محافظ صعدة: سطر تاريخاً ناصع البياض وأفشل مخططات للعدوان
نجله ماجد: والدي أوصانا ألا نحزن أو نستقبل التعازي عند استشهاده
ودع أولاده الأسبوع الماضي وأخبرهم بأنه سيحقق نصره العظيم 

تغطية: شايف العين/ لا ميديا-

شيع أبناء الشعب والقوات المسلحة واللجان الشعبية، صباح أمس الاثنين، بالعاصمة صنعاء، شهيد الوطن قائد الشرطة العسكرية بمحافظة صعدة ومساعد قائد قوات حرس الحدود، اللواء أمين حميد الحميري، الذي استشهد وهو يؤدي واجبه الوطني في ميادين القتال بخوض معركة العزة والكرامة ضد تحالف العدوان الأمريكي السعودي بجبهات الحدود.
وتقدم مراسم تشييع جثمان الشهيد اللواء الحميري، التي جرت في باحة مسجد الشهداء، عدد من القيادات السياسية والعسكرية وسط حضور شعبي غفير أظهر الحجم الكبير للدور البطولي الذي قام به الشهيد في معركة اليمن ضد تحالف العدوان ومرتزقته.
وبعد مراسم التشييع العسكرية، تحرك الموكب الجنائزي المهيب يصدح بصرخة "الله أكبر" وبالزوامل و"المرافع"، يتقدمه رفاقه من الجيش واللجان الشعبية على متن عشرات الأطقم العسكرية، ومن خلفهم حشود غفيرة من أبناء الشعب على متن عدد كبير من السيارات، متوجها بجثمانه إلى مثواه الأخير في روضة الشهداء بمنطقة الجراف.
وفور وصول الجثمان إلى أمام المقبرة، استقبله حشد كبير من المواطنين كانوا ينتظرون قدومه بشغف لينالوا شرف تشييعه. وأثناء ذلك سارعت روضة الشهداء إلى إزاحتهم بذراعيها مفسحة طريقاً يمر منه جثمان الشهيد اللواء أمين الحميري الذي ظفرت باحتضانه إليها.
وخلال مراسم الدفن، أكد محافظ صعدة، محمد جابر عوض، في تصريح لـ"لا"، أن الشهيد سطر تاريخا ناصع البياض وسجل بطولات عسكرية في مقدمة صفوف الجيش واللجان الشعبية.
وأشار المحافظ إلى أن الشهيد المناضل اللواء الركن أمين الحميري ساهم بشكل كبير في إفشال مخططات تحالف العدوان ومرتزقته في المحافظة، وكان له دور كبير في استقرار الوضع الأمني فيها.
نائب مدير المستشفى العسكري في صعدة، هاشم علي جعدان، قال لـ"لا" إن الشهيد المجاهد اللواء الحميري كان مثالا للصدق وتحمل المسؤولية والإخلاص في الولاء للوطن والشعب، مضيفا: "أشعر بفخر كبير كوني أحد رفاق الشهيد الذي كان صاحب خبرة عسكرية وقيادية نادرة الوجود، وقدم نفسه رخيصة في سبيل حماية الوطن والانتصار له".
وأوضح جعدان أن الشهيد اللواء أمين الحميري كان متعلقاً كثيرا بجبهات القتال ضد تحالف العدوان ومرتزقته وكان لا يطيق مفارقتها، مشيرا إلى أنه قبل مدة من استشهاده سأله: هل ستعود إلى قريتك في تعز؟ فأجابه باستحالة ذلك، مؤكدا له أنه سيستشهد في صعدة.
كما أشاد أعيان ووجهاء محافظة صعدة، أثناء حضورهم مراسم التشييع والدفن، بمناقب الشهيد اللواء الحميري، وقالوا لصحيفة "لا" إنهم اليوم يشيعون واحدا من قادتهم ترجل شامخا في سبيل الله والدفاع عن الوطن ودحر الغزاة وأدواتهم، مؤكدين أن دم اللواء أمين الحميري سيظل وقودا لانتصارات الشعب وسيثمر نصرا مؤزرا لليمن.
من جهته، قال وكيل وزارة الزراعة، ضيف الله محمد شملان: "هنيئاً له الشهادة التي نالها وهو يدافع عن وطنه وشعبه ضد ألعن وأرجس خلق الله اليهود والنصارى وإخوانهم من المنافقين العرب"، سائلاً الله أن يتقبله وأن يسكنه جنان خلده مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، "كما نسأله أن يعجل بالنصر والفتح المبين، وأن ويرحم جميع شهدائنا وجرحانا ويفك عن الأسرى إنه على كل شيء قدير".
والتقت "لا"، خلال مراسم دفن الشهيد، شقيقه واثنين من أشباله، تحدثوا لها عن اللواء وكيف استقبلوا نبأ استشهاده.

إسماعيل حميد الحميري شقيق الشهيد: شرعب ستستمر في تقديم الدماء حتى الظفر بالنصر
الشهيد عاش حرا ودافع عن وطنه بكل استبسال ومات حرا شريفا شجاعا مكرا غير مفر، ونحن نفتخر به ويفتخر به وطننا ومجتمعنا بأن يكون لديه مثل هؤلاء الأبطال الذين بذلوا دماءهم من أجل الوطن وكرامة الشعب.
نحن لا نمن على الوطن وأبنائه بدمائنا؛ فهي رخيصة. هذا ما كان يردده الشهيد دائما، وكان يشدد على وجوب تضحيته بدمه كما فعل رفاقه في الجيش واللجان الشعبية في سبيل أن يعيش اليمن حرا كريما، ولا يحتاج الشهيد شهادتنا لتوثيق بطولاته فجميع أبناء الشعب يعرفونه حق المعرفة من خلال ظهوره المتكرر في جبهات الحدود. 
وأؤكد للجميع عبر صحيفتكم "لا" أن قبائل شرعب ستستمر في تقديم الدماء حتى يظفر وطننا بالنصر على تحالف العدوان، وستكون حاضرة متى ما استدعاها الوطن، وحاليا يتواجد الكثير من أبنائنا في ميادين الشرف خلفا لشهيدنا. 

ماجد أمين الحميري النجل الأكبر للشهيد: هذه وصية والدي
تلقينا نبأ استشهاد والدي بفرحة كبيرة، وحال بيننا وبين الحزن وصيته التي أوصانا بها، وشدد علينا فيها بألا نحزن عليه عند استشهاده وألا نستقبل التعازي، بل نفرح عندما يصلنا هذا الخبر ونستقبل التهاني، كونه حينها قد نال مراده. 
إننا فخورون كثيرا بأن والدي التحق بمن أضافوا مجدا جديدا في سجل أمجاد الوطن، ونقول للعدو إنه في كل مرة يستشهد فيها أحد أبطال الجيش واللجان الشعبية نزداد قوة لا ضعفا.

وسام نجل الشهيد: نصر عظيم
وصلنا في ليل الخميس الماضي خبر يقول بأن والدنا جريح، وبعده بوقت قليل وصلنا خبر مفرح مفاده أن الله اصطفى والدنا شهيدا، وهذا ما كان يتمناه. 
وأثناء عودته إلى الجبهة الأسبوع الماضي، بعد أن قضى مدة معنا، وصله خبر أفرحه وقال لنا إن هناك إنجازاً كبيراً تحقق، وأن هذا الأسبوع سيكتب له النصر العظيم فيه، وودعنا بطريقة مختلفة عن كل مرة يعود فيها إلى ميادين القتال، وبالفعل استشهد في نهاية الأسبوع.
وأقول لتحالف العدوان: إن استشهاد والدي ما زادنا إلا عزة وشرفاً، واندفاعاً كبيراً لمواصلة قتالك على نهج الشهيد البطل.

الجدير بالذكر، وهو ما لا يعلمه كثير، أن الشهيد اللواء أمين الحميري سلك طريق والده الملازم أول حميد الحميري الذي استشهد في معركة ضد العدو السعودي في ستينيات القرن الماضي. 
وحصلت "لا" على معلومات من أقارب الشهيد اللواء أفادت بأن والده الملازم حميد الحميري من منتسبي السلك العسكري وتخرج في الكلية الحربية في الدفعة الثانية بعد ثورة 26 سبتمبر.
واستشهد الملازم حميد الحميري عام 1966 في عبس محافظة حجة خلال مواجهة بين الجيش الجمهوري والجيش الملكي (سعودي ـ أردني ـ يمني). 
وأكدت قيادات عسكرية أن اللواء الشهيد تعرض لعدة محاولات استهداف من قبل تحالف العدوان ومرتزقته، من بينها قصف مسكنه في صعدة أكثر من مرة.
وينتمي اللواء الشهيد إلى قرية العنتري عزلة الهياجم مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز.
وبهذا يكون الشهيد اللواء قد اجتمع بوالده الشهيد الملازم وهما يقاتلان في معركتين منفصلتين زمنيا متصلتين جذريا ضد العدو السعودي وأربابه. 
ورغم الحضور الشعبي الكبير في تشييع جثمان الشهيد اللواء أمين الحميري ودفنه إلا أن الإعلام الرسمي لم يقم بتغطية ذلك بالشكل المتوقع واللائق بمناقب الشهيد وموقعه الرسمي ودوره الجهادي.
حيث اكتفت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنشر خبر عن تشييع عدد من الشهداء بينهم اللواء أمين الحميري، بينما غاب موقع "26 سبتمبر" التابع لدائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع حتى لحظة كتابة هذا التقرير.