ولد المناضل والشاعر كمال بطرس إبراهيم ناصر عام 1924 في غزة ونشأ في بيرزيت، شمالي رام الله، ودرس في مدينة القدس، وأنهى دراسته العليا في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1945 وتخرج فيها بإجازة في العلوم السياسية. عاد الى فلسطين عام 1945، وعمل مدرساً للأدب العربي ثم درس الحقوق في معهد الحقوق في القدس.
بدأ الوعي السياسي لدى كمال ناصر يتفتح في أثناء ثورة 1936، وكان مواظباً على المشاركة في التظاهرات الوطنية المناوئة للانتداب البريطاني وللهجرة اليهودية. ومع صدور قرار التقسيم في سنة 1947 قرر أن يصدر جريدة "الجيل الجديد". وفي عام 1952 أصدر جريدة "البعث" اليومية في رام الله. اعتقل في رام الله، وبعد خروجه من السجن انتخب نائباً في البرلمان الأردني عن دائرة رام الله عام 1956، وحين أعلنت الأحكام العرفية في الأردن، اضطر للهرب إلى دمشق وبيروت والقاهرة، ثم فرنسا، ثم عاد بعد إعلان العفو عن النشطاء السياسيين وبقي في بيرزيت حتى أبعدته سلطة الاحتلال بعد هزيمة يونيو/ حزيران 67.
عام 1967 انتخب كمال ناصر عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث قام بتأسيس دائرة التوجيه في إطار المنظمة، وكان ناطقا رسميا باسمها.
عام 1972 تبنى المجلس الوطني الفلسطيني قرار إنشاء مؤسسة إعلامية فلسطينية، موحدة، وأنيطت بـ كمال ناصر مهمة الإشراف على الهيكل الجديد الذي سمي "الإعلام الموحد" وترأس تحرير مجلة المنظمة "فلسطين الثورة" وبدأ صدورها في حينه من العاصمة اللبنانية بيروت، واستمر في رئاسة تحريرها حتى تاريخ استشهاده. كما أصبح رئيسا للجنة الإعلام العربي الدائمة، المنبثقة عن جامعة الدول العربية.
أطلق عليه صلاح خلف "أبو إياد" لقب "ضمير الثورة الفلسطينية"، لمصداقيته العالية.
حين سار في جنازة الشهيد غسان كنفاني المهيبة، تساءل في ذلك اليوم: ترى هل ستتاح لي هذه الجنازة يوماً؟
لم يمض كثير من الوقت، ففي 10/4/1973 استشهد كمال ناصر، والقائدان الفلسطينيان كمال عدوان ومحمد يوسف النجار، في عملية اغتيال نفذها جهاز المخابرات "الإسرائيلية" في شارع فردان بالعاصمة اللبنانية بيروت، ودفن إلى جانب رفيقه الشهيد غسان كنفاني وفقا لوصيته.
ترك كمال ناصر مجموعة قصائد نشرت سنة 1959 تحت عنوان "جراح تغني"، وقصيدة طويلة بعنوان "أنشودة الحق" وديوان "أغنيات من باريس". كما كتب ثلاث مسرحيات هي "التين" و"مصرع المتنبي" و"الصح والخطأ". وقد تألفت بعد استشهاده لجنة لتخليد تراثه نشرت أعماله النثرية والشعرية الكاملة سنة 1974.