نجم منتخب أسود الرافدين قصي منير في حوار عاصف لـ«لا»:الكرة العراقية مريضة والكرة اليمنية قتلتها السياسة
- تم النشر بواسطة هيثم الحيدري - لا ميديا
حاوره: هيثم الحيدري / لا ميديا -
من كبد سماء العاصمة العراقية، بغداد، استطعنا خطف النجم اللامع في سماء الكرة العراقية، قصي منير، الغزال "الأسمر"، كما تطلق عليه الجماهير.
قصي منير يُعد من النجوم العراقية والعربية النادرة في وقتنا الحاضر. خلوق داخل وخارج المستطيل الأخضر. ارتشف رحيق الإبداع حتى الثمالة، فبات نجماً عراقياً تشرئب لهُ الأعناق، فكم أنهك وأرعب الحرَّاس؟! وكم عذب المدافعين إبان حكمه، وفي ظل تواجده داخل المستطيل الأخضر مداعباً للساحرة المستديرة؟! يكفيه أنه من أبرز جنود جيل 2007 للكرة العراقية، صانعي الإنجاز وأسياد القارة الصفراء، حتى أنه كان أحد ثلاثة أهدوا لقب آسيا الكروي لبلاد الرافدين، إلى جانب القائد يونس محمود "السفاح"، ونشأت أكرم "الجوكر". والكلام يطول عن هذا النجم المايسترو.
صحيفة "لا" التقت الغزال الأسمراني قصي منير، في حوار مطول، وكان كالتالي:
• أهلاً وسهلاً بالنجم والغزال الأسمراني قصي منير في صحيفة "لا"!
- أهلاً وسهلاً بكم، ومرحباً بالقراء الكرام لصحيفتكم.
• من هو قصي منير "السيرة الذاتية"؟
- قصي منير عبودي، مواليد البصرة 12 أبريل 1981، متزوج، من سكنة العاصمة بغداد.
مثلت الكثير من الأندية المحلية والخارجية والمنتخب الأولمبي والوطني، وأعمل حالياً مدرباً، وأحمل شهادات تدريبية (C-B-A) من الاتحاد الآسيوي.
بدأت مع نفط بغداد
• كيف كانت بداية مشوارك مع كرة القدم؟
- البداية كانت مع فريق منطقتي وفريق المدرسة، وبعدها ذهبت إلى نادي نفط بغداد الرياضي في فئة الأشبال والناشئين والشباب، وكررت ذلك مع المنتخب متدرجاً في كل فئاته وصولاً للمنتخب الأول.
• من صاحب اليد الطولى في بروز وتفجير موهبتك ونجوميتك الكروية؟
- كثير من الناس لهم الفضل على قصي، بداية من الأهل والأصدقاء، وبعدهم المدربون الذين أشرفوا على قصي في مراحل الفئات السنية.
• مسيرتك الكروية المليئة بالذكريات والمرصعة بالإنجازات، حدثنا عنها ولو بإيجاز؟
- حقيقة أنا من البداية أحب التنافس والفوز في كل شيء، وهذا السبب دفعني أنا ورفاقي لتحقيق كثير من الإنجازات على المستوى المحلي والخارجي رفقة الأندية والمنتخبات.
"قطر" الأفضل
• كابتن قصي، بعيداً عن الأندية العراقية، ومع قصة أول احتراف خارجي ومع نادي الخور القطري، صف لنا الشعور والهواجس وأنت تعيش عالم الاحتراف الخارجي؟
- أكيد طموح كل لاعب هو تمثيل أكبر وأقوى الأندية واللعب مع المنتخبات، ثم الاحتراف في الأندية الخارجية، وذلك لاكتساب الخبرة والاحتكاك مع الكثير من اللاعبين والمدربين.
• انتقلت إلى نادي الحزم السعودي تاركاً الخور القطري. لماذا؟
- وقعت عقداً مع الحزم السعودي وتركت الخور، وبسبب نادي القوة الجوية (العراقي) أُجبرت على العودة إلى العراق، ثم عدت للاحتراف في السعودية مع نادي الحزم.
• عودة قصيرة إلى الدوري العراقي، ثم احتراف جديد في الشارقة الإماراتي، فماذا أضفت لهذا النادي؟ وما هي إنجازاتك معه؟
- هنا في العراق حدثت لي إصابة أبعدتني عن الملاعب، وكانت عبارة عن قطع في الرباط الصليبي، وعاودت اللعب مع أربيل وأحرزنا الدوري المحلي، وبعدها توجت مع أسود الرافدين بلقب كأس آسيا 2007، وتمكنت من أخذ فرصة احترافية جديدة في الإمارات وتحديداً مع نادي الشارقة.
• في أي نادٍ شعرت بالاستقرار والأريحية؟ وما هو الدوري الذي اعتبرته مميزاً خلال احترافك الخارجي؟
- شعرت بالاستقرار مع نادي قطر القطري، وذلك لتوفر كل ما يحتاج له اللاعب المحترف من عوامل النجاح.
لم أجد التسويق
• كنت من النجوم الذين يأسرون قلوب المشاهدين والمتابعين، ولكن لماذا لم نشاهدك في دوري قوي يليق بكَ كلاعب صال وجال وأبدع وأمتع كثيراً؟
- احترفت في قطر والسعودية والإمارات، وذلك لقربها من العراق، والتقاليد في تلك الدول مشابهة لبلدي العراق، ولم أجد أي صعوبة في اللعب بدورياتها، وفي وقتي لم يكن لدي وكيل (آجنت) قوي يسوق قصي إلى دوريات قوية، وأنت تعرف أن التسويق يكون عن طريق الآجنت.
• بالعودة للدوري العراقي، أنت مثلت العديد من الأندية العراقية، فأي ناد انسجمت معه وحققت معه إنجازات مشرفة؟
- في الحقيقة كل الأندية المحلية التي لعبت لها لم أجد أي صعوبة في الانسجام، بالعكس مع الكل حققت نتائج جيدة ومشرفة.
• آخر محطاتك وعصارات نجوميتك، في أي نادٍ قضيتها قبل الاعتزال والتوجه لِعالم التدريب؟
- آخر ناد لعبت لهُ هو فريق الزوراء، وحصدت معهم بطولة الدوري العراقي موسم 2014.
أسباب ضعف الدوري العراقي
• ماذا عن الدوري العراقي ومستواه مقارنة ببقية الدوريات العربية؟
- الدوري العراقي يمر بأصعب الظروف ولا يعتبر قوياً؛ والسبب المسؤولين عن اللعبة.
• الأندية العراقية قوية واللاعبـــــون العراقيون ما شاء
الله عليهم، ولكن لماذا الدوري العراقي لا يزال ضعيفاً فنياً؟
- ضعف الدوري العراقي سببهُ يكمن في الأندية؛ لأنها عملت على وأد المواهب والاعتماد على اللاعب الجاهز.
اعتماد الاحتراف وتطوير الكوادر الإدارية والتدريبية
• ماذا ينقص الدوري العراقي؟ وماذا يحتاج حتى يصبح دورياً قوياً ومفيداً للمنتخبات الوطنية؟
- أن يكون نظام الاحتراف هو السائد فيه، والعمل على تطوير المدربين العاملين فيه، بالإضافة إلى تغيير الهيئات الإدارية في كثير من الأندية العراقية.
• بكل صراحة، كيف تجد الكرة العراقية اليوم؟ وإلى أين تتجه بوصلتها؟
- الكرة العراقية مريضة الآن، وتحتاج إلى علاج حتى تعود إلى الطريق الصحيح، وستتماثل للشفاء وستعود لكن بعد وقت طويل.
• كابتن قصي، برأيك ما هي الحلول المناسبة لعلاج الكرة العراقية؟
- الحلول تحتاج إلى تنظيم وقوانين احترافية والعمل على تطوير الكوادر الإدارية والتدريبية وما إلى ذلك.
• المنتخب العراقي منتخب قوي ولا خلاف في ذلك، ولكن متى سنشاهد أسود الرافدين يعتلون منصات التتويج ويحصدون الألقاب؟
- مشكلة المنتخب وحصد الألقاب تكلمت عنها، نحتاج من يعملون على خطة طويلة المدى تسير في طريق صحيح، وليســـــت آنية وفـــي يوم وليلة، يشكلون منتخباً للفوز ببطولة دون أن يوجد تخطيط لسنوات وإعداد جيل قوي يلعب لفترة أطول ويحقق الألقاب.
التأهل لكأس العالم قائم
• كيف تقيم أداء المنتخب العراقي في التصفيات المزدوجة؟ وهل بالإمكان أن يتأهل أسود الرافدين إلى نهائيات كأس العالم 2022؟
- نعم، الآن المنتخب متصدر المجموعة، وهذا يعطيه أريحية، لكن نتمنى أن نستمر بالصدارة ولا يكون هذا التوقف عاملاً سلبياً. إن شاء الله نستمر على هذا المنوال والمستوى ونتأهل لمونديال قطر 2022.
• عقدة المنتخب البحريني متى سيتخلص منها المنتخب العراقي؟ تعادل معكم في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2020، وفـــــــاز عليكم في المباراة النهائية في بطولة غـرب آسيا التي استضافتها بلادكم، وأخرجكم من بطولة الخليج، رغم قوة منتخبكم الذي قسى على قطر المستضيفة والإمارات العنيدة في دور المجموعات؟
- بالعكس، ليس هنالك عقدة كما يتصورها البعض. علينا أن ندرك أن المنتخب البحريني أيضا لديه مدرب طموح ولاعبون شباب يعملون على إثبات قدراتهم في التنافس مع منتخبات قوية، وهذا حق مشروع وكرة القدم لمن يعمل.
المحترفون مفيدين للمنتخب
• المحترفون العراقيون كُثر، ولكن هل ترى أن احترافهم سيعود على المنتخب بالفائدة؟ وما هي نصيحتك لهم؟
- أكيد الاحتراف لهُ فوائد جمَّة، ومن خلال اللعب في دوريات قوية وأكثر احترافية وإمكانية من الدوري المحلي، بدون شك المحترفون سيفيدون المنتخب. ونصيحتي أن يحافظوا على مستوياتهم ويجتهدون في العمل في سبيل تطوير أنفسهم.
• ميمي "مهند"، كيف تقيم مستواه من خلال مشاركته مع أسود الرافدين والأندية التي لعب لها؟ وماذا تتوقع له مستقبلاً؟!
- مهند علي كاظم "ميمي"، لاعب موهوب جداً وله مستقبل واعد؛ إذا اجتهد وعمل على تطوير موهبته واستمر في الحفاظ على مستواه.
أتمنى تدريب أسود الرافدين
• بخصوص شهادات التدريب التي حزت عليها وأشرت إليها في بداية حديثك، كيف حصلت عليها؟ وأين؟
- حصلت على شهادة (C) في بغداد من قبل الاتحاد الآسيوي، وشهادة (B) أيضاً في بغداد من قبل الاتحاد الآسيوي، وبإشراف المحاضر الأردني وليد فطافطا، وشهادة (A) حصلت عليها في عمّان الأردن من قبل الاتحاد الآسيوي.
• تجاربك في عالم التدريب كيف تقيمها؟
- تجربتي في التدريب، الحمد لله، كانت البداية ناجحة، فالأولى كانت مع نادي الديوانية وحققت لقب دوري الدرجة الأولى والصعود بالفريق إلى دوري النخبة، وتركت الفريق لأسباب مادية يمر بها النادي. وبعدها دربت نادي الصناعة ووصلت مع النادي إلى آخر مباراة وخسرنا التأهل بفارق هدف واحد عن نادي زاخو، والحمد لله.
• لماذا رفضت التوقيع لنادي القاسم في الدوري العراقي العام الفائت؟
- نادي القاسم من الأندية الجماهيرية، لكن تنقص النادي أمور مادية، وأنت تعرف المادة عصـب الحياة، عندما طلبوا مني تدريب الفريــــــق طالبـت بجلب كادر تدريبي مسـاعد معي، لكنهم رفضوا وطلبوا أن يكون الكادر من مدينة القاسم من أبناء النادي، وأنا رفضت التوقيع لهم إلَّا بكادري المحدد.
• في الفترة الأخيرة كنت تعمل لنادي الصناعة في دوري الدرجة الأولى، لكنك قدمت استقالتك، لماذا؟!
- نعم، تركت فريق الصناعة، والسبب هو آلية الدوري من خلال النظام، حيث يُلعب على شكل مسابقة كأس، وليس ذهاباً وإياباً... إلخ.
• هل سياتي اليوم الذي نشاهد فيه قصي مدرباً لمنتخب أسود الرافدين؟
- بالتأكيد أمنية كل مدرب هي الوصول إلى هرم تدريب المنتخبات الوطنية، وإن شاء الله أعمل على تطوير فكري وأجتهد في عملي التدريبي في سبيل الوصول إلى المنتخب الوطني.
الصاصي والنونو أفضل من عرفتهم
• هل تتابع الكرة اليمنية؟ وما هي نصيحتك للمنتخب اليمني؟
- في الحقيقة الكرة اليمنية لديها الأدوات النوعية من لاعبين جيدين وواعدين، لكن أنا أتصور ظروف البلد السياسية قد انعكست على الرياضة إلى جانب عدم التطوير والاهتمام، الأمر الذي جعل الكرة في اليمن تتدنى وتتراجع. ولكن للأمانة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، إلَّا أن لديكم لاعبين قادرين على تحقيق الأفضل، لو وجدوا من يهتم بهم ويطورهم ويدعمهم.
• أفضل لاعب يمني عرفه الكابتن قصي؟
- لديكم لاعبون جيدون كُثر، ولكن في الفترة الأخيرة الكابتن علاء الصاصي، والنونو علي في الجيل الذي قبله، هم أفضل اللاعبين اليمنيين الذين تشرفت بمعرفتهم.
بطولات محلية وقارية
• أهم إنجازات الغزال الأسمراني قصي منير؟
- الإنجازات المحلية مع الأندية: بطل الدوري مع أربيل 2007، وبطل الدوري مع الشرطة 2014، ومع المنتخبات بطل غرب آسيا في قطر، وبطل كأس آسيا، ووصيف بطولة الصداقة في البحرين، ومركز ثالث في كأس العرب في السعودية، ورابع العالم في أولمبياد أثينا عام 2000، وبطل بطولة الصداقة في أبها بالسعودية، وبطل دوري الدرجة الأولى مع نادي الديوانية مدرباً للفريق.
• كلمة أخيرة توقع بها حوارك كابتن قصي؟
- شكراً لك أخي ولصحيفتكم صحيفة "لا" على اهتمامها، وخالص المحبة لكم، وربنا يوفقكم في عملكم.
المصدر هيثم الحيدري - لا ميديا