«لا» 21 السياسي - 
«كل احتجاجات أنتوني بلينكن لن توقف رحلة الصواريخ في الجو».. يستشهد السعوديون بهكذا تعليق لصحيفة «وول ستريت جورنال» للدلالة على عجز الولايات المتحدة الأمريكية عن حمايتهم أو عدم رغبتها في ذلك، بل وصل حال الكثيرين من إعلاميي بن سلمان للاستشهاد بمقولة ومقالة الـ«وول ستريت جورنال» كدليل على تواطؤ أمريكي مع «الحوثيين».. أي والله.. يقولون ذلك.
بات السعوديون في حالة يرثى لها، وصاروا يعيشون وضعاً بائساً ومثيراً للشفقة بعد كل هذا الفشل في عدوانهم على اليمن، وبعد كل هذه العمليات العسكرية في عمقهم الاستراتيجي وفي ما وراء خطوط مصالح أسيادهم الحمراء.
وصل الأمر بهم اليوم حتى إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بخصوص وجعهم الأخير من ضربات عملية الردع السابعة بعد أن نفخت أمريكا أوداج كِبرِهم وغرورهم وغطرستهم طوال 7 أعوام من حربهم وعدوانهم على اليمنيين.
بالفعل.. مقولة الصحيفة الأمريكية السالف ذكرها صحيحة.. فكل احتجاجات وزير الخارجية الأمريكي وتصريحات بقية أعضاء إدارة بايدن لن توقف صواريخ اليمنيين المحلقة ذهاباً وإياباً طولاً وعرضاً في أجواء السعودية، بعد أن فشلت في فعل ذلك كل منظومات الدفاع والهجوم الأمريكية والغربية والشرقية.. وما هي تصريحات بلينكن مقارنةً بمنظومات بلاده الباتريوت والثاد وقبة قومه الحديدية و«إسات» بوتين الـ300 والـ400 ودفاعات شمطاوات أوروبا وحمايات ذوي العيون الصغيرة من أحفاد ماو تسي تونغ وذوي الأنوف الكبيرة من تلامذة نيلسون مانديلا.
لن تتوقف بالفعل صواريخ اليمنيين ومسيراتهم عن استهداف عصب اقتصاد عيال يهود وسعود ومطاراتهم ومواقعهم العسكرية، بل ستزداد الهجمات وتيرة وشدة وإيجاعاً حتى يوقف الصهاينة الأعراب والأغراب عدوانهم وحصارهم على اليمن، وحتى تغادر أقدامهم القذرة وأدواتهم الوسخة آخر شبرٍ طاهرٍ من أراضي وجزر وسواحل ومياه اليمن، وحتى يتوقفوا عن التدخل في الشأن اليمني ويعترفوا باليمن بلداً حراً مستقلاً وذا سيادة.
ما قالته صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير لها هو أن الولايات المتحدة تحاول استجداء «الحوثيين» خشية أن يتعرض قرابة 70 ألف أمريكي، بينهم جنود، لهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة، مستشهدة ببيان لوزير الخارجية الأمريكي الذي كشف فيه عن تصاعد في وتيرة الهجمات الجوية على السعودية خلال هذا العام مع تسجيل نحو 240 هجوما جويا على مناطق متفرقة من المملكة.
من المخجل ألا يكون عدوك رجلاً ومن المهين ألا يكون إنساناً.. غير أن العار كل العار أن يكون هذا العدو -كما وجد ووصف نفسه- مجرد برميل نفط مكتوب على مؤخرته: سعودي.