ترجمـة خاصة / لا ميديا -
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن السلام في اليمن لن يتحقق بإملاء الشروط على المنتصرين، كون الجيش واللجان الشعبية "أنصار الله" هزموا تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
وتطرقت الباحثة أنيل شلين في بداية مقال نشرته لها المجلة الأمريكية أمس الأول وترجمته صحيفة "لا"، إلى تصريحات وزير خارجية العدو الأمريكي أنطوني بلينكين في مقابلة أجرتها معه "سي إن إن"، والتي ادعى فيها أن "السعوديين" انخرطوا بشكل مثمر في محاولة إنهاء "الحرب"، منتقدا القيادة الثورية اليمنية بأنها لم توافق على التفاوض.
وقالت شلين إن تصريحات وزير خارجية العدو الأمريكي تعكس مواقف وسياسة الإدارة الأمريكية، وهي إما بنيت على قلة معلومات أو أن واشنطن ترفض قبول الواقع على الأرض: "الحوثيون هزموا السعوديين".
وأشارت إلى أن ادعاء "الولايات المتحدة" و"السعودية" بأنهما يسعيان إلى السلام في اليمن خال من المصداقية، لأن الخطط التي قدموها تشجع اليمن وقيادته الوطنية على الاستمرار في القتال بدلاً من قبول الهدنة.
ونوهت إلى أنه لإنهاء الحرب، عادة ما يملي المنتصرون الشروط على الخاسرين، أما فرض المطالب المتطرفة على المنتصرين فهو أمر غير مجدٍ، فهم ببساطة سيواصلون القتال.
وانتقدت الباحثة في مقالها قرار مجلس الأمن 2216 كونه يعرّف "أنصار الله" بأنهم الطرف الرئيسي في "الصراع اليمني"، وأنشأت الأمم المتحدة على أساسه آلية لمراجعة الواردات إلى اليمن بدعوى "منع إيران من تهريب الأسلحة إلى الحوثيين"، وهو ما تستخدمه "السعودية" لتبرير استمرار حصارها، والأهم من ذلك، أنه يطالب "الحوثيين" بالتخلي عن أسلحتهم ومكاسبهم الإقليمية. 
وأشارت إلى أنه بالنظر إلى الوضع الحالي في ساحة المعركة، سترفض القيادة الثورية اليمنية أي تفاوض على أساس هذه الشروط غير الواقعية والتي عفا عليها الزمن، متسائلة: "لماذا إذن لايزال القرار 2216 ساري المفعول؟"، والذي طالما ظل فإنه سيستمر في إعاقة التقدم نحو تحقيق السلام من خلال سماحه للسعوديين بتبرير أفعالهم التي تتغاضى عنها الأمم المتحدة.
واختتمت الكاتبة مقالها بالتشديد على ضرورة استبدال القرار 2216 بآخر جديد يسترشد بثلاثة مبادئ: "استعادة السيادة، ومنع التدخل الأجنبي، وتشجيع الشمولية". وفي حال لم تستخدم واشنطن نفوذها في الأمم المتحدة للضغط باتجاه قرار جديد، فإنها ضالعة ومتورطة بشكل رئيس في إطالة الحرب وعرقلة السلام.