طاهر علوان الزريقي -
فيلم أمريكي يعالج مشاكل المجتمع الأمريكي الرأسمالي والأزمات المعقدة والمتشابكة التي تتجذر يوماً بعد يوم في ثنايا المجتمع الأمريكي، وتنذر بمستقبل غير مشرق على الاطلاق، يحذر النظام الأمريكي من البطالة والتهميش والاستغلال الكامل لغالبية البشرية، ويحذر من الإحباط واليأس واللاعقلانية واللااكتراث والفوضى الخلاقة والحروب الأهلية التي تعم الحضارات الإنسانية والسياسات التي يعتمدها النظام الأمريكي الاحتكاري، والتي تعتبر انبعاثاً للفاشية من جديد ودفع العالم برمته إلى أتون مغامرات عسكرية كبرى قد تعيده إلى عصر الهمجية الأولى ومقدمة لولادة عصر إضافي يسود فيه صراحة قانون الغاب، لأن أولئك الذين أعمتهم الأنانية لم يكونوا قادرين على تمييز كيف يمكن أن يتحول الإحباط واليأس عند أغلبية الناس إلى خزان متفجر من العنف، من اللاعقل والكبت المنفلت إلى أقصى درجات غرائزيته البدائية، والذي يملك زمامه مغامر فاشي لديه الاستعداد لقيادة البشرية برمتها نحو الكارثة، نحو الدمار.
أولئك هم سادة الأرض الجدد المجرمون الذين يظنون أن من الإجرام يولد جوهر العبقرية والعظمة، والساعون للسيطرة المطلقة ولتحويل الناس عامة إلى قطيع طيع وعبيد مستأنسين، تحت شعارات ديماغوجية وقومية شتى. إن فقدان الأمن الاجتماعي والفردي بين الفئات والطبقات ومثقفيهم سببه نظام الاستغلال والقهر والقسوة وإرادة القوة، حيث يبدو فيه الوجود المادي والروحي للجماعات والأفراد بيد الأقدار وعلى شفا هاوية أو قدر لا يرحم، ولذلك يتعمق اليأس الشخصي وتتحول الطموحات والآمال إلى كوابيس جاثمة على النفوس وعلى وجود كل فرد، وهذه هي الثغرات التي تنفذ منها اللاعقلانية ويتسرب العقل وينتشر الشك وعدم اليقين ويؤدي ذلك إلى لا مبالاة بين قطاعات واسعة لا ترى جدوى لأي حل، ويحدث في الوقت ذاته اندفاع نحو العنف والإرهاب الفردي والفتن وأشكال الجريمة والانحرافات والمخدرات.