«لا» 21 السياسي -
«الزيود مجرمون». 
هكذا ينقل وائل الهمداني، مترجم هادي الخاص، عن الأخير، ومعبراً عن قناعته بأن «هادي» طائفي وعنصري ومناطقي وغير وطني ويكره صنعاء وعدن وكل اليمن، وأن «هادي» مجرد دمية بيد أحمد عوض بن مبارك، واصفاً الأخير بصاحب الطموح الكبير الساعي لتدمير اليمن وكل الجزيرة العربية.
وماذا بعد؟!
لا جديد فيما قاله الهمداني سوى أنه صدر عنه بكونه مترجم هادي الخاص، وإلا لكانت شهادته واحدة من ملايين الشهادات التي تتجاوز منشوراً فيسبوكياً عاصفاً إلى كونها دماء أطفال، ودموع نساء، وأشلاء شيوخ، ونحيب يابسة، ونشيج سواحل، وأنين جزر، ولعنات شعب، وأرصدة خونة، ونذالة نخبة، وسفالة تكنوقراط، وعمالة عسكر، ودمامة شيوخ، وقبح مشائخ، وحقارة حداثيين، وهوان تجار، ومآتة خيال قيل له ذات لعنة: فخامة الرئيس!
في آخر أيام الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن كان هادي أحد عملاء الـ(إي إم سكستين) ممن حاصروا وألقوا القبض على قيادات الجبهة القومية. وفي آخر أيامه كان هادي ذلك العميل الصفري في معادلة الخيانة والعدوان والتقتيل والحصار على اليمن شعباً وشعاباً، أرضاً وعرضاً، جنوباً وشمالاً، حجراً وشجراً، تاريخاً وجغرافيا.
طوال فترات الصراع البيني اليمني لم يكن هادي خصماً شريفاً ضمن خصوم ألداء أو أصدقاء أعداء، بل كان وما يزال وسيظل مجرد أداة خيانة وسكين ذبح ومنديل تواليت.
عقدة نقصه لا تتعلق بأصله وفصله كما يذهب بعض عبيد جينات الإنثروبولوجيا ونساجي (دي إنّات) الفسيولوجيا، بل تعود لكينونة نفسه المصنوعة داخل كير حدادي العملاء والمرتزقة، والمسكونة بشعور التبعية والتهميش والأدواتية.
من مسؤول توزيع عُلب الفول والفاصوليا وشوالات البطاطا والباذنجان إلى موزع نقود وشيكات ومفاتيح غرف وقرف. هكذا هي سيرورة هادي وصيرورته طوال أكثر من نصف قرن قضى معظمه على سرير النوم يحاصره مثلث الدوم وتعتصره مرارة الفشل بأن يكون رجلاً حتى ليومٍ واحد.
من يد علي ناصر محمد إلى كف علي محسن الأحمر، ومن حجف علي عبدالله صالح إلى حضن محمد سعيد آل جابر، ومن تحت جثث بطاقات الهوية في يناير 1986 إلى فوق ضحايا يوليو 1994، ومن أقبية الثنية والفرقة الأولى مدرع وستين الإصلاح وسبعين صالح إلى مواخير ابن سلمان وفنادق بورنو الرياض وجدة، ومن بين أقدام الإنجليز إلى تحت أحذية الأمريكان.
يسيطر ابن مبارك تماماً على هادي كما يقول الهمداني، وفي ذلك وجهة نظر تقول بأن الاثنين يشبهان بعضهما حد المثلية والتماثل، فالمرايا لا تخون وجوه أصحابها إلا بمساحيق التجميل ومستحضرات العناية المركزة بالبشرة وبألوان قوس قزح.
ليست شتائم نكيلها للضال المضل هادي، إنما هو قذف بعض حق هذا الشعب على باطل تلك الدمية الإمعة ملعون الجدف والخلف المشرشف عبد ربه.