«لا» 21 السياسي - 
بإعلانه تقديم مبادرات عدة للسلام وضع قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي كل مزايدات دول العدوان ومناقصات مرتزقتها بشأن السلام في زاوية صفرية حرجة. وأكد السيد -في سياق كلمته بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة- الجهوزية للسلام الحقيقي لا الخداع، وأنه عندما أتى العُمانيون إلى صنعاء قدمت لهم مبادرات سلام مهمة.
بدوره أوضح رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، أن الوفد العُماني الذي زار صنعاء مؤخراً جاء يحمل رسالة سعودية وذهب وهو يحمل مبادرة يمنية بشأن مأرب، وأن الجهود العُمانية متواصلة لكنها لم تصل إلى نتيجة بعد.. وأكد أن الطرف الآخر ليس جاهزاً للسلام في اليمن على الإطلاق، مشيرا إلى أن المجال مازال مفتوحا أمام الوفد العُماني ولا يزال يقوم بجهود مشكورة وحقق تقدمات نسبية.
وقال عبدالسلام إن السيد قدم مبادرة بشأن مأرب منذ اليوم الأول لوصول الوفد العُماني إلى صنعاء، وأن المبادرة المكونة من تسع نقاط تراعي مصالح أبناء مأرب أولاً ويشترط لتنفيذها التزامن مع تنفيذ الملف الإنساني.
وتضمنت المبادرة -بحسب عبدالسلام- الالتزام بحصص المحافظات الأخرى من النفط والغاز، وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر رأس عيسى، وأن يكون هناك إدارة مشتركة من أبناء محافظة مأرب للحفاظ على الأمن والاستقرار وإخراج عناصر «القاعدة» و«داعش»، وعدم الاعتداء على المواطنين، وإعادة تشغيل المحطة الغازية، وضمان حرية التنقل، والإفراج عن كل المخطوفين وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء مأرب إلى مناطقهم، ووضع عائدات سفن المشتقات النفطية في الحديدة لصالح المرتبات.
وكشف عبدالسلام أيضاً أن السيد عبدالملك قدم رؤية أخرى لبقية الملفات التي حملها الوفد العُماني، مشيرا إلى أن العُمانيين قدموا استفسارات عدة، وأن صنعاء أجابت على كل تلك الاستفسارات وقدمت كل التوضيحات.
سيد الثورة، وبما كشفه في خطابه الأخير، ألقم كل كلاب واشنطن ولندن والرياض وأبوظبي وجميع جرائهم أحجار سلامٍ تخرسُ نباح ادعاءاتهم الكاذبة، وهم الذين بدؤوا العدوان على اليمن ويستمرون في حصار شعبه وتجويعه منذ سبع سنوات، وهم من يصعدون اليوم اقتصادياً وإعلامياً وسياسياً وعسكرياً، وهم الذين لم يوفروا قط أي وسيلة لتحقيق أهدافهم الشيطانية وتنفيذ مخططاتهم الجهنمية وعجزوا وما يزالون عن كسر صمود اليمنيين، بل وفشلوا في إيقاف خيباتهم ووقف هزائمهم.
في السياق ذاته فقد نبه قائد الثورة ووجه بالمضي قدماً في مواجهة مستمرة ومتجددة لتهديدات عدوانية قديمة جديدة وعلى محاور ثلاثة: الاقتصاد، والإعلام، والجبهة العسكرية، وهي الجبهات التي ينطلق منها العدو هذه المرة أكثر عدواناً وأشد ضراوة وأخبث سُبلاً.
من جهة أخرى، وبالتزامن مع انكشاف زيف ادعاءات عواصم الإثم واكتشاف زور دعوات دول العدوان، ومع افتضاح التدخل الصهيوني الأمريكي البريطاني المباشر في الحرب على اليمن، ومع مضاعفة خراف المرتزقة حصار على أسود الصمود، يأتي الكشف الرسمي عن مبادرة مأرب لوضع الشعب اليمني أمام الصورة الفعلية لمجريات اليوم، وأمام الخيارات الحقيقية لاحتمالات الغد، ولدحض أكاذيب الأبالسة، وللحض على الاستمرار في المواجهة، وليلقي الحجة بين يدي التاريخ، وليبقي الأعداء والخونة كما كانوا وسيبقون: في خانة «اليك» اليمانية.