شهدت العاصمة الصومالية مقديشو اليوم الجمعة تبادلاً لإطلاق النار بين قوات الأمن ومسلّحين موالين للمعارضة وسط إغلاق السلطات الصومالية شوارع العاصمة تزامناً مع انتشار أمني كثيف.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان الاشتباكات جاءت اثر التوتر السياسي الذي تعيشه البلاد على خلفية إجراء الانتخابات في البلد الواقع في القرن الإفريقي إلى الواجهة، ما دفع الأمم المتحدة لإصدار دعوة "للتهدئة وضبط النفس".

وتجاوزت الصومال مهلة نهائية كانت محددة لإجراء انتخابات بحلول 8 شباط/فبراير، وهو موعد كان من المفترض أن يتنحى فيه الرئيس محمد عبد الله محمد الملقّب فرماجو، ما أدى إلى أزمة دستورية.

ولم يتمكن فرماجو وزعماء الولايات الفدرالية من حل خلافاتهم بشأن كيفية إجراء الانتخابات، بعدما تم التخلي عن آمال إجراء أول انتخابات منذ العام 1969م بالاقتراع المباشر، على خلفية مشاكل أمنية وسياسية.

وأفاد ائتلاف لمرشحي المعارضة أنه لن يعترف من الآن فصاعداً بفرماجو كرئيس وتعهّدوا تنظيم تظاهرات حاشدة إلى حين تنحيه، تبدأ من اليوم الجمعة.

واوضحت الوكالة ان مجموعة صغيرة من المتظاهرين حاولت الخروج في مسيرة على شارع المطار الرئيسي عندما بدأ إطلاق النار.

ولم تتضح الجهة التي فتحت النار أولا، لكن شهوداً تحدّثوا عن "تبادل كثيف لإطلاق النار" بين قوات الأمن وحراس مسلّحين يحمون أنصار المعارضة.

وقال الشهود وفقاً للوكالة "قد يكون هناك ضحايا لكننا نختبئ الآن ولا أعرف ما الذي يحصل تماماً".

وفي الأثناء، أكد شهود وعناصر شرطة أن مقذوفة أصابت منطقة تضم متاجر ومطاعم داخل بوابات المطار، لكن لم يكن من الممكن تحديد ماهيتها.

وبعد الحادثة، عقد قادة المعارضة مؤتمراً صحافياً قالوا فيه إن إطلاق النار كان محاولة اغتيال وأنه تم أطلاق صواريخ.

وقال رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري "نجوت مع عدد من المرشّحين والمشرّعين والمتظاهرين المدنيين من محاولة مباشرة للتخلّص منّا".

وأضاف "إذ كان هناك أي شخص يشكك بإيديولوجية فرماجو السياسية الديكتاتورية، فبإمكانه أن يفهم مما حصل الليلة الماضية وهذا الصباح".

وأكد زعيم آخر للمعارضة يدعى عبد الرحمن عبد الشكور أن "الصواريخ التي أطلقوها باتّجاهنا ضربت المطار حيث تسببت بدمار".

وتشير التقارير الى ان حدة إطلاق النار في العاصمة تراجعت بحلول بعد الظهر.

وكانت الحكومة حذّرت المعارضة من تنظيم التظاهرة على خلفية ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في العاصمة. لكن ائتلاف المعارضة تعهّد المضي بها.

وائتلاف المعارضة متحالف ضد فرماجو لكنه يضم مرشّحين يسعون لخوض الانتخابات الرئاسية بصفة فردية، بينهم رئيسان سابقان.