لا ميديا -
"استطعنا القضاء على نصف الإرهاب الفلسطيني". هكذا علّق وزير جيش الاحتلال السابق، موشيه يعلون، على اغتيال عدنان الغول، باستهداف سيارته في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004، بعد 18 عاما من المطاردة والملاحقة. هذا الرجل كانت رحلته تقليبًا بين الممكنات؛ لإبعاد شبح المستحيل عن قراره الاستراتيجي في الحياة، بمقاومة الاحتلال.
 وُلد يحيى محمود الغول في مخيم الشاطئ عام 1958. كان من أوائل الذين نظموا خلية للمقاومة المسلحة في فلسطين، قبل انطلاقة حركة حماس، التي رأى قادتها حينها التريث لـ"عدم جاهزية الظروف للدخول في الصراع المسلح". تمكنت تلك الخلية من قتل مسؤول جهاز "الشاباك" الصهيوني في جباليا. كما نفذت عدداً من العمليات، أهمها عملية الحاجز، أصبح بعدها مطلوبًا لدى مخابرات الاحتلال، فغادر قطاع غزة. وفي سورية حصل على دورات متقدمة في صناعة المتفجرات والصواريخ، وعاد إلى فلسطين ليصبح أحد الخبراء العسكريين في كتائب القسام.
خلال انتفاضة الأقصى، فرض جيش الاحتلال واقعا عسكريا معقدا، ليقلل من وجود نقاط اشتباك في قطاع غزة، حيث كان الغول ينشط، فعزز تحصينات المعسكرات والمستوطنات، وفرض حصارا مشددا على القطاع، ما عطّل تهريب السلاح، وهنا بدأ رفقة الشهيد يحيى عياش تنفيذ مشروع وحدة التصنيع الذي أحدث نقلة نوعية في العمل الثوري الفلسطيني، بدءا بصنع القنابل اليدوية وقذائف الهاون ثم القذائف المضادة للدروع الذي قال عنه: "لن يهدأ لي بال حتى يغرق قطاع غزة بهذا السلاح". وحتى بعد تصنيع صواريخ القسام بأبعادها المختلفة المدى ظل طموحه تصنيع صاروخ مضاد للطائرات.
اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية مرتين، وتمكن في الثانية من الهرب من سجن السرايا عام 1998، حيث حاولت المخابرات الصهيونية اغتياله بالسم وظل يعاني من آثاره حتى استشهد. ومحاولة الاغتيال الثانية عام 2001 حين كان مع محمد الضيف في سيارة واحدة وأصر ابنه بلال (18 عاما) على أن يتبادل معهما السيارات، وفعلا بعدها بدقائق قليلة أصاب السيارة صاروخ واستشهد ابنه بلال ونجيا. وابنه الثاني خاض معركة مع حملة صهيونية أحاطت بمنزلهم في 2003 في محاولة لاغتياله، واستشهد الولد بعد قتل جندي وجرح آخرين.
وفي يوم، 21 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004، أطلقت طائرة صهيونية صاروخا على سيارة كان يقودها في غزة، فاستشهد على الفور، تاركا وراءه مؤسسة من مئات المهندسين في التصنيع العسكري شارك في تدريبهم وتطوير قدراتهم.
أما كتائب القسام، فكان ردّها على اغتيال مهندسها أنه أطلقت اسمه على بندقية القنص "غول" التي أعلنت عنها في عام 2014، وقالت إن المدى القاتل لها يصل إلى كيلومترين.