما جاء في تفاهمات ستوكهولم؟ وهل التزم الطرف الآخر بتنفيذ هذا التفاهم؟
فقط 40% من موظفي الحديدة استلموا راتبين فقط بعد اتفاق ستوكهولم، بينما الـ60% المتبقية لم يستلموا شيئاً، ومازال طرف حكومة مرتزقة العدوان يماطل رغم التزامهم أمام الأمم المتحدة بصرف مرتبات كل موظفي الجمهورية وليس الحديدة فقط، وما زلنا نواصل الضغط على الأمم المتحدة لإلزام الطرف الآخر بصرف المرتبات بشكل مستمر لجميع الجهات في الحديدة، وخاصة الخدمية، وأيضاً نحن نطالبهم بمرتبات 20 شهراً مازالت محتجزة لديهم منذ نقل البنك المركزي إلى عدن.

نسعى لتشغيل محطة رأس كثيب
 يشتكي المواطنون من ارتفاع أسعار الكهرباء وعدم توفرها للجميع، فما هي الحلول الممكنة لتوفير وتسهيل هذه الخدمة الضرورية لسكان الحديدة، خاصة وأننا على مشارف فصل الصيف؟
قبل العدوان كانت الحديدة تغذى بالكهرباء بشكل أساسي من محطة مأرب الغازية، ولم تكن تغذي محطة رأس كتيب سوى الشيء اليسير. ونعمل الآن على أن يكون هناك طاقة كهربائية خلال هذا الصيف، وتم توفير كمية لا بأس بها من مادة المازوت لتشغيل محطة رأس كتيب، ونحن مستمرون في التنسيق مع المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة لتوفير الطاقة وتوفير المشتقات لتشغيل المحطات الممكنة، ولا يوجد بيد السلطة المحلية أي مبالغ تستطيع أن تشتري بها الطاقة الكهربائية، وهناك جهود مشكورة لرئيس المجلس السياسي ووزير الكهرباء ونائبه لتوفير كميات كبيرة من المشتقات لتشغيل المحطات، وإن شاء الله ستكلل هذه الجهود بالنجاح، ونذكر أن العدوان يعمل على عرقلة أي جهود خاصة بتوفير الكهرباء للحديدة ويحتجز شحنات المشتقات المخصصة للكهرباء ويمنعها من دخول الميناء.

إعادة الانترنت إلى الحديدة
 لماذا تم قطع الإنترنت الأرضي عن الحديدة؟ وهل عاد الآن؟
كان ذلك لأسباب أمنية، من أجل تأمين مدينة الحديدة وأبنائها، حيث كان مرتزقة العدوان يستخدمونه لإرسال الإحداثيات للعدوان خلال فترة التصعيد، وهذا سبب سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، والآن بعد اتفاق ستوكهولم وبعد أن هدأت ضربات الطيران نسبياً على مدينة الحديدة، تم إعادة الإنترنت بشكل رسمي، وفي حالة عودة التصعيد وعودة المرتزقة لاستخدام الانترنت بشكل عدائي فستتخذ الإجراءات اللازمة، ولكل حادثة حديث في وقتها.