لا ميديا -
ولد الشيخ راغب حرب في بلدة جبشيت جنوب لبنان عام 1952، في عائلة كادحة طيبة. في بيروت أكمل دراسته الدينية ثم سافر بعدها إلى النجف الأشرف في العراق لمتابعة علومه، لكنه عاد بعد سنة ونصف إلى لبنان بعد أن قام النظام العراقي بالتشديد عليه وعلى آخرين. 
سلك طريق تثقيف الشباب وتوعيتهم بمبادئ الإسلام، مما أثار حفيظة القوى السياسية فعملت على التضييق والعزل والاضطهاد للمُلتفّين حوله. 
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران أعلن تأييده الكامل للثورة. 
جعل من صلاة الجمعة مناسبة يتحدث فيها إلى الناس ويستمع إلى شكاواهم، حيث كان نصيراً لقضايا الحق والثورة والمبادئ الدينية، وأصبحت تجمعات صلاة الجمعة فيما بعد نواة العمل الجهادي الصلب.
نشط في الجانب الرعائي الموجه نحو الفقراء والمحتاجين، فأسس العديد من المؤسسات الخيرية الاجتماعية، منها: مبرّة السيدة زينب (ع)، وبيت مال المسلمين ليقدم القروض البسيطة وكان يديره بنفسه، ومؤسسة شهيد الثورة الإسلامية لعوائل شهداء مقاومة الاحتلال الصهيوني، مستفيدا من المساعدات التي كانت تقدمها إيران لهم، وشكل ذلك انطلاقة لتأسيس مؤسسة الشهيد في لبنان.
عام 1982، عند اجتياح العدو الصهيوني لبنان، عاد فورا من مؤتمر أقيم في إيران ليبدأ مسيرته في مقاومة المحتل، فجعل من إقامة الصلاة التي أخذت طابعا جماهيريا في صلاة الجمعة تحدياً للاحتلال وليكرر على الناس حرمة التعامل مع المحتل بأي شكل من الأشكال، وليقدم نموذجا في المواجهة سواء أكان مع جماعة العميل سعد حداد أم مع القوة العسكرية "الإسرائيلية". فيذكر أن ضابطاً صهيونياً مدّ يده لمصافحته فرفض قائلاً: "أنتم محتلون، أخرجوا من هنا، لن أصافحكم ولا أجالسكم"، ويقول: "الموقف سلاح، والمصافحة اعتراف". هذا الموقف رسّخ في أذهان اللبنانيين عقيدة " المصافحة اعتراف" ومجرد الحديث مع أحد المحتلين يعتبر ذنبا. 
داهم الصهاينة منزله عدة مرات، وفي كل مرة تسقط ذريعة اعتقاله عندما لا يجدون سلاحاً في منزله. إلى أن اعتقلوه عام 1983 واقتادوه إلى مقر المخابرات، ثم إلى معتقل أنصار، ومن بعده إلى مركز المخابرات في صور، وعرضوا عليه مغادرة الجنوب لكنه رفض. خرجت الجماهير منددة باعتقاله في مظهر علني للمواجهة، فأطلق العدو سراحه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
عمل على تصعيد وتيرة الصراع فأخذ يوفر الدعم المالي والعسكري للمجاهدين، ويصوّب بوصلة العداء بشكل واضح في كل خطبه، خاصة عام 1984 في ذكرى الشهيد هاني شكر حيث خطَبَ قائلاً: "لن نقبل بأنصاف الحلول، وإن من يمد يداً إلى عدونا، ويداً إلينا، نقول له: إما أن تكون كلّك معنا، أو كلك مع عدونا".
كان نشاطه مصدر خطر على الاحتلال وعملائه. وفي 16 شباط عام 1984، اغتيل برصاص عملاء الاحتلال أثناء خروجه من منزل أحد أصدقائه. وحفز اغتياله أعمال المقاومة أكثر فأكثر.