«لا» 21 السياسي -
سلطان البركاني يعلن محافظة المهرة عاصمة جديدة لحكومة الرياض الخلفية. تلك بشارة لم يفقهها الكثيرون؛ فالرجل مشهور بالبشارات منذ إعلانه عن قلع عداد صالح وحتى كشف مؤخرته أمام الله وخلقه في حديقة بني سعود الخلفية.
متنقلاً بين سطور رواية سيرفانتيس «دون كيشوت» يشهر البركاني سيف خبالاته وخيباته في وجه طواحين الهواء وكأنه أحمد شوربان في القصص الشعبية، يقتل ألفاً ويأسر ألفاً آخرين، في يده اليمنى سكين ابن سلمان وفي الأخرى شوكة ابن زايد وفي فمه ملعقة من ذهب مع ريح عفاش.
البركاني يتنقل بين فيافي أرض محتلة زاعماً تحريرها فيما تحيط بعقله قبعات سعودية كاكية وتحرس رأسه أحذية إماراتية ترابية وتنقل جثته مدرعات أمريكية وتحدد إحداثيات جسده مروحيات بريطانية.
يظل البركاني ترساً مكسوراً في آلة حرب معطوبة وملعونة، وضرساً منخوراً في طقم أسنان عدوان مغلوب ومهزوم. ورغم ذلك يستمر سلطان في القيام بدوره: فماً مفتوحاً على الفراغ وفكاً مفترساً للسراب.
يُطارَدُ البركاني في محافظات الجنوب في متتالية طردٍ مخزية ومتوالية عارٍ مخجلة، لكنه لا يكف عن فتح فمه لرياح الشتائم وريح السباب، غير آبهٍ للعنات الناس ولا عابئ بكلمات تنصب على رأسه حجارة من سجيل، فما يعنيه من الأمر سوى أن يكون خلفاً لأسوأ سلفٍ في محراس حديقة السعودية الخلفية، ولا يهمه غير رضى آلهته من هُبَلِ الرياض وهُبْلِ أبوظبي ولاة ولاة اليانكي وعُزى عزازيل لندن.
كان «صالح» أكثر الناس معرفة بالبركاني، ولذلك فقد كان أدراهم بكيفية التعامل معه، يستخدمه حيناً محبرة تلطيخ وتوسيخ وبقع دم وشتم، ويستعمله حيناً آخر «كلينكس» يمسح به أوساخاً هو صانعها وقذاراتٍ هو فاعلها. ذهب صالح واستمرأ البركاني القيام بتنفيذ مهام إبليس ومهمات جنوده من شياطين الاحتلال وطواويس الحرب والضلال.
قلع البركاني عداد صالح ذات يومٍ من أيام الفشخرة الكاذبة، وأعاد المخرج ضبط المصنع من جديد ليبدأ العد مجدداً في شاشة قراءة الجاهل هادي ليرجع مستعملاً البركاني في محاولة أخرى لتصفير العداد، غير أن كوابل التيار لم تعد موصولة كما ذي قبل بمؤخرات العمالة والارتزاق، فثمة من قطعها لينتهي البركاني مجرد مؤخرات مقطوعة التيار والشرف.