«لا» 21 السياسي -
هكذا تصريح لم يصدر عن أحد صهاينة واشنطن أو لندن أو باريس أو موسكو أو الرياض أو أبوظبي، بل هو لصهيونيٍ آخر يدعونه أنطونيو غوتيريش، والذي يغطي وجهه الحقيقي القبيح بقناع الوسيط والمحايد والإنساني، ويحتل الموقع الأول في منظمة صهيون لحكم العالم المسماة الأمم المتحدة.
لا جديد في كلام غوتيريش هذا إلا أنه ينزع عن سوأته ورقة التوت الأخيرة، ويكشف بجلاء عن دور الأمم المتحدة في العدوان على اليمن والتبرير له والتغطية على جرائمه، ولا منطق مطلقاً لمن يدعو اليمنيين للتوقف عن الدفاع عن أنفسهم كما ويتهمهم بمنع الإمداد عنهم هم وبمحاصرة أنفسهم بأنفسهم.
غوتيريش يعيش التيه كما يرى ذلك محمد علي الحوثي، لكنه لن ينتصر لليمن كما دعاه الحوثي أيضاً، لأنه (أي غوتيريش) ليس سوى قفازٍ مخملي أممي ناعم لأيدي إجرام وعدوان، وليس أكثر من مرتزق كالآخرين، إلا أنه مرتزق أممي مع مرتبة القرف.
يتزامن تصريح غوتيريش المشارك والمتواطئ والمتغابي لقناة القرش «العربية» السعودية مع تصريح آخر لمنظمته نفسها يقول إن «طفلاً واحداً يلقى حتفه في اليمن كل 10 دقائق لأسباب يمكن تفاديها، بما في ذلك الجوع والأمراض».
المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) هنرييتا فور قالت خلال جلسة لمجلس الأمن إن «هناك نحو 21 مليون نسمة بينهم 11 مليوناً و300 طفل يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية».
لا يبدو أن غوتيريش يجهل -كما يتظاهر في تصريحه أعلاه- أن المسار الطبيعي لهذه المساعدات هو المطارات والموانئ اليمنية المحاصرة من دول العدوان، وليس من المعقول أن أمين عام الأمم المتحدة لم تتضح عنده هوية الطائرات التي تقصف المدنيين بشكل يومي وترتكب المجازر منذ سبع سنوات؛ لكنه «القرش» الذي لا «يلعب بحمران العيون» فقط، بل وبـ«أزرقيها» أيضاً.