انطلقت محادثات السلام حول سوريا في العاصمة الكازاخية أستانة الخميس بحضور وفدي الحكومة السورية والمجموعات المسلحة وممثلين عن إيران وروسيا وتركيا.
واكدت المصادر الاعلامية إن الجلسة العامة التي يمكن اعتبارها حاسمة انطلقت، كاشفاً أنها بعيدة عن الإعلام وهي تبحث الشقّ العسكري وإنهاء القتال في سوريا، وتأتي تتويجاً ليومين من اللقاءات الثنائية التشاورية بين الوفود المشاركة في هذه المحادثات.
وأشارت إلى إن المحادثات الثنائية بين الوفدين الروسي والإيراني كانت مهمة جداً لتبني مواقف مشتركة إزاء العديد من القضايا والنقاط، واليوم كان هناك لقاء تشاوري "إيراني روسي تركي"، وأيضا لقاء تشاوري "روسي تركي" مع وفد الجماعات المسلحة
وكشف قائلاً أن كل هذه المشاورات مفترض بها أن تصل بمشاورات الخميس إلى نقاط تماس وتلاقي بهدف اعتماد الوثائق التي يفترض أن يجري بحثها في الجلسة، متحدثاً عن صعوبات تتعلق بتفاصيل فنيّة وأخرى عملية تحتاج إلى أن تترجم على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق بكيفية ضبط وقف إطلاق النار والقتال في سوريا.
وفي هذا المضمار أفاد موفدنا بأن المباحثات ستتركز على إيجاد آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه من غير المتوقّع أن يتمّ لقاء بين وفدي الحكومة السورية والمجموعات المسلحة.
اللافت بحسب موفد الميادين أن وفد المسلحين الذي يرأسه محمد علوش ويمثل 9 مجموعات مسلحة تعرّض لتفتيش دقيق قبل دخول قاعة المباحثات.
الجعفري: لم يصدر بيان ختامي نتيجة الموقف التركي المتعنّت
من جهته، أكد رئيس الوفد الحكومة السورية بشار الجعفري في كلمته في الجلسة العامة لاجتماع أستانة أننا "نتطلع لاستمرار مسار المحادثات وإلى نجاحه بما يخدم آمال وتطلعات الشعب السوري بالأمن والأمان بكل أراضي سوريا".
وأضاف الجعفري أن بلاده "تحتفظ بحقّ الردّ على الجماعات الإرهابية المسلحة، وأنها ستستمر في محاربة الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية"
وإذّ رحّب الجعفري بنتائج مباحثات أستانة قال إن "أستانة 2 مهّد الطريق لاجتماع جنيف"، كاشفاً أنه "لم يصدر بيان ختامي نتيجة الموقف التركي المتعنّت والتمثيل المنخفض للوفد التركي".
واتهم الجعفري الوفد التركي ومقاتلي المعارضة السورية بمحاولة عرقلة المفاوضات من خلال رفض الموافقة على بيان ختامي.
وقال الجعفري إن مقاتلي المعارضة وداعميهم الأتراك لديهم ما وصفها بالنية الواضحة لعرقلة اجتماعات أستانة وإنه يجب على أنقرة سحب قواتها من سوريا وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين المتشددين إذا ما أرادت أن تكون ضامنا حقيقيا لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا في نهاية العام الماضي.
أنصاري: عملية أستانة تمكنّت من قطع الخطوات الأولى على طريق حل الأزمة السورية
من جهته، قال رئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري إنه "تم تحقيق نجاحات جيدة في الفترة الماضية منذ اجتماع أستانة الماضي في 23 و 24  كانون الثاني/ يناير في مجال ضبط الأزمة السورية، معتبراً أنه "منذ اجتماع أستانة الماضي تقلّصت حالات نقض وقف إطلاق النار".
وفي السياق، ذكّر أنصاري أنّ "مساعي إيران وروسيا وتركيا ليست بديلة عن المساعي السابقة للمجتمع الدولي وإنما مكمّلة لها"، كاشفاً أن "عملية أستانة تمكنّت من قطع الخطوات الأولى على طريق حل الأزمة السورية ولاستكمال الطريق لابد من بذل المزيد من الجهود".
وذكّر المسؤول الإيراني أن بلاده "ملتزمة بالمساعدة على إنهاء النزاع في سوريا وتعتقد أن أهم دور لمباحثات أستانة هو تسهيل الحوار السوري - السوري بهدف توفير الأمن والاستقرار لسوريا و لتحقيق ذلك فإن للأمم المتحدة دور مهم في هذا الإطار".
دي ميستورا: مفاوضات جنيف ستبحث مسألة الدستور وإجراء انتخابات برعاية أممية
وفي موسكو أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دعم بلاده للجهود الرامية لوقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية، والجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وأضاف لافروف خلال لقائه المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في موسكو إن بلاده تحاول الإسهام في وقف إطلاق النار على جزء كبير من الأراضي السورية إلى جانب الأتراك والإيرانيين. وأكّد وزير الخارجية الروسي أن مفاوضات أستانة التي تجري برعاية روسيا وإيران وتركيا تحظى بدعم الأمم المتحدة.
من جهته أعلن دي ميستورا خلال اللقاء أن المفاوضات السورية السورية المرتقبة في جنيف، ستبحث القضايا المتعلقة بالدستور السوري، وإجراء إنتخابات تحت رعاية الأمم المتحدة.
ولفت دي ميستورا إلى إمكانية عقد لقاءات ثنائية بين الأمم المتحدة والوفود المشاركة في محادثات جنيف قبيل انطلاقها في 23 شباط/ فبراير، مؤكداً على ضرورة تنمية جهود الحل السلمي.
وكان وفد المعارضة السورية إلى محادثات أستانة التي انطلقت الأربعاء قال أنه سيرسل مجموعة من الخبراء الفنّيين لبحث سبل تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا.
وكان موفد الميادين إلى أستانة أشار إلى أن وفد المسلحين برئاسة محمد علوش يمثّل 9 مجموعات مسلحة، مشيراً إلى أنه من غير المتوقّع أن يتمّ  لقاء بين وفدي الحكومة السورية والمجموعات المسلحة.
يأتي ذلك فيما تسعى روسيا لإنجاح مباحثات أستانة معتمدة على دعم الشريك الإيراني في معادلة تجمعهما إلى تركْيا، وتأمل أن يعزز ذلك قيام منصة أساسية للحل السياسي في سوريا.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض سالم المسلط أن المعارضةَ تريد مفاوضات مباشرة مع الحكومة بخصوص الانتقال السياسي في محادثات جنيف.
وأشار المسلط إلى أن المعارضةَ لم تتلقَّ بعد جدول أعمال محادثات جنيف التي من المقرّر أنْ تبدأَ في الـ 23 من شباط/ فبراير الحالي.
وفي تعليق إيران على محادثات استانة قال مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي إنّ لقاء أستانة يحظى بقَبول ايران ما دام ضمن المبادئ التي توافق عليها الحكومة السورية والشعب السوري.
ودعا ولايتي المعارضة التي حملت السلاح الى إلقائه لإنجاح المحادثات.
المصدر: الميادين