إنصاف أبوراس / مرافئ -
في سن صغيرة، كنت أنظر من خلف عدسات الآتي نحو مستقبل أرغب به بقوة، أراني من خلاله أقف على مشارف أحلام مكتملة، فأتوسل العمر أن يعجل خطاه لأصل.
مضى، برغم أقدامه المبتورة، ووصل بي إلى حيث أقف الآن هنا، بجانب بندول ساعة مهترئة تنتمي لعالم آخر، لم أكن أراه من خلال عدسات الماضي.
عقارب صدئة تحاول بجهد الانتقال إلى الرقم الذي انتظر أن تحط رحالها عليه.
في تمام اللهفة، وصلت هي إلى محطتها النهائية، بينما بقيت أنا قيد انتظار حلم رفض الوصول إليّ. لكنني في غمرة اليأس منحت حلزون الوقت أقداماً صنعتُها بالصبر، وواصلت الانتظار. كنت على ثقة بأنه لن يتأخر هذه المرة.