طاهر علوان الزريقي / مرافئ - 
في عصر الاستلاب، عصر العولمة والجريمة المنظمة وشبكة المافيا والمضاربات المالية والفساد الواسع النطاق وانتشار الأوبئة المتنقلة، والتلوث الكثيف، والتعصب الديني والعرقي والطائفي، وارتفاع سخونة الأرض والتصحر، وانتشار الأسلحة النووية، وكرنفالات الموت الكبرى التي تتأسس على أرضية الربح والخسارة، والنجاح، والثقافات الشمولية لترسيخ ديكتاتورية الأقلية في موجهات جميع الشعوب المستضعفة التي عليها أن تحترق بكل ثقافاتها وإرثها وهوياتها في موقد العدوان والحصار والعولمة بشركاتها العملاقة التي تغدو يوماً إثر يوم أكثر مركزية بمافياتها التي تزداد اتحاداً ساعة إثر ساعة، وبرغم من كل ذلك تحاول السينما البديل لسينما العنف والموت والجريمة الأمريكية أن تقول شيئاً مختلفاً أكثر إنسانية وأعمق تعبيراً عن الحياة، واستطاعت تلك السينما الجادة والهادفة خلق وعي إنساني، استطاعت أن تغير كثيراً من المفاهيم لدى الناس، وأيضاً لدى المجتمعات المتخلفة حيث يسود القمع ولا يتطور إلا الظلام حول البشر، كما أنها ساعدت في إرساء وتعديل، بل حذف بعض القيم، واستطاعت أن تصبح الخبز اليومي والثقافي للناس، أنها الوسيلة الأنجح لتفتيح العقول والوعي، وصارت من الأهمية في الشكل الذي تسعى فيه كل جماعة للتعبير عن نفسها وقيمها من خلالها، فلم تعد السينما هي الوسيلة الترفيهية للناس، بل أصبحت وبشكل لا يقبل الشك وسيطاً ثقافياً وتنويرياً وتربوياً يمكن من خلالها التعبير عن الآراء الإنسانية والمعتقدات ووجهات النظر سواء للفرد أو الجماعة، وتهدف إلى خلق ثقافة إنسانية جادة وسحق الأب الروحي للسينما الأمريكية والنظام الإمبريالي البشع، وأيضاً رفض تخريب العقول وعملية غسل دماغ الشعوب التي تقوم بها السينما الأمريكية والغربية بأسلوب مدروس ومخطط له جيداً.