خاص / مرافئ -
إذاعي من الرواد الأوائل، وأحد الأصوات التي سكنت وجدان المستمعين عبر الكثير من البرامج الدينية في إذاعة وتلفزيون صنعاء.
ولد الإذاعي والإعلامي الكبير العلامة يحيى ناصر حسن الدرة عام 1933، بمدينة صنعاء.
تلقى تعليمه الأولي فيها ملتحقاً بالمدرسة العلمية ودار العلوم، ثم واصل تعليمه في الجامع الكبير؛ حيث درس علوم القرآن الكريم والحديث والتفسير والفقه والنحو وعلوم الشريعة على يد كبار العلماء.
في 1956 التحق بالعمل في إذاعة صنعاء، في إدارة التحرير بالإدارة العامة للأخبار، ثم تدرج في عدد من المناصب؛ إذ عمل عام 1973 مديراً عاما للبرامج، ثم مديراً عاما للشؤون المالية والإدارية في وزارة الإعلام، فمديراً عاما بالمطابع، ثم عين مشرفاً عاماً للبرامج الدينية الإذاعية والتليفزيونية.
كان له بصماته المشرقة في العمل الإعلامي والإذاعي خلال مختلف المراحل التي مرت بها مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة، وكان له دور بارز في ملحمة السبعين يوما.
حصل على العديد من الدورات الخارجية في المجال الإعلامي، ومنها دورة في إذاعة «صوت العرب» بجمهورية مصر العربية.
أعد وقدم العديد من البرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون، ومنها «الإسلام دنيا ودين»، «الدين والحياة»، «أعلام وأياد»، «المجلة الرمضانية»، «في رحاب شهر الصيام»، «الندوة الدينية»، «من مساجدنا»، «حقيبة الأسبوع الدينية»، بالإضافة إلى برنامجه الأشهر والأوسع نطاقاً «مع أولي العلم»، الذي كان يقدمه بسجية وتلقائية غير متكلفة وأسلوب شعبي مقنع يطرح الفتوى ويربطها بحياة طالب الفتوى مهما كان مستواه، حتى كان ليحيى الدرة أن يغدو هو الإعلامي الوحيد الذي يعرفه كل أفراد الشعب اليمني، حتى الأطفال، والذي تنتظره النساء في الريف قبل المدينة لسماع توجيهاته الدينية.
كان يحيي الدرة مثالاً للإعلامي الفاهم والمدرك لعظمة الرسالة الإعلامية، ومن خيرة الدعاة الذين أفنوا حياتهم في خدمة العقيدة الإسلامية السمحة وتلقين قيم الوسطية والمحبة والإخاء والمساواة.
وباستمرار أداء تلك الرسالة الدينية المهمة كان الدرة قد وصل إلى درجة الإفتاء، وعرف عند كثيرين بأنه عالم. ومع ذلك كان أشد حرصاً على التواضع والابتعاد عن مسمى عالم.
في 2006 انتخب عضوا في المجلس المحلى بأمانة العاصمة عن مديرية التحرير.
أما برنامجه الخدمي التوعوي التثقيفي «مع أولي العلم» فظل مرافقاً له ومداوماً عليه في إذاعة صنعاء حتى وفاته يوم السبت 13 مارس 2010، تاركاً فراغاً كبيراً في وجدان الناس الذين أحبوه صديقاً ومحباً وقريباً منهم.