حاورته: دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
نادي الميناء الرياضي أحد أعرق أندية مدينة عدن واليمن. هذا الكيان الرياضي العملاق، المليء بالمواهب والأبطال الذين حصدوا جوائز وألقاب محلية ودولية في مختلف الألعاب، يعاني!
حال النادي اليوم مؤسف. إدارة تصارع الظروف الصعبة، ومنها غياب الدعم وعدم توفر ملعب خاص لأداء تمارين القدم لإبقاء كيانها دائماً في الواجهة.
صحيفة "لا" التقت نائب رئيس النادي القائم بأعماله عرفات محمد، الذي تحدث عن تفاصيل وأحداث وصعوبات وما هو القادم بالنسبة للنادي.

سنوات من المعاناة
 بداية حدثنا عن أهم الصعوبات التي واجهت إدارتكم منذ قدومها إلى نادي الميناء؟
- في البداية شهر مبارك وكل عام وجميع أبناء الوطن بخير. جئنا إلى إدارة نادي الميناء الرياضي في الانتخابات التي أجريت في مايو 2012 وعانينا لسنوات طويلة من الصعوبات، ومن أبرزها موضوع المنشآت الرياضية في النادي.
النادي تأسس منذ مئة عام، لكن للأسف لا يمتلك أي منشآت رياضية. كان لدينا صالة رياضية وملعب لكرة القدم وبدأ العمل فيهما خلال خليجي 20، ولكنه توقف بشكل مفاجئ إلى يومنا هذا وتم تجاهل مشاريعنا.
الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية، هو الحالة المالية للنادي، فنادينا لا يمتلك أي استثمارات، ولا يوجد لديه محلات ترفد خزينته، وكل إيراداتنا نوفرها من بعض الجهات التي نسعى نحن لها، وهذا يأخذ منا وقتاً كثيراً ونعاني منه أكثر.
منذ أن تسلمنا النادي كان دخله في الشهر 225 ألف ريال فقط لا غير، لكن بفضل الله والخيرين من أبناء النادي استطعنا إيجاد دعم للنادي وتسيير أنشطته بين فترة وأخرى.
الأمر الثالث هو عدم انضباط الأنشطة الرياضية، إذ أصبح اللاعب يتدرب طيلة العام ويلعب فقط أسبوعاً واحداً، وهذا ينعكس سلباً على اللاعبين. لا يوجد أي انضباط في البطولات. نظل 6 أو 7 أو 8 أشهر لكي نلعب فقط أسبوعاً واحداً، وهذا من نتائج الحرب.
نتمنى من الجهات المعنية أن تحاول جاهدة ضبط الأنشطة الرياضية، وأن تسلم للأندية برنامجاً وملخصات عن الأنشطة حتى تستعد لها، لأننا وللأسف نعاني من مفاجآتهم لنا بتعميمات عن بطولات ستقام خلال 48 ساعة.

بوصلة الفريق مختلة
 هل هناك توقف للأنشطة الأخرى في نادي الميناء غير كرة القدم؟
- في إدارة النادي نسعى دائماً إلى استمرار النشاط فيه لمختلف الألعاب الرياضية طيلة العام، وعملنا جاهدين على هذا الأمر. أنا ضد فكرة أن يتوقف النشاط وأن يتم تجميع اللاعبين قبل البطولة بأيام. والكل يعرف أن نادي الميناء تستمر فيه الألعاب المختلفة باستثناء كرة القدم، لأننا نعاني من عدم توفر ملعب خاص لنا.
نادي الميناء خلال الـ30 سنة الماضية بطل للكرة الطائرة على مستوى البلد، وواجهة النادي هي لعبتا كرة السلة والكرة الطائرة عكس بقية الأندية، فبالتالي لا يمكننا الاستغناء عن هاتين اللعبتين ويجب أن نمارسهما طوال العام، لأننا ننافس فيهما بقوة، وكنا ضمن أفضل أربع فرق على مستوى البلد في الكرة الطائرة وكرة السلة، ونحن أبطال أكتوبر وأبطال الدوري التنشيطي وأمورنا طيبة في هذا الألعاب وألعاب أخرى منها الجودو والتايكواندو وحتى في كرة القدم نمتلك فريقاً ممتازاً حققنا بطولة 14 أكتوبر العام الماضي على أكبر الفرق كالوحدة والتلال، لكن بسبب عدم وجود ملعب خاص بنا للتدريب لم نستطع ضبط بوصلة الفريق. نأمل خلال الفترة القادمة أن يكون ملعب الحبيشي مكاناً لتدريبات فريقنا لكرة القدم، ونوجه رسالتنا للسلطات المحلية أن يساعدونا في هذا الأمر ويعطونا أياماً مخصصة للتدريب في ملعب الحبيشي بشكل منضبط.

أول بطولة بعد ربع قرن
 ما الذي أضافه حصول الميناء على بطولة 14 أكتوبر؟
- بطولة 14 أكتوبر كانت بالنسبة لنا نقلة نوعية ولها مذاق خاص، ولم يتوقع أحد للأمانة أننا سنتأهل للمباراة النهائية ونفوز بالبطولة. أنا بعد انطلاق البطولة بيوم توجهت لمدينة صلالة بسلطنة عمان، وهناك تلقيت اتصالاً بأن فريقنا تجاوز نادي التلال ووصل للمباراة النهائية، هذه المفاجأة جعلتني أعود إلى عدن من أجل أن أحضر المباراة النهائية، وكان لدي الثقة بأننا سنتوج بالبطولة طالما وصلنا للنهائي رغم قوة فريق وحدة عدن الذي يمتلك أفضل اللاعبين على مستوى البلد. والحمد لله فزنا وزرعنا الابتسامة في وجه مديرية التواهي وجماهير نادي الميناء الذين ظلوا لأكثر من 25 سنة لم يحتفلوا بأي بطولة في مجال كرة القدم.

المال من أجل البقاء
 كم عدد البطولات التي حققها نادي الميناء في مختلف الألعاب الرياضية الأخرى؟
- تحصلنا على بطولة الشباب في الكرة الطائرة، والمركز الأول في بطولة الكاراتيه، ووصافة بطولة الملاكمة، وأحرزنا 3 بطولات في التايكواندو، وفي بطولة الجودو حققنا المركز الثالث على مستوى محافظة عدن، وأبطال كرة السلة في الدوري التنشيطي ووصيف الكرة الطائرة والرابع في كرة الشباب.
نحن نسير بخطة مستمرة لتعزيز مختلف الألعاب الرياضية ومن مختلف الفئات العمرية، بحيث تكون رافداً للفريق الأول، لكن يبقى المال عاملاً مهماً في الرياضة، فاللاعب أصبح يبحث عن عمل من أجل الدخل، لذلك نحاول أن نوفر للاعبينا رواتب وحوافز وبقدر المستطاع من أجل أن يبقوا في النادي.

اقتراح لتبنّي الأندية
 هل قدمتم مقترحات معينة لتوفير ميزانية شهرية للنادي؟!
- ناشدنا وزارة الشباب والرياضة هنا في عدن أن يتم صرف مخصص العام 2020 الفصل الثاني العام الماضي، وتلقينا دعماً مقداره 3 ملايين و300 ألف ريال، بينما نحن في النادي صرفنا أكثر من 21 مليوناً، طبعاً الكل سيقول إن هذا مبلغ خيالي، لكن هذه الحقيقة وهذا وفق التقرير الذي رفعناه.
أكثر من مرة اقترحنا أن تكون الأندية الرياضية تحت إشراف المؤسسات الحكومية، بمعنى أن تتبنى أي منشأة كبيرة أو مرفق حكومي نادياً معيناً، مثلا أن تتبنى مؤسسة ميناء عدن نادي الميناء، وكذلك الأمر يسري على بقية الأندية، وبهذا سنتغلب على العجز المالي، لأنهم سيكونون داعمين للأندية، ونحن مستعدون أن نضع شعاراتهم على ملابس الفرق، وبهذا سنصنع استقراراً للأندية.

عدم انضباط
 ما هي خططكم وبرامجكم القادمة؟
- نحاول جاهدين قدر المستطاع أن نرسم خطة للأمام تستهدف جميع الألعاب من خلال الاهتمام بالقاعدة الأساسية وهم النشء، وفي الوقت نفسه استقطاب اللاعبين للفرق الأولى. لكن ما يعرقلنا أكثر هو عدم انضباط الأنشطة الرياضية في ظل الوضع الراهن. نحن لا يمكننا بناء خطة حتى لأسبوع واحد. أحيانا نتلقى خطاباً بإقامة بطولة في محافظة أخرى، وبعدها تتغير إلى محافظة عدن، اليوم نكون في خبر ويتغير في اليوم الثاني، المدرب يرسم خطة لبرنامجه ويغيرها بسبب عدم الانضباط في تحديد مكان وزمان البطولات من الجهات المعنية بالرياضة.

 كلمة أخيرة عبر صحيفة "لا"...
- رسالتي هي لكل القائمين على الرياضة: أولاً: أتمنى منهم جميعاً أن يفصلوا الرياضة عن السياسة، نحن مجتمع رياضي لا تربطنا أي علاقة بالسياسة، فاجعلوا الرياضة نظيفة وأن نكون إخوة متحابين ونعانق بعضاً في حالة الفوز والخسارة. دخول الرياضة في مستنقع السياسة سيعطل مصلحة أندية عدن. ورسالتي الثانية: أرجو من الجهات المعنية الالتفات لنادي الميناء الذي يبلغ عمره 100 عام ولا يمتلك أي منشأة رياضية.