لمعركة بدر مكانة رفيعة ومتميزة في تاريخ الإسلام؛ فقد وَسَمَت المجاهدين الذين اشتركوا فيها بوسام متميز من التقدير والاحترام، وسجل التاريخ بطولاتهم في صفحات مشرقة، بحيث صار المجاهد البدري يُعرف بطلاً مقداماً يتمنى المسلمون أن لو كانوا مكانه، فكان يكفي المسلم قدراً آنذاك أن يقال عنه إنه بدري.
أما السبب في أهمية هذه المعركة فيعود إلى حجم الانتصارات التي حققها المسلمون بقيادة النبي محمد صلَّى الله عليه وآله من جانب، وإلى التأثيرات الإيجابية التي خلّفتها في نفوس المسلمين من جانب آخر؛ إذ رفعت من معنوياتهم وزادت في إيمانهم وهزَّت كيان العدو وضعضعت عزيمته، كما غيّرت وجهة نظر الأعداء؛ إذ صاروا بعدها ينظرون إلى المسلمين أنهم قوة لا يستهان بها.
وأما سبب تسميتها ببدر فيعود إلى أن المعركة وقعت على أرض بدر، وبدر اسم لوادٍ يقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو أحد أسواق العرب وأحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري والمفاخرة، وكان العرب يقصدونه كل عام.
تاريخ وقوع هذه المعركة كان في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، وكان عدد المشاركين من الطرفين 1313 مقاتلاً، ألف منهم من المشركين و313 من المسلمين.
شهداء معركة بدر: عبيدة بن الحارث، سعد بن خيثمة، ذو الشمالين بن عبد عمرو الخزاعي، عمير بن أبي وقاص، حارثة بن سراقة، عاقل بن البكير، مهجع بن صالح العكّي، صفوان بن بيضاء، مبشر بن عبدالمنذر، معوذ بن الحارث، عوف بن الحارث، يزيد بن الحارث، عمير بن الحمام، رافع بن المعلى، وهم 14 شهيداً.
أما قتلى قريش فكانوا 70 رجلاً، وأسر منهم 70 آخرون، وكان أكثرهم من قادة قريش ورؤوس الكفر، منهم شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأخوه عتبة (والد هند)، وأبو جهل عمرو بن هشام المخزومي.
أما بطلا المعركة فكانا الإمام علي عليه السلام وحمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه وأرضاه.