«لحج».. رمضان بطعم الكوكريم
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا
خاص / لا ميديا -
تحتفظ محافظة لحج بموروث شعبي زاخر وعادات وتقاليد متوارثة، تتميز بها عن باقي المحافظات اليمنية الأخرى، في استقبال شهر رمضان الكريم، وإحياء لياليه المباركة.
طقوس دينية وتراتيل صوفية
قبل أن يهل هلال الشهر الكريم من كل عام، تكون معظم مساجد لحج التاريخية ، في حاضرة مركزها الإداري مدينة الحوطة وفي بقية مناطق مديرياتها، قد جددت بألوانها البيضاء وتزينت قبابها بحلتها الخضراء، فيما فرشت حوطاتها وملاحقها بكل جديد، استعدادا لإحياء ليالي الشهر الكريم وإقامة حلقات الذكر والتراتيل الصوفية فيها.
فمسجد الدولة وبقية مساجد مدينة الحوطة التاريخية مازالت تحتفظ حوطاتها بروحانية حلقاتها الصوفية، وفيها يردد مريدوها مع كبار شيوخها أناشيدهم ومدائحهم النبوية طيلة ليالي الشهر الكريم. وكذلك هو الحال في بقية المساجد، مثل "أبو الأسرار" و"الشيخ عطية" وغيرهما من المساجد الصوفية في مناطق الصبيحة وقرى مديريات ردفان ويافع والحواشب والمسيمير، رغم محاربة عناصر التيار السلفي وامتداد أياديهم العابثة إليها في محاولة منهم لتدميرها.
مشروبات محلية وأكلات شعبية
شراب الكوكريم، وخبز المخلم، والمشبك الوهطي، أبرز المشروبات والمأكولات والحلويات الشعبية التي تمتاز بها مدينة الحوطة، ويحرص سكانها وأهاليها على تناولها خلال أيام شهر رمضان المبارك.
على قارعة الشارع الفرعي المؤدي إلى مسجد الدولة بمدينة الحوطة يقف أولاد عبد الكريم شيخان لبيع شراب الكوكريم، الذي توارثت الأسرة صناعته وبيعه منذ عقود خلال هذا الشهر الكريم فقط، لذلك يستغل أهالي حوطة لحج هذه الفرصة الوحيدة وتجدهم يتسابقون لشراء هذا المشروب، قبل أن تنفد كميته، لطعمه الفريد الذي ليس له مثيل، ولثمنه المناسب.
خبز المخلم
وإلى جانب ذلك هناك العديد من الأكلات الشعبية التي لها نكهتها الخاصة في هذا الشهر دون سواه وتتميز بها مدينة الحوطة.. ويأتي خبز المخلم بلونه الأسمر وطعمه الحامض في مقدمتها، والمكون من حب أحمر ودقيق وبصل وثوم وحبة البركة، وتقوم النسوة بخبزه بالطريقة التقليدية المعتادة وبيعه في هذا الشهر الكريم لأهالي المدينة.. ويتميز خبز "المخلم" بخفة سماكته وصغر حجمه نوعاً ما مقارنة بخبز "الطاوة"، ويُقدم على مائدة العشاء مقرونا بمكملات أخرى، عادة ما تكون الحلبة والسمك والصانونة.
المشبك الوهطي والحلوى اللحجية
يعد المشبك الوهطي، الذي توارثت صناعته أسر محدودة في منطقة الوهط بمديرية تبن، من أهم ما تتميز بمحافظة لحج عن باقي المحافظات اليمنية الأخرى، وذلك لتميز طعمه وحرص أهالي مدينة الحوطة على شرائه في شهر رمضان.. وتظل الحلوى اللحجية الأصيلة هي الأفضل والألذ في أسواق لحج الخضراء. ولهذه الصناعة روادها المشهورون أمثال أحمد سعيد لصور وأولاده، والخديوي، والفقيد أحمد المداوي... ويعتبر الفقيد علي محمد الجبلي أشهرهم، وأحد المؤسسين لهذه الصناعة.. وحسب رأي بائعي الحلوى والزبائن فإن هناك فرقاً بين صناعة الحلوى في السابق وصناعتها في الوقت الراهن، حيث كانت الحلويات في السابق يتم صناعتها باستخدام الحطب كوقود، ويضاف إليها السمن البلدي، وتحفظ في الداخل، أو "المتنك"، وتغلف بأوراق "البيذان" لكي تبقى لذيذة وطازجة، ومحتفظة بمذاقها وبنكهتها الأصيلة.
المصدر خاص / لا ميديا